في الحقيقة يا( غزال الجبل) اننا لا نود ان تغيري جلدك الى لبوة
فهناك العديد من الجرحي في الخيمة .....
مرحبا ومراحب .... واظن ان ترحيب مساهم يزيد الترحيب اضعافا مضاعفة
انني هنا لأرحب به بالحقيقة لو لا ان سبقتني الاميرة (الموجبة )
وما نحن باهل قهوة مرة لنضيف على مذاقها هيلا.
نحن اهل ثلج وصقيع وعواصف (ألبية) جئناكم لنستمتع بطعم الاصالة التي يتمتع بها اغلب الموجودين ...
ساحكي لك يا غزالتنا قصتي مع غزلان الجبال البافارية الحقيقية . ..
في الصيف تداعت مجموعتنا لما يسمى هنا بالعربية ( رحلة عمل واستجمام)
وقد اختاروا لنا جبال جنوب تيرول الرائعة الشهيرة بجمالها
جنوب غربي النمسا وحيث تكونين في القمة على مسافة متر من حدود المانية وسويسرا والنمسا متر نقطة جبلية مخصصة لهواة ا(التدرج ) وتسلق الجبال تكاد تكون مسكونة من كثرة الصاعدين والهابطين وكلهم يسلمون عليك كانهم مسلمون( Gruß Gott ) تعني تحية الاله . او تحية الله . بنفس الطريقة التي نقول لبعضنا تقريبا السلام عليكم الهابط على الصاعد .. رغم انني امضيت سنوات من عمري في جبال لبنان في القرب من صنين على الجهتين .. والتي ما زلت اتشوق الى شربة ماء عذبة منها في صيفية شديدة القيظ . كل يوم .
الا ان جمال جبال تيرول قطعة (من جنان الارض) وخاصة لمن يراقب بقية السلسلة الالبية شمالا وغربا وشرقا وجنوبا ويتمتع ببقايا ثلج لم تستطع شمسهم الكالحة ان تذيبها ....
وفي المسير الى الاعلى وصلنا نقطة استراحة تهادت الغيوم وانسابت من تحتنا..... كانها ندف كبيرة بيضاء من القطن ... حتى وصلنا منطقة في الاعالي يحمل بعض من كان معنا ساعات تشير الى ارتفاع الموقع حيث تجاوزت 2400 متر ... يمكن بالتاكيد رؤيتة العالم بشكل مختلف وبشكل اخر
وفي هذه الاعالي وجدنا قطعانا من البقر تركها اصحابها على قمم الجبال وحيدة ,,,
وجنا قطعانا من (الخيول) المهجنة البافارية ... تسرح ايضا هادئة.. وكانها زرعت في قمة الجبال لتعيش...
ونحن في صعودنا كنت المح خيال اسود ضغير جدا في احدى القمة التي نحن باتجاهها.... خيالين اسودين لا يتحركان ....
بالمنظار تمكنا من معرفة انهما حصانين... مشوار الصعود كله ما حركهما قيد انملة ولا حتى عندما صرنا بالقرب منهما وتراكض الزملاء للتصوير والطبطبة على رقبتهما ....
في نفس المكان هناك وجدنا ما اثار اهتمامنا جميعا
نوع محمي من الغزلان التي تعيش في جبال الالب تسمى . gemse ! ( غمزه)!
وهي نوع من فصيلة الغزلان :كانت تطارد وتصاد في الماضي على رغم وعورة الجبال وخطورتها املا بالحصول على شعر(التيوس) منها ان صح التعبير هنا
حيث تصنع من تجميع هذه الشعرات ( التي تنبت اسفل الذقن ايضا مثل السكسوكة الخليجية !!!!) ما يشبهه فرشاة الحلاقة انما اكبر واجمل وتوضع تزينا( للقبعات البايرية) التي يصل ثمن احدها احيانا ما يزيد على خمسة الاف يورو تبعا لجمالها وجودتها ,,,,
المهم في الامر ... ان هذه الحيوانات الوديعة تعلمت الهرب من البشر وما استطاع احد منا الاقتراب اكثر من مئة متر للتصوير ,,,,
وقد تداعت الحكومات الاربعة هناك لحمايتها من عبث العابثين رغم المورد المادي المغري لصيدها ..حتى يزداد عددها وتعود من جديد وتحمى من الانقراض......
لن اضيف كثيرا هنا ...
فلقد خطرت ببالي القصة عندما تمعنت بالاسم الجميل الذي طل علينا فذكرني بالرحلة الجميلة المتعبة لمن لم( يتعود صعود الجبال )!! وعاش ابد الدهر بين المدن .....
انا لست ممن يدعون لحماية الغزلان ولا للغمزه !!!! لان بعض انواعها تصيد بعض الصيادين ..!
ولكنني بصراحة وجدت للجبال طعما اخر بهم ....