عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 14-05-2006, 02:56 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

ولما جاءت المسيحية كان الرق مباحا على النهج الذي مر ذكره فلم تحرمه ولم تبطله بل
ان بولس الرسول امر العبيد باطاعة سادتهم حيث قال في رسالته لاهل افسس (ايها العبيد
اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح ولا بخدمة العين كمن يرضى الناس بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب خادمين بنية صالحة كما للرب ليس للناس عالمين ان مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان ام حرا)
وهذا اعتراف كامل من المسيحية بالرق وليس الامر في الاعتراف مستمدا من وصية بولس وحده بل ان الرسول بطرس له وصية اخرى يذهب الى ان الرق كفارة من ذنوب البشر يؤديها العبيد لما استحقوه من غضب السيد الاعظم
وياتي القديس توما الاكويني وكان ذا نزعة فلسفية فيؤيد الرق ويعترف به مسخرا لذلك العقيدة الدينية التي كان احد اركانها
والفلسفة اليونانية التي كان احد مريديها النابهين
وليست المسيحية ومن قبلها اليهودية وحدهما التين اباحتا الرق بل ان الفلسفة اليونانية
التي تعتبرها الطبقة العليا من المثقفين ام الثقافات ومنبع الحضارات وخلاصة ماانتجه العقل البشري من سمو في التفكير هذه الفلسفة تبيح الرق وتدعو اليه في اسراف
فقد شرعت نظام الرق العام اي خدم الهياكل الموقوفين عليها كما شرعت نظام الرق الخاص
اي العبيد الذين يخدمون في البيوت وهؤلاء واولئك عليه واجبات وليست لهم حقوق
فافلاطون صاحب
(الجمهورية)
يحرم العبيد في جمهوريته من حق المواطنة ويشرع لهم نظاما يجبرهم على اطاعة سادتهم والخضوع لهم خضوعا كليا بشكل مهين
حتى ان العبد اذا تطاول على سيد غير سيده اسلمته الدولةتص منه
وارسطو- المعلم الاول- لايذهب بعيدا عن افلاطون بل هو يرى بمنتهى البساطة ان هناك فريقا من الناس قد خلقوا ليكونوا عبيدا كانما المسالة بديهية من البديهيات
ولاينبغي ان ننسى ان ارسطو هو صاحب علم الاخلاق
واذا انتقلنا من الفلسفة اليونانية الى الفلسفة الهندية وجدناها بدورها تبيح الرق ولكنها تطلق عليه اسما اخر
فهي تستبعد فئات معينة من الناس وتحرمهم من حقوقهم وتطلق عليهم اسم (المنبوذين)
وهكذا نجد ان الحضارات الحديثة ممثلة في امريكا واوربا وفي الاوربين الذين يسكنون جنوب افريقيا يبيحون الرق المقنع حتى اليوم فيحرمون غيرهم من حقوقهم الانسانية وان كانوا ابطلوا البيع والشراء
كما نجد ان اليهودية والمسيحية قد اباحتا الرق وشجعتاه ودعتا اليه
وكذلك وجدنا الفلسفة اليونانية تمجده وترى ان لامناص من الاعتراف به
والامر كذلك في الحكمة الهندية
شرائع سماوية واخرى ارضية كلها تدعوا الى الرق وحضاراات قديمة سالفة واخرى حديثة
معاصرة كلها تدعوا الى الرق فما بالهم يهاجمون الاسلام ويحملون ويشنعون به بدعوى الرق?????
الشيئ العجيب الغريب بعد ذلك كله ان الاسلام لم يدع الى الرق ولم يشرعه كما قعلت الشرائع السابقة بل لقد جاء الاسلام فوجد الرق منتشرا في الجزيرة العربية وفي جميع انحاء العالم المعاصرله فقاومه وهذبه حتى نستطيع
ان نقول في غير ما مبالغة
او محاباة ان الاسلام محرر العبيد
بل نستطيع ان نقول ان الاسلام قد الغى نظام الرق وابقى على نظام الرق الحالي المعترف به من جميع الدول وهو نظام اسرى الحروب فان جاز ان نسمي هؤلاء الاسرى رقيقا
كان الاسلام وغيره مشرعا للرق الذي لابد منه اذ لايمكن ان تحدث حروب ولايسقط معها اسرى ومع ذلك فقد ارتضى الاسلام نظام تبادل الاسرى او فداء الذين لم يجدوا لهم بديلا بالمال.
ونظام اخر من الرق اعترف به الاسلام ولكنه لم يشرعه لم يدع اليه
بل وجده من قبل فلم يباركه ولكنه حض على الغائه وهو الرق بالوراثة وفي الوقت نفسه
وضع للرقيق من الحقوق والضمانات ماسياتي ذكره بعد قليل.


يتبع