الموضوع: راية المجد
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 05-07-2001, 07:12 PM
سمير العمري سمير العمري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 355
Post راية المجد

لا تجزعوا إنْ تمـادى الشـرُّ واغتصبا

************* أو تأســفوا إنْ تردَّى الخيرُ واضطربا

أو تصمتوا خوراً من ظلم من حكمـوا

************* لم يبرئِ الصمت لي حزناً ولا غضـبا

إنِّـي رأيتُ ســـــيوف الحـقِّ مغمــــدةً

************* وكلَّ خيـــلِ مشى درب الجهــاد كبـــا

قلــــب العروبــــة بالخذلان منفطــــرٌ

************* أمَّـا الشــــموخ فأُرغــمَ أنفُــهُ وخبــــا

أرثيــك يا زمـــن الأمجــادِ محتســـباً

************* حين اســتقام لنـــا التاريــخ وانتخبـــا

بسيف خالــد في الأعداء قد رضخت

************* للحــقِّ أفئـــــدةٌ ... واسـتنطقت أدبـــا

وبالعدالــــة في الفــــاروق قد حكمت

************* روح الأخــــوَّةِ قومــــاً ســـادةً نُجُبـــا

لم ينزل الذلُّ يومـــاً ســـاحهم أبــــــداً

************* أو يرتضوا الضيم مهما كان محتزبــا

أنا ابـــن من رفعــوا بالعـــزِّ رايتهـــم

************* وقدَّمـــوا الديــــن أمّـــاً للورى وأبــــا

لكـــم نظرتُ وحولي النــاس ترمقنـي

************* خلف الســراب أعيش العمـر مغتربــا

لا بــــارك الله فـي قـــومٍ إذا خذلــــوا

************* أهـــلاً وقاموا إلى ساح الهوى سُـــرَبَا

رضـــوا الدنيَّــة في ديـــنٍ وفي وطنٍ

************* ما كان أكــرمُ لـــو متن الوغى رَكَبَــا

هل العروبــة قــد كلَّتْ ســــواعدها؟!

************* أمْ المــروءةُ ماتت والعــلا تعبــــا؟!!

إنَّ الضــراغم تلهــــو في مســـــالمةٍ

************* مَنْ يطمئنُّ إلى الضرغـــام إنْ لعبــــا

فَعُـــدْ بســـــيفك يــا مقـــداد فــي أنَفٍ

************* واضربْ بعزمك في نحر العِدَى عَقِبا

وقــلْ لخالـــــد إنّ القـــوم قد جبنــــوا

************* ونامت العيـــن واليرمـــوك قد سُلِبَـــا

كم من غُــــزاةٍ على أنفاســـنا خمـدوا

************* وكـــم عــــدوٍّ على هاماتنـــا ركبـــــا

وكم أبِِـــيٍّ بحبــــل الذلِّ قد شـَـــــنَقوا

************* وكم رشـــــيدٍ على أفكــــاره صُلِبــــا

تســــابق الغربُ ، كنَّـــا نحن لقمتـــهُ

************* وأعمــلَ الضرسَ لم يتركْ لنـا سببـــا

هبَّت على الشرق من بلــواه عاصـفةٌ

************* فدنَّسّ العرض من أموالهـــم وســـبى

وقلَّــمَ الظفـــر بالترهيبِ في صـــلفٍ

************* وبالحصـــار صـــكوكَ الذلِّ قد كتبـــا

ســاد الوجــوم بني قومي فمـا نبضت

************* روحٌ ولا حفظـــوا في أهلهــم نَسَــــبَا

هذي فلســطين تبكي بالصمـودِ دمــــاً

************* وتجرعُ المُــرَّ من صهيــون مغتصبـاً

فمـــا استفزَّت دمــاءُ الطفل من همــمٍ

************* ولا بكت مُقَـــلٌ عطفــاً ولا غضبـــــا

ويــل العروبـــة منَّــا إنْ هي انتظمتْ

************* صــفَّاً ، ذهبنـــا إلى تمزيقـــهِ إرَبَـــــا

إذِ الشـــقيقُ رمــى بالغــــدر إخوتـــه

************* وأفســــد الودُّ ذات البيــــن وانتدبـــــا

أنَّـــى نظـرتَ إلى قومـــي وقادتهــــم

************* في كلِّ ســـاحة ميـــدانٍ ترى عجبــــا

فبائـــع الأرض يرجــو منصباً ويـــداً

************* ليبطش البطشـــة الكبــرى بِمَنْ عتبــا

ونـادل الجبن إنْ شـئتَ الســـلام مشى

************* نحــو الهوان ، وإنْ شـئتَ الجهاد أبَى

وابــن الخيانــة قـد وفَّى خصـــال أبٍ

************* من بعـد جـــدٍّ يخونُ الديــن والعربـــا

وذلك الشـــبل في ذات العريــن حبـــا

************* لم يبلـــغ الحلــمَ أم لم يبلـــغ الأربـــــا

وصاحب الســيف لولا السـيف يقتلنــا

************* زهــواً وجهلاً وفي الأخوان قد ضربا

وصـاحب الفكـر مخبـــولٌ بغير هدى

************* يخالــف الرأي أو يســتفرغ الخُطَبَــــا

وصــاحب المــال يرعى في خمائلـــه

************* فوق العروش وظنَّ المـــال منتَسَــــبَا

وصاحب الرأي في الإعــلام منتفـــعٌ

************* فلســتَ تعلــــمُ صـــدقاً قال أم كذبــــا

ورايـــة الشـــعر في لهــوٍ وفي ترفٍ

************* وأصبح الشـــعر رجزاً كان أم خببـــا

وأكثـر الشـــعب لا نفــعٌ ولا ضـــررٌ

************* من يأكل التمــر أم من يعصر القصبا

إذا ملأت لــــهُ بطنـــاً علـــى ســـغبٍ

************* قال الســـلام وإن غنَّى الهوى طربـــا

يا للســــلام الذي ما انفــــكَّ مهزلــــةً

************* قيحــــاً تدفَّـــقَ بالتلمــــود ما نضبــــا

طافـــوا بــه الكون إقنـــاعاً بحجتــــه

************* وبالشــــجاعة والشــجعان قد رســــبا

إنَّ الســــلام افتــراءات يُـــراد بهــــا

************* لحــد الكرامـــة والتســـليم والغَلَبَـــــا

في مجلس الأمن يســتجدون رحمتــه

************* كمــا النعـــاج تودُّ الذئب لو عَصَبَــــا

لا يعصب الذئب يومــاً غير عصبتـه

************* وليس يرحــم كبشـــاً دمعَـــه سَــــكَبَا

وما تعـــود حقـــوق المــرء تكرمـــةً

************* ولا يُــدَانُ بشــــرع الغـاب من سلبــا

يا رايــة المجـد عودي اليوم خافقــــةً

************* ثمَّ اســتعيدي بحـدِّ الســيف ما ذهبـــا

هلَّتْ بشائـــر درب العزَّ في وطــــنٍ

************* ما زال يرفض فـــي الإذلال منقلبــــا

عدت عليـــه بني صهيــون فاتخــذوا

************* من التحدِّي ســـلاحاً يمتطي غضبـــا

طفــــلٌ يلاطـــــم دبَّــابـــاتهم بيــــــدٍ

************* وتلك أخرى بعـــــزٍّ ترجـــم اللهبـــــا

حتَّى الشـــيوخ برغم العجز ما وهنوا

************* ولا النســاء ... بعــزمٍ جاوز الســـحبا

أمَّا الشـــباب فَهُــمْ جيـــل العُـلا بطلاً

************* يروي الثــرى بدمٍ والديـــن محتســـبا

قامـــوا إلــى ســــاحةٍ للقدس رايتهـــا

************* وللكرامــــــة فيهـــا ســـاعدٌ وصِــــبَا

عافتْ نفوســــهُمُ إخـــلاد مَنْ نكثــــوا

************* كمــا الصـــقور تعاف الذلَّ والكذبــــا

ما زال طائـــرهم بالنـــار يحرقهــــم

************* حتَّى تفـــرَّقَ جيش الشـــرِّ وارتعبــــا

واللهُ ينصـــر من للحقِّ قـد نصــــروا

************* واللهُ يَغْلِبُ مَنْ بالظلـــم قـَـــدْ غَلَبَــــــا

فارسمْ بعزمكَ يا شعب الصمود خُطَىً

************* وأكتب بنهــرِ دمـــــاءٍ للعُـــلا كُتُبَـــــا

وعلِّـــمِ الكونَ عن حــقٍّ لنـــا وفِـــدَىً

************* ما ضــاع حقٌّ على أرواحنـــا طُلِبَــــا

[ 05-07-2001: المشاركة عدلت بواسطة: سمير العمري ]
__________________
الرد مع إقتباس