عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-03-2007, 11:43 AM
عمرو ابو فؤاد عمرو ابو فؤاد غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 263
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى عمرو ابو فؤاد
إفتراضي إلى السندباد - قصيدة-


إلى السِندِباد مَدَدْتُ شِراعِي= وَأَلفَيْتُ قَلْبِي يريدُ السفَر
وَيَعْلَمُ قَلْبِي صُروُفَ الدُروبِ= وَظُلمَ البِحارِ وبُعْدَ القَمْر
ويَمْضِي بِبَحْرِ العَوالِم حَتَّى =يُلاقِي مَعَ البَحْرِ بَعْضَ السَمَر
وَمَوْجُ البِحَارِ تُرَاقِصُ قَلْبِي =عَلى نَغْمَةِ الحُورِ نبضُ الوَتَر
وهَذي الَلآلِئ في المَوْجِ تبدو= تَغَزَّلَ في حُسْنِها منْ نَظَر
وَقَلْبِي المُتَيَّمُ في العِشْقِ أضحَى= سَلِيْبَ القَرَارِ رَهِيْنَ القَدَر
يُغَازِلُ رَمْلَ الشَواطِئ حَتَّى= سَمِعْتُ الرِمالَ تُغَنِّي الوَطَر
وذا المَوجُ غازَلَ في الَصَمْتِ قَلبي= تَدَلَلَ بالوَصْلِ حتى انْتَصَر
وأضحَت رِمالُ الشَواطِئ تَبكي= وبالعِشقِ قَلْبُ الرِمالِ انفَطَر
وذَا الموجُ يأتي الشواطئَ دوماً= ويَأخُذُ مِن رمله ما انْكَسَر
وإنِّي وقَلْبِي كَما الشَطِّ صِرْنا= وقلبي يمورُ بموجِ البَحَر
**********
وفي غَمْرَةِ الصَمْتِ أسمعُ صَوتَاً= خفيفَاً طلياً رَقيقَ الفِكَر
يًُغني كلاماً كما السِحرِ حَتى= تُذيبُ القصائدَ هذي الصوَر
ومِنْ بَعْدِ ما قَدْ سَمِعْتُ فإِنِّي= رأيْتُ خيالاً ولكِنْ حَضَر
عَوالِمُ لا ما رَواها كِتَابٌ = ولا خَطَّ في وصفِها مَن سَطَر
وفِيها جَمالٌ يَفوقُ الجَمالَ= ويغدو الجَمالُ بها قد سُحِر
وفيها النَوارِسُ غيرَ النوار=سِ والشوقُ يبدو بنبضِ الأثر
تُعانِقُ فيها الجبالُ البوادي= وعانقَ فيها الترابُ الشجَر
وفيها الينابيعُ تعزِفُ لحناً= وفيها الطيورُ تُجافي السَفَر
وفيها الشتاءُ يُعانقُ صيفاً =وعانقَ فيها الربيعُ المَطَر
وذاكَ الفراشُ على الغصنٍ يغفو = كأنَّ الفراشَ يُطِيلُ السهَر
وذاكَ الندى قد تدللَ شوقاً= على الغُصْنِ حتَّى أطالَ السَمَر
***********
وفي غَمْرَةِ السِحْرِ أَلْفِي فُؤادِي=يداعِبُ في الروضِ بعضَ الثَمَر
ويَسألُ فيهِ الحَساسينُ هلَّا = رأيتُمْ سِوانا يُطيلُ النَظَر
وهلْ سِندِبادُ المسافِرُ دَوماً= أتى منْ بِحارٍ عَلاها الخَطر
فَقَلْبِي المُتَيَّمُ يَشكو سُهادِي= ويَرجو مِنَ السِندِبادِ الخَبَر
ونَقَّلْتُ قَلبِي بهذي الفيافي= ونَقَّلْتُ في الرَوْضِ ذاكَ البَصَر
وكَم من عَجِيبٍ هُناكَ رأيتُ= فوانِيِسَ جِنٌّ بها ينتَظِر
وجئتُ أُزِيْلُ الغبارَ وقَصدي= أُحاكِي بِشوقٍ أسيرَ الوَتَر
أيا مارِداً قد أطالَ البقاءَ= بِقُمْقُمِهِ كيفَ تَلقى البَشَر
وكَيفَ بِفانُوسِكَ القُرْمُزيِّ= قَضيتَ الليالي ولم تَنكَسِر
************
وفي ضِحْكَةِ الهازِئ المسْتَبِدِّ=أجابَ وفي قَولِهِ لي عِبَر
أما كُنْتَ تَعْلَمُ يا صَاحِ أنْي= على الحبِّ قلبي هناكَ انفَطَر
ولَستُ أبالي إذا كانَ بيتي= حَدِيداً قَديماً عَلاهُ القَذَر
وإن كُنتُ فيهِ أسيراً وقلبي= من الشَوقِ دهراً غدا يحتَضِر
وإني كَفاني أعيشُ بأرضي= ولو عِشتُ في مَوطٍني مُحْتَقَر
فذا موطني قدْ عَشِقتُ وإنِّي = بِفُرْقَتِهِ إنَّني مندَثِر
ورَغمَ احتجازي وقيدي وأسري= ففي مَوطِنيِ ما ألذَّ الشّذَر
وأنت الغريرُ أتيتَ بِقَلبٍ= يُريدُ الهُدُوء وبَعضَ الأثَر
قَطَعْتَ بِحاراَ ولَمَّا تُداري= وأفنيتَ عمراً لِكَي ْ تَسْتَقِر
وفارقتَ أرضاً وأهلاً ولكن= سراباً تَبِعْتَ ولمْ تنتَظِر
فَقُلْ لِيْ أمَا حَنَّ قلبُكَ يَوماً= لأرضٍ هنالِكَ بعدَ السَفَر
************
فقلتُ وكُلِّي حَنينٌ وشوقٌ=وحزنٌ على البعدِ لَمْ يَسْتَتِر
كَواني من الشوقِ سهمٌ وإني=عَرَفْتُ مَعَ الحُزنِ معنى السهَر
فيا أيُها الوَطَنُ المستَباحُ= عَشِقْتُكَ حتى يغارَ القمر
وقلبي المُتَيَّمُ مِنْ بَعدِ عُمري= أتاكَ بِحُزنٍ بهِ يُعْتَصَر
فَهَلَّا عَفَوتَ عَنِ الصبِّ حَتَّى= يداوي جراحاً غدَتْ تَستَعِر
وإني الشَقِيُّ منَ البُعْد دَهراً= وإني الفقيرُ ومَنْ قَدْ فَقَر
فيا قُدسُ عُذراً وعُذري سَقيمٌ = وشِعْرِي رَكِيكٌ كَمَن قد شَعَر
فَهَلَّا عَفَوتَ عَنِ الصَبِ حَتَّى= مِنَ الشَوقِ يَوماً ينالُ الظَفَر
__________________
يا أيها القلب الذي في أضلعي
هلا هفوت لجنة الرحمن
الرد مع إقتباس