عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 02-04-2007, 01:30 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الطريق إلى غوانتانامو / (2)

تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات.
هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء.
تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل.
وإليكم التفاصيل:


هذه قصة نقلنا من كراتشي إلى باغرام عبر قندهار فمعسكر جزيرة كوبا الذي أنسانا العذاب بآخر أشد لم نسمع به أو نتصوره
• السلطات الباكستانية هي من قبضت عليكم أنتم الثلاثة، كيف كان التعامل معكم فترة سجنكم قبل نقلكم إلى غوانتانامو؟ والطعام والشراب ونقلكم من سجن إلى آخر في باكستان أو أفغانستان؟
- الزامل: لم يكن للباكستانيين أي دخل في التحقيق نهائيا، ولم يسألونا حتى عن أسمائنا، فسجننا كان تحت قيادة القوات الأميركية، فالتحقيق كان كله مع الأميركيين الذين كانوا يحققون معنا في باكستان بشدة وغلظة مع ضربنا، وحتى عند انتقالنا عند المطار كانوا يلقون بنا بقوة إلى الأرض ويلبسوننا «خيشة» سوداء تغطي الرأس، ويربطون أيدينا بـ «كلبشات» خلف الظهر مع بطوننا وأرجلنا، والنقل بالطائرات من باكستان إلى قندهار كان سيئا للغاية، فكانوا يضعوننا في طائرة نقل البضائع، وكانوا يشدون على أرجلنا من تحت بثلاثة أحبال، وعلى الوسط - بين اليدين والصدر والبطن - يشدون بأحبال البضائع، الذي يبدأ يضغط ويضغط حتى نشعر بأننا نتقطع ونحن جلوس، ولا يرد علينا أحد لو كنا نشعر بألم أو لا، حتى المصابين والمرضى لم يرحموهم، وكلمة «سيئة» قليلة على معاملة الأميركان لنا بالطائرة، وكانت الموسيقا صاخبة ومرتفعة جدا، نسمعها على الرغم من وضعهم سماعات الأذن على آذاننا حتى لا نسمع شيئا!!
كانوا يرفسوننا بأقدامهم، وعندما ينزلوننا يرموننا بقوة من السيارات أو من الطائرة، والمعاملة اللطيفة الإنسانية أبعد ما تكون عنهم، وادعاؤهم لحقوق الإنسان باطل وكذب، وهو غير موجود عند الأميركان، وعاملوا المساجين أسوأ من معاملة الحيوانات.
كما قال النبي - صـلى الله عليه وسلم -: «ليس المعاينة كالخبر»، ومهما أصف لك لن أصل بك إلى الصورة الحقيقية التي عشناها هناك، فالذي يحترق ليس كالذي يتفرج، فكانت المعاملة سيئة جدا، وعندما نقلونا إلى باغرام – وكانت باردة ومثلجة ودرجة حرارتها تحت الصفر– وضعونا في سجن بارد، وطعامنا في اليوم كسرة خبز يابسة بحجم كف اليد مع برتقالة صغيرة نصفها متعفن، وبعضنا يحصل زيادة على ماسبق «بسكوتة» واحدة يرمونها عليه من فوق الشبك، وننام بالعراء في هذا البرد من دون بطانيات، وكشافات قوية جدا مثل تلك الخاصة بالأفراح مسلطة بقوة على وجوهنا ورؤوسنا، وأصلا النوم ممنوع، فنقف على أرجلنا بالساعات من دون نوم.
وقد تم توقيفي على رجلي في باغرام وفي قندهار من المغرب إلى صباح اليوم التالي من دون نوم، وعلى رأسي الرشاش، وكلما تعبت وحاولت النوم أو الجلوس على الأقل قال لي الجندي الأميركي: hey.. gear up، وكان النقل من باغرام إلى قندهار بنفس الطريقة السيئة، ومن قندهار إلى غوانتانامو كانوا يحملوننا مثل الغنم، ويحذفوننا حذفا إلى الشاحنة على بعضنا البعض على الرغم من أننا مقيدي الأرجل والأيدي، فيرموننا على وجوههنا، وأي واحد منا إذا تحرك أي حركة يضرب على رأسه وكتفه وظهره بأخمس البندقية، ويرفسوه بأقدامهم حتى يتوقف عن الحركة. ولو كانت بسيطة.
• هل حاول المسجونون المقاومة؟
- الزامل: المقاومة مستحيلة، لأن السجين مقيد اليدين مع البطن مع الرجلين، إذا أراد الوقوف فإنه يقف شبه منحني كحالة الركوع في الصلاة، بالإضافة إلى ربطهم لنا بالسلاسل لمدة شهر كامل دون فتحها حتى لو أردت الذهاب إلى الخلاء أو الرجوع منه تكون بالسلاسل ولا تنفك عنك أبدا، وحتى لو ذهبنا إلى الخلاء فإنهم يمنعوننا من ستر أنفسنا فإما أن يقضي أحدنا حاجته أمام الناس أو يتحمل مسؤوليته، وهذه صورة من المعاملة السيئة.
- العازمي: ادعاء الأميركان بأنهم حاملو راية العدالة والحرية وحقوق الإنسان وتسليط الإعلام الضوء على أنها قائدة حقوق الإنسان في العالم، كله ادعاء كاذب، وغر هذا الإعلام وخدع كثير من السذج وسفهاء الناس الذين يصدقونه. فعلى العكس من ذلك وجدنا الأميركان يحملون من الحقد والمكر وهتك حقوق الإنسان ما الله به عليم، ورأيناهم بأم أعيننا، فلم يترك الأميركان شيئا لم يفعلوه من التعذيب والتنكيل، وإهانة القرآن الكريم، وهم يزعمون أنهم يحترمون حرية الأديان وان قانونهم ينص على ذلك، ولكن هذا كله كذب، فكانوا يمنعوننا من الصلاة أحيانا كثيرة، ويهينون القرآن أمامنا ودنسوه ورموه في القاذورات، وهذا حصل في باغرام وقندهار وغوانتانامو.
لا يصدق الأميركان أو يمدحهم بعد الذي رأيناه منهم إلا رجل مغفل أحمق، وأكبر دليل الشعب الأميركي الذي تجره حكومته إلى المجزرة في العراق، فأرسلوا جنودا إضافية حتى يسفكوا دماء بعض في العراق.
• سعد كيف تم نقلك والتعامل معك في السجون قبل نقلك إلى غوانتانامو؟
- العازمي: من كراتشي جاءت الطائرة الأميركية المخصصة للبضائع، فحملوا مجموعة من العرب، وقدر الله أن أكون أنا مع عادل الزامل في نفس الطائرة، ونقلونا إلى قندهار، وكان النقل كما وصفه عادل مقيدين من كل مكان، والقيود الحديدية محكمة الإغلاق على أيدينا حتى حبست الدم وانتفخت الأيدي، وكنا من غير ملابس، نتعرض للضرب، وكانوا وهم يضربوننا يصوروننا وهم يضحكون ويرموننا بكلمات وقحة وقذرة يعف اللسان عن ذكرها، ونقلونا إلى قندهار، حيث استقبلونا هناك بالضرب والتعذيب والضرب بالأسلاك والعصي والكلاب، أجلكم الله، في نهش بعض الأجساد ومسك الأرجل، ومن قندهار نقلونا إلى باغرام، ومن باغرام بدأت التحقيقات المكثفة جدا، والتعذيب أكثر في جو مثلج، ثم أرجعونا مرة أخرى إلى قندهار، ومنها إلى غوانتانامو التي أنستنا ما حدث لنا في قندهار وباغرام من تعذيب وإهانة القرآن وغيرها لأنها كانت أشد.
• دعنا من غوانتانامو، سنعود لها لاحقا، ولكن في هذه اللحظة وأنتم بين سجون باكستان وأفغانستان هل تعلمون ماذا يجري في الخارج؟
- العازمي: إطلاقا، فكان يحيطنا تكتم إعلامي لا نعرف ماذا يدور حولنا بتاتا، حتى لما خرجنا بعد أربع سنوات، رأينا كل الدنيا متغيرة من حولنا.
• وماذا عنك يا عبدالله؟
• العجمي: عندما قبضت علي المخابرات الباكستانية عليهم من الله ما يستحقون، وضعوني في السجون يطلقون علينا السجون السياسية تحت الأرض، وكنت مقيدا ومغمى العين ولا أرى شيئا تقريبا، فكانوا يدخلون علينا يضربوننا، ورأينا من الباكستانيين من السفالة والنذالة أنهم كانوا يسبوننا، ونسوا جميل الكويت عليهم ببناء المساجد والمدارس وحفر الآبار في باكستان.
• ضربك الباكستانيون؟
- العجمي: ضربنا الجيش الباكستاني ضربا شديدا ويسبوننا، بوجود الأميركان، وكانوا يضربون بعض الأخوة بالقرب مني وأسمعهم يقولون لهم اقرأ على المكان الذي فيه الألم حتى يطيب، ما يدل على أن من الباكستانيين الذين كانوا يضربوننا ضباطا وجنودا متدينين مع الأسف، ورأينا منهم الويل، ولكن الحمد لله الذي ثبتنا. وكلها أوامر من الجيش الأميركي، ومكثت شهرا أو شهرين لا أذكر جيدا، مع الضرب والأكل القليل والمعاملة السيئة، وكانوا يأخذوننا للتحقيق ويحقق معي ضابط أميركي، وآخر مدني من المخابرات الأميركية مع مترجمين عرب لهجة بعضهم مصرية وبعضهم لبنانية ومعهم من يتحدث باللهجة الخليجية. وأحدهم كأنه من الاستخبارات الإماراتية والله أعلم.
فعذبونا مدة شهر كامل تقريبا، وأنا مغمى العين، يأخذوننا الخلاء لمدة ثلاث ثوان ثم يسحبنا سواء انتهينا أم لم ننته، وكان بعض المسجونين يقضون حاجتهم على أنفسهم.
ثم أخذونا في طائرة شحن، بطريقة أشد من طريقة عادل وسعد، وكانوا يضربوننا بالأخمس على رؤوسنا، ويسبون الله ورسوله صـلى الله عليه وسلم، ومن كلامهم والعياذ بالله: نفعل الفاحشة بإلهكم، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، بالإضافة إلى الحركات الساقطة، وكلها أسمعها بأذني ورأيتها بعيني، ثم أخذونا بالطائرة وأنزلونا في قندهار التي عانينا فيها معاملة سيئة جدا، فحتى وقت الصلاة لا يدعونا نكمل صلاتنا فيقطعونها علينا ويضربوننا ونحن نصلي، وكانوا ينادوننا بالأرقام ومن لا يستجب يدخلون عليه الكلاب البوليسية ويضربونه وإن كان في صلاة. فإما أن يقطع صلاته أو يضربونه ويضعونه على الأرض ويحملونه حملا إلى التحقيق.
ومرة من المرات أخذوا مصحفا من أحد الإخوة ورموه في الخلاء أمام أعين الشباب في قندهار، وقتلوا أفغانيا عاميا – لا دخل له على الإطلاق – في معتقل معسكر قندهار عندما أراد الهروب ثم علقوه وهو ميت ثلاثة أيام حتى يكون عبرة، وكلما مر عليه أحدهم لكمه بيده، ثم زعموا أن سكتة قلبية أصابته.
فالمعاملة كانت سيئة حتى في قندهار، وهذا بأيدي الأميركان، الذين كانوا يحققون معنا ويعذبوننا حتى بالكهرباء، وهتكوا أعراض إخوة عرب اعترفوا لنا بأنفسهم، فعلوا فيهم الفاحشة.
قالوا انها حرب صليبية ثم نفوا، ولكننا رأينا بأم أعيننا أنها حرب صليبية رغم نفي رئيسهم بوش، فكانوا يستهزئون بالصلاة وأركان العبادة الظاهرة، يعتدون على الله ورسوله، وسب للمسلمين، فلو اكتفوا بتعذيبنا وتقطيع جلودنا ويأخذون من دمنا لكان أهون بكثير، أما أن ما فعلوه فلا يمكن لنا احتماله. حسبنا الله ونعم الوكيل. ولكن المسلمين سيسألون أمام الله عز وجل، فالنبي صـلى الله عليه وسلم يقول «من فك العاني فأنا ذلك العاني» وفي حديث آخر يقول «فكّوا العاني» فسنسأل يوم القيامة عن الإخوة الذين مازالوا موجودين في غوانتانامو، بعضهم يغتصب وتنتهك أعراضهم.
• أبوزامل، كانت لك مشاركة مع أفراد المقاومة الكويتية أيام الغزو العراقي الغاشم على الكويت، ورأيت وسمعت ماذا فعل العراقيون بالأسرى الكويتيين، نريد منك مقارنة بين هذا مع ما فعله الأميركان بأسرى غوانتانامو؟
- الزامل: لا أرى فرقا كبيرا بين تعذيب العراقيين والأميركان، وإن كان تعذيب العراقيين كبيرا جدا وشيئا مهولا، فتعذيب الأميركان نفس المستوى، بل أكثر من العراقيين، ولعل البعض يظن كلامي مبالغة، ولكن لو رأيتم إهانة الأميركان لشعائر الدين، واستهزاءهم بالقرآن ويرمونه على الأرض، وفي الانترنت الآن صورة لعسكري أميركي يتبول على المصحف الشريف، وآخر يضع فوقه الصليب، وثالث يمزقه ويرميه بالمسدس، ويقول هذا قرآنكم فأين ربكم والعياذ بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.