عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 03-04-2007, 12:27 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

- العجمي: استقبلونا بصورة سيئة جدا، فعندما أنزلونا من الطائرة كنت أرى - كما أخبرتك سابقا - فاستقبلنا جيش المارينز (وأسميهم المايونيز) الأميركي وكانوا يلبسون لباس الشغب، فاستقبلونا بالضرب، وكنت عنيفا معهم قليلا لأنني أحب أن أمشي أو أجلس بالطريقة التي أرتاح لها فكانوا يضربونني لأي حركة أعملها، وأدخلوني في باص الأتوبيس الأصفر، من دون كراسي، وحشروا 25 أخا في زاوية واحدة، وأي واحد يتحرك يضربونه، إلى أن وصلنا المعسكر، ومعهم مترجم كلما صاح الجندي الأميركي ترجم له حديثه، ونزلنا إلى المعسكر فوضعونا على الأرض لساعات عديدة، حتى أن بعض الأخوة كان يصيح من شدة الألم والتعب، وكان بعض الأخوة يسقط فيجلسونه الأميركان، وكانوا يضغطون على رأس الأخ وظهره حتى يكاد ينكسر، وكنت أرى هذا الأمر، تخيل أنك مقيد أكثر من 24 ساعة، وطبيعة هذا القيد أنك كلما تحركت كان أحكم في الإغلاق.
تركونا على الأرض لثلاث ساعات ثم أخذوني بعد أن كان شبه مغمى علي، لم أكن أعلم إن كنت في علم أو في حلم، ووضعوني داخل ممر في مخيم عاريا، وأعطونا أوراقا لنبصم عليها بالقوة فيها إقرار باسمي وأنني أسمح لهم في حال تحركي أو محاولة فراري أن يقتلوني، وعندما رفضنا التوقيع عليها وأن هذا مخالف للقانون قال لنا المــــــــترجم أن القانون في البحر ولا قانون هنا!! فالقوي يأكل الضعيف، فأدخلوني الزنزانة ووضعوني هناك لمدة أسبوعين كاملين، منعنا فيها من الحديث مع أي أحد كان، فقط يأتوننا بالطعام ونأكل، وأي واحد يتحدث أو يتحرك يدخلون عليه قوات الشغب ويضربونه ضربا مبرحا يسيلون الدم منه ثم يضعون عليه الضماد ويتركونه.
- العازمي: وصلنا غوانتانامو تقريبا في وقت المغرب، وبدأ التحقيق مباشرة فور وصولي، وأنا أتحدث عن نفسي لا أعلم عن الباقين، يصاحبه الضرب، وتم تجريدي من الملابس بتقطيعها، وضربوني وغيروا القيود، زادوا القيود، فبعد أن كنت مقيدا بالحديد والبلاستيك، أزالوها عني ووضعوا بدلا عنها قيدا أكبر منه، عبارة عن سلسلة تربط اليدين وتمسك البطن حتى تثبت اليدين على البطن ويصعب تحريكها، وممدودة سلسلة ثالثة إلى الأرجل لتربطهما فأصبحت كلها قطعة واحدة، وبعد تقييدنا مشوا بنا على أرجلنا مسافات طويلة، من أول يوم، إلى مقر التحقيق ثم يرجعك تمشي وهكذا مع الضرب، حتى دخلت واستقررت بالزنزانة الساعة 2 فجرا، ونحن على جوع وعطش شديدين، وكنا من دون أي غطاء حتى الساعة الرابعة فجرا أتوني ببطانية واحدة، واستمرت التحقيقات من التاسعة من صباح اليوم التالي، ولم نتمكن من النوم طوال الليل.
• وهل سلموكم عهدة، مثل اللبس أو لحاف أو غيره؟
- الزامل: أعطونا اللبس البرتقالي، وهو لباس من الجنز حار جدا، وغوانتانامو بطبيعتها حارة أغلب العام، ومكتوب عليه أنه مصنوع من مادة البوليستر مئة في المئة، وإذا أردت تحريك نفسك كأن تلعب رياضة أو أي شي فلا بد أن يتشقق جلدك، بسبب الحر الشديد والبوليستر، وأعطونا الفانيلا والسروال الطويل والشورت، وفرشاة الأسنان الصغيرة التي توضع بالأصبع، وهذه لوحدها عذاب نفسي لصغرها وكثرة سقوطها، ولم يعطونا أي شي آخر. وعذابهم معنا في كل شيء حتى الطعام الذي يعطوننا إياه بايت ومعفن وبه ديدان، وحتى لو أخبرتهم بذلك لغض الطرف عنه.
• طبيعة السجن انفرادي أم الجميع مع بعضهم البعض؟
- العجمي: أول سجن هو سجن «اكس ري»، استمررنا به لمدة أسبوعين، وهو عبارة عن شباك متقاربة، انفرادي ولكن يمكن للأسير رؤية إخوانه الأسرى المجاورين له، كالأقفاص، وهو مكشوف لا يمنع المطر، بل مليء بالعناكب السامة التي قرصت أكثر من أخ ما اضطر الأميركان أن يقطعوا من لحمه، لأنها سامة جدا وكبيرة، إذا قرصت الإنسان تأكل من جسمه كله، وأي واحد يتكلم أو يرفع صوته يضربونه، وكان الأسرى يتبولون ويتغوطون في السطول فلا توجد حمامات، ويمنع أن تغطي رأسك بالبطانية، هذا إضافة إلى أننا مقيدون أصلا.
وأذكر مرة أحد الإخوة السعوديين تكلم مع الضباط بخصوص قفصه الذي كان تحت الشمس مباشرة طوال الوقت، فرد عليه الضابط: اسكت وإلا أتيتك بقوة الشغب، أنا من الجيش الأميركي، ويشير إلى شارته، يريد التباهي بانتمائه. وأتوا فعلا بالشغب وضربوا السعودي ضربا حتى سال الدم منه، ولم نتمالك أنفسنا فبكينا عندما رأينا هذا الموقف، ولكن لا حول ولا قوة لنا إلا بالله، وكان الحال هكذا لمدة أسبوعين حتى فرج الله عنا وسمحوا لنا بالكلام.
• في الأسبوعين الأولين كانت أيديكم مغلولة وأعينكم مغطاة؟
- العجمي: الأيدي كانت مغلولة ولكن الأعين منزوعة الغطاء، والتحقيق كان مستمرا 24 ساعة، وممنوعين من الحديث مع الإخوة، لظن الأميركان أن الأسرى سيتحدثون مع بعضهم البعض ويتفقون على أمر معين، فكانوا يخافون من ذلك، وشعارهم دائما « فرّق تسُد»، ولكن بفضل الله لم يتمكنوا من التفريق بين الأخوة.
• كيف كان الطعام والشراب؟
- العازمي: كان طعاما سيئا للغاية، ولك وقت محدد للأكل والشرب، فمثلا يعطوننا الطعام ثم يقولون لنا ابدأوا الآن، ويعدون لنا ثم يسحبونه منا، كأننا في مسابقة، ولم نكن نعلم الوقت أو التاريخ، والطعام أصلا كان قليلا تأكله في ثوان معدودة. ولكنهم يفعلون ذلك لمجرد اللعب في نفسية المساجين. ولو كان السجين مريضا يريد الانتظار على الطعام قليلا فإنه يعاقب ويسحب منه الطعام، ويدخلون عليه فرقة الشغب فيضربوه، ويرشون عليه مادة معيّنة، والمواد الموجودة في غوانتانامو وكان يستخدمها الأميركان معنا مواد كثيرة، منها مادة مسيلة للدموع، وأخرى تخنق السجين، والثالثة الأخطر منها وقد جربتها أكثر من مرة، وجربها أخونا عبدالله العجمي كذلك رأيتهم يرشونها عليه أمامي، وهي مادة تحرق الجسم من دون ظهور آثار الحرق على الجلد، ولكنه نفس ألم الحرق تماما يستمر يلهب في جسدنا لمدة يومين تقريبا كأنه نار يحترق بها، وهذه المادة يرشونها إذا لم أسلم لهم الطعام في المدة المحددة.
• هذه العقوبات تستمر معكم وأنتم في سجون انفرادية، وأياديكم وأرجلكم مغلولة؟
- العازمي: استمرت معنا الأغلال لفترة معينة ثم نزعوها عنا وجعلوا ثمة عقوبات لكل من لا ينصاع للأوامر بالمعسكر، فبمجرد أن يسأل عن الرقم ولا يجيبه المسجون، أو يغطي المسجون وجهه بالبطانية يحمي نفسه من البرد وهو نائم، فيأتونه فوراً بالكلاب البوليسية، ويرشونه بالمواد التي ذكرتها لك مع العصي والقوات الخاصة، كأنه جيش يريد الهجوم على دولة ما!! ويتحدثون معك بالمايكرفون ويصورون بالكاميرا ويصيحون: سلم بطانيتك وانزع ملابسك أنت الآن أمام القوات الأميركية وإلا سنداهمك، كأنه فيلم، وهذا يدل على شدة تأثرهم بالأفلام. ثم يداهمون السجن ويعرون السجين تماما، لمدة شهر يبقى عريانا «رب كما خلقتني»!! وطريقة زنازين التعذيب عبارة عن كونتينر مقسم على ثماني زنازين وكل واحد في زنزانة، وقد يبقى أحدنا مدة أربع سنوات في هذا الكونتينر بحسب العنبر.
وعندما يرمون السجين عاريا يقاسي في وقت البرد من البرودة القارصة وفي وقت الحر من الحرارة اللاهبة، بعض الشباب نفذ عقوبة شهرين متواصلين عريانا وهو عبدالله العجمي بسبب موضوع ديني عندما رفض استهزاءهم بالقرآن الكريم، فدخلوا عليه العسكر وضربوه أمام عيني وجردوه من جميع ملابسه، وجلس شهرين!! فأين حقوق الإنسان عن زاعمي حقوق الإنسان.
• كيف تم توزيع المسجونين على العنابر والسجون المختلفة؟ على أساس الدولة؟ أو الخطورة ؟ أو العمر؟ أو ماذا؟
- الزامــــــــــل: لم يكــــــــــن التوزيع علــــــــى حسب البلـــــــــــــدان، فكان بيننا أفغـــــــــان، وسعــــــــوديون ومن جميع الدول، فـــــــــقد كنا من 48 دولة، وبين فترة وأخرى ينقلون السجين من مكـان إلى آخــــــــر، فكـــــــــانت هناك عنابر كثيرة، مثل المعســـــــــكر الأول والثاني والثالث والرابع، كمثال، وكل معسكر كانوا يرتبون المساجين فيه بحسب الأحرف الأبجدية، والمكان الواحد فيه تقريبا 48 زنزانة انفرادية، 24 على اليمين و24 على العكس منهم، وبداية كان مكتبا على الباب حرف A يعني ألفا، وبجانبه F يعني فوكتور، وH يعني هوتيل، G يعني غولف، فكانوا يسمونهم بالأسماء الأبجدية بتوزيع خاص بهم لا نعلم ماهيته، ولا يشترط أن يكون هنا أناس خطرون وهناك أقل خطورة. وكانت السجون بمستوى واحد لا سجن أفضل من سجن، وبعد عامين من فترة السجن بغوانتـــــــانامو بنوا سجنا رابعا، يزعمون أنه أفضــــــــل من السجون الأول والثاني والثالث، وربما يكون هكذا عالميا كشكل، ولكن من الداخل بالتأثير على نفسية السجين والله إنه أقبح من الثلاثة الأخرى، فهذا مغلق يضعون فيه كل عشر مساجين على حدة في غرفة واحدة، والجميع يعرف لهيب غوانتانامو بلا تكييف أو تهوية، بينما غرف التحقيق كلها مكيفة بوحدات التكييف وبعضها نظام السنترال، بينما السجون الأخرى مفتوحة يأتيها الهواء من كل مكان.
بعض المساجين عندما يأتون غرفة التحقيق يتمنون عدم الخروج لفرحتهم بالهواء البارد، فكانت حربا نفسية، تجعل السجين بنفسه يتمنى المكوث أكثر في غرفة التحقيق.


غداً...
أسماء مشايخ كويتيين سألوا عنهم الاميركان في غوانتانامو!
وتفاصيل أخرى