عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 10-04-2007, 09:16 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الطريق إلى غوانتانامو / (4)


تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات.
هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء.
تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل.
وإليكم التفاصيل:


الأميركيون سألوا عن محمد ونبيل العوضي وأحمد القطان وصلاح الراشد وعبدالله النفيسي وخالد الحربي وحامد العلي والحصم وآخرين كثيرين
يستكمل اسرى غوانتانامو المحررين قص المعاناة التي عاشوها في المعتقل.
• بعض المسؤولين الأميركان كانوا يزعمون أن سجن غوانتانامو عبارة عن فندق خمس نجوم؟!
- الزامل: هذا كلام باطل وليس فيه أي صحة، وأنا أتحدى أي واحد يصرح أن سجن غوانتانامو عبارة عن فندق خمس نجوم، سواء كانوا في الخارجية الأميركية أو غيرها، أتحداهم أن يسمحوا لمنظمات حقوق الإنسان أو الصحافة العالمية أو الصحافة المحلية بالدخول إلى المعتقل والتحدث مع المعتقلين وجها لوجه، لماذا يجعلون بين المعتقلين والصحافة التي تأتي أحيانا مسافة أكثر من 300 متر، وكنا نراهم من بعيد ويمنعوننا من الخروج، ويسمحون لهم بالتقاط الصور من بعيد، لينشروا في صحفهم أن هذه غوانتانامو، ويأتون ببعض المساكين كالأفغان المسجونين ويقولون لهم إذا أردتم العودة إلى بلدكم فعليكم السير بهدوء خارج الزنزانة حتى تصورهم الصحافة، حتى يخدعوا العالم أن معتقلي غوانتانامو يمشون ويلعبون ويتمتعون في المعتقل، وهذا كله عبارة عن مسرحيات.
- العجمي: تصور أنهم لم يكونوا يعطوننا فرصة لقراءة القرآن! كان الجنود الأميركان متوزعين على ثلاثة مجموعات، الأولى تتسلم في الصباح، والثانية تتسلم بعد الظهر، والثالثة تتسلم الليل كله، فكان على الأسير يأتيه من ثلاث مجموعات لمدة أربع أو خمس سنوات! فمن أول ما يأتي يضرب المصحف فيسقط على الأرض وتبدأ المشاكل بينهم وبين المعتقلين منذ الصباح الباكر، شبه يوميا على هذه الحال، وحتى لو لم يكن لدى الأخ مصحف فإنهم يخرجونه خارج المعتقل ويهينونه ويظهرون عورته، بخلاف الضرب والإزعاج فكنا حتى القرآن لا نتمكن من قراءته أحيانا، ولكن مع هذه الظروف القاسية استطاع بعض الأخوة حفظ القرآن الكريم كاملا.
وجلست أكثر من سنة في سجن انفرادي خارجي، في صندوق من حديد فيه شبك من جهة واحدة، قياسه متران في متر، فكانت المعاملة معي سيئة جدا وتعاملهم تعسفي جدا، والمكان شبه منسي، حيث يمنع أي واحد موجود به من الحديث مع الآخر.
• بين فينة وأخرى كان الأميركان يأخذونكم للتحقيق معكم، فما طبيعة التحقيق وما الأسئلة التي كانوا يسألونكم إياها؟
- العجمي: كان يسألونني في أول تحقيق معي عن المعسكرات، وأنا لا علاقة لي بذلك، لأنني كما ذكرت لك ذهبت لحفظ القرآن الكريم، ولكن كل السبب يرجع إلى الاستخبارات الباكستانية الذين يبيعون أي عربي هناك للأميركان على أساس أنه من طالبان أو القاعدة فيأخذون 5 آلاف دولار ويذهبون، فالأميركان أغبياء، ولا يعرفون أن يفرقوا وكانوا يسألوننا عن الطالبان والقاعدة والجيش، وكنا مستضعفين هناك، وأسئلة أخرى لا علاقة لها بالموضوع، وكوني عسكريا سابقا في الجيش فكانوا يشكون أنني ذهبت إلى أفغانستان للجهاد.
• هل سألوكم في التحقيق عن أسماء مشايخ في الكويت؟
- العجمي: ذكروا كثيرا من المشايخ بعضهم لا دخل له بالجهاد، وحتى بعض المشايخ الذين يقولون بعدم قتال الأميركان المستأمنين، ولا أريد أن أذكر أسماءهم، ويأتون بأشرطة وDVD للشيخ سعد البريك وغيره، يقولون أن هؤلاء خوارج ومن هذا الكلام، ولا دخل لي بتاتا بالموضوع، فكما ذكرت لك أنني من جماعة الدعوة والتبليغ ولا دخل لي بالجهاد مع أننا نحبه، ولكن كل واحد له وجهة نظر وطريق، وانا طريقي الدعوة إلى الله تعالى.
- العازمي: لم يترك الأميركان شيئا إلا وسألونا عنه، عن البيوت والعوائل وعن الجماعات وشيوخ العلم، وقلنا لهم أن الديوانيات عبارة عن ملتقى اجتماعي نلتقي فيها بعضنا البعض، وذكروا لي أسماء بعض المشايخ لا أعرفهم ولا أذكر أسماءهم، وأسئلة كثيرة بعيدة عن أحداث نيويورك وواشنطن.
- الزامل: بالنسبة لي ذكروا لي أسماء كثيرا من المشايخ إن كنت أعرف عنهم شيئا، مثل الشيخ خالد الحربي، وعن جمعيات النفع العام كجمعية الإصلاح وإحياء التراث، وركزوا عليهما كثيرا في التحقيق، وعن مشايخ الجمعيتين مثل طارق العيسى وعبدالله المطوع رحمه الله، أتوني بصور كثير من المشايخ كذلك، وسألوني عن محمد العوضي ونبيل العوضي، وسألوني عن شخص أذكره كان دائما يقدم لأحمد القطان، دائما يكحل عينيه، وسألوني عن صلاح الراشد، وسألوني عن عبدالله النفيسي وحامد العلي، وعن الحصم، وأناس كثير جدا بالكويت..
• السؤال عن معرفتك بهم من عدمها، أم هناك أسئلة أخرى؟
• الزامل: جوابي لهم عدم المعرفة بأغلبهم، ولو قلت لهم أعرفه فسيقولون ماذا تعرف عنه، وبعضهم أقول أعرفه، فيسألوني ماذا تعرف عنه أقول لهم شيخ مشهور مثل أحمد القطان وعبدالرحمن عبدالخالق، وأذكر جيدا عندما سألوني عن محمد العوضي أكثر من مرة، فأقول أعرفهم كمسؤولين في جمعيات النفع العام ومشايخ مشهورين وعبر الإعلام ولكنهم لا يعرفونني.
• هل وتيرة التحقيق كانت واحدة منذ بداية اعتقالكم حتى نهايته؟ أم أنها مختلفة؟
- الزامل: في أول 10 أيام من الاعتقال كان التحقيق شديدا جدا، ولم يذكروا لي نهائيا أي سؤال يتعلق بأحداث 11 سبتمبر، ولم يسألوني إن كنت أعرف من في الطائرات أم لا! سألوني عن أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وعما إن كنت منتميا لهم فنفيت هذا كله، فأسامة بن لادن يقع في قندهار وأنا أسكن في كابل، والمسافة بينهما في السيارة من الفجر إلى المغرب، شبه يوم كامل بطريق وعرة، وكانت معي زوجتي وابنتي ولدى منظمة، فلا أستطيع أن أترك المنظمة أصلا وأذهب إلى هناك.
باقي أيام التحقيق كانت عن تعدد الزوجات، ولماذا الرجال يتزوجون أربعا، بينما المرأة لا تتزوج أربعة، ما هي الديوانيات وماذا تفعلون في الديوانيات، وما علاقة كل مطيري بمطيري، وعجمي بعجمي، وعنزي بعنزي وكندري بكندري، وهل يقرب الكنادرة لبعضهم البعض، وسألوني عن بعض أمور السياسة داخل الكويت ولا تخصني أبدا.
-العجمي: قبل الإجابة عن هذا السؤال، لدي مداخلة مهمة جدا، وجدت في أوراق خاصة بمجلس القضاء العسكري هناك، قرأتها بنفسي ما نصه «ووضع المعتقلون في غوانتانامو حتى لا تأتي الضربات للأميركان»، ما يعني أننا رهائن، وهم اعترفوا بذلك وقالوا وضعكم هنا حتى لا يضربونا القاعدة ولا الطالبان، فأكدنا عدم علاقتنا بهم، ولكنها حرب صليبية، أخذوا مجموعة من المسلمين كرهائن.
أما وتيرة التحقيق، فكانت شديدة معي دائما، يدعوني واقفا ومسلسلا ومقيدا بالأرض، وأحيانا أكون جالسا على الكرسي بطريقة تعذيبية، ويزودون على برودة التكييف، حتى أصبحت الغرفة كالصقيع.
-العازمي: أغلب تحقيقاتي كانت مع الساقطة «ميغن» فكان على أكثر من وتيرة ونوع، وأحيانا يحقق معي شخص اسمه «ديفيد» وهو أسود وكان يمارس معي الضرب بشدة و«ميغن» للإغراءات الجنسية، وأحيانا يأتي ثالث اسمه «سام» وهذا يجردني من جميع ملابسي مع العسكر، فأسلوبهم مختلف، وأحيانا يأتي رابع ليهين القرآن أمامي مع «ميغن».
• ما هو برنامج الأسير في المعتقل وجدوله من الفجر إلى فجر اليوم التالي؟
- الزامل: نصلي الفجر جماعة مع أن سجوننا انفرادية، فهي بالطول 24 زنزانة انفرادية ويقابلها نفس العدد، فأول واحد يكون إماما ويصلي الباقي ونصلي خلف بعضنا بعضا بإمامة الأول ونكبر بتكبيراته، طبعا هذا إذا كان بالانفرادي الذي نرى بعضنا من خلاله، وإلا فالانفرادي الآخر الذي ذكرناه لك قبل قليل حيث يوضع المسجون في صندوق حديد فلا يمكننا لأننا لا نرى بعضنا بعضا.
- العجمي: عندما كنا نصلي الفجر جماعة كانوا يرفضون ذلك ويضربون حديد الشباك ويحاولون تعطيلها علينا، وبعد صلاة الفجر نفطر، ثم نقرأ القرآن ونحفظه كل يسمّع للآخر عبر الشباك حتى نعين بعضنا على الحفظ، وأحيانا نتذاكر بالأحاديث النبوية أو الفوائد العلمية، وبعضنا ينشغل مع نفسه بالقراءة إلى شروق الشمس ثم نصلي الشروق، وبعض الأخوة يكون لديه أذكار خاصة من تسبيحات أو استغفار ولكن الأميركان كانوا يعكرون علينا هذا الجو الإيماني حينما يضربون الأبواب بالسلاسل ويأمروننا بالخروج ليجروا تفتيشهم الخبيث، وينزعون عن المسجونين ملابسهم ويفتشون حتى العورة أجلكم الله، وهذا لمجرد الإيذاء وحتى نتوقف عن ذكر الله، ويفعلون ذلك يوميا للحرب النفسية.
• زودوكم بالمصاحف؟
- العجمي: أتوا بالمصاحف إعلاميا حتى يقولوا للمسلمين ان لديهم حقوق إنسان وحرية واحترام الأديان، ولكن في واقع الأمر أنهم أتوا بها لمزيد من الضغط علينا، فلم يكد يسلم مصحف من المصاحف التي أتوا بها من إهانة منهم أو تمزيق أو رمي في القاذورات، وكانوا يدربون الجنود الجدد عبر المصاحف، فيدخلون ويرمون المصحف أمام الإخوة حتى يثيروهم ثم يدخلون الجنود الجدد عليهم ليتربوا بهم ويكسروا حاجز الخوف عن جنودهم عبر إهانتهم لكتاب الله عز وجل.
- العازمي: كثير من الناس يمتدح الأميركان لجلبهم المصاحف للمعتقلين في غوانتانامو، ولكنهم في حقيقة الأمر فعلوا ذلك حتى يضربوا عصفورين بحجر واحد، فأولا: حتى يبينوا للناس أنهم جاؤوا بأحسن طبعة للمصحف، وهي طبعة الملك فهد، لمعتقلين يعدونهم أعداء، وثانيا: ليستخدموه تعذيبا لنا، فأكثر من مرة يأتون بالمصحف إلى العنبر، ويضربونه بأرجلهم مثل الكرة حتى يوصلوه إلى آخر العنبر، وأكثر من مرة جاؤوا بالمصحف في التحقيق ووضعوا عليه علم إسرائيل أو الصليب، وأحيانا يطفون فيه السيجارة، وأكثر من جندي أميركي بال على المصحف، عليهم من الله ما يستحقون. فحقيقة الإتيان بالمصحف لغوانتانامو لإهانته واستفزاز الأسرى.