[*سهيل*اليماني*]

حسين دياب - صحفي

السودان - الخرطوم

استعمار جديد
* لعل من المضحك ، والمبكي ان تصف ( جبهة الخلاص ) المسلحة في دارفور ، القرار
( 1706) بأنه استعمار جديد بينما ترحب حركة ( تحرير السودان – مناوي ) الحاكمة
بالقرار وتعتبره – طبقاً لتصريحات المتحدث باسم الرئاسة – نصراً لأهل دارفور ..
!!
* فقد اوردت صحيفتي الوان والرأى العام يوم 3/9/2006 تصريحاً للدكتور خليل
ابراهيم ، رئيس حركة العدل والمساواة وأحد قادة جبهة الخلاص حيث اكد فيه رفضه
الشديد للقرار الدولي 1706 القاضي بنشر قوات دولية في اقليم دارفور ، وقال خليل
في حديثه لراديو فرنسا الدولي ان القرار يقوٌض حق اهل دارفور في الحل السياسي
السلمي ، ويمنع التوصل الى سلام مستدام في دارفور مشيراً الى أن زيادة عدد
الجنود الاجنبية في دارفور لن تحل المشكلة
* ولعل ما يلفت الانتباه أن الدكتور خلبل رغم معارضته الشرسة للحكومة ، إلا انه
اصبح معها في خندق واحد ، هو خندق الوطن .. وقال إن القرار ( خطير ) بحق الشعب
السوداني لان فيه بوادر استعمار جديد .. وطالب خليل الحكومة بالمبادرة لدخول
مفاوضات سلام مع جبهة الخلاص الوطني استناداً على اعلان المباديء في ابوجا ..
* ونعتبر ما جاء على لسان د. خليل ابراهيم وما نشرته صحف الخرطوم يوم 3/9 يعتبر
مؤشراً ايجابياً في اتجاه الخط الوطني الرافض للتدخلات رغم مواقفه المعلنه
والمحددة في معارضة الحكومة .
* أن اكثر ما يزعج الساحة الوطنية والسياسية هو التحركات والاتصالات التي
يجريها مجلس الامن بقيادة محور الشر ( امريكا وبريطانيا واسرائيل ) مع الدول
التي من المفترض أن تسهم بقواتها في التدخل الأممي البالغ تعداده (22500 جندى)
.
* حيث جاءت الأنباء أن القرار الامريكي البريطاني المعدل الذي ينادي بخروج قوات
الاتحاد الافريقي وإحلال قوات دولية مكانها ، مع موافقة حكومة السودان لم تمضي
ساعات على إجازته حتى اصدرت وزارة الخارجية الامريكية تصريحات اعلنت فيه أن
موافقة حكومة السودان ليست ذات أهمية , هكذا امريكا ، ونحن كما يقول مغنينا (
الحارة بنخوضا ) ، ان السودان تحرك بانفعال شديد ضد هذا القرار ، من جميع
ولاياته في مسيرات تندد بالقرار وترفضه وتبدي استعدادها لمواجهته ، وأن المجلس
الوطني ومجلس الوزراء ومجالس الولايات التشريعية ومنظمات المجتمع المدني كلها
على استعداد لمواجهة هذا التدخل ، اللهم إلا من بعض الاحزاب التي لاوزن لها
والتي تساعد في الامر نكاية في الحكومة وارتكازاً على مواقف شخصية .
*ويظن محورالشر ( امريكا وبريطانيا واسرائيل ) انهم بهذا الموقف يهدفون الى
اسقاط الحكومة ، وغاب عنهم في تحقيق هذا الهدف أنهم يسقطون الوطن بكامله الذي
اشعل الحماس في قلوب الناس والمواقف البطولية لرئيس الجمهورية المشير عمر حسن
احمد البشير الذي قال أنه سيقود بنفسه المقاتلين ضد هذا التدخل ، وإن السودان
لن يسمح به ابداً ولن يقبله .. إنه الاستعمار القديم في ثوب جديد وان السودان
هو اول دولة افريقية نالت استقلالها ، ولن يكون الدولة الأولى التي يعاد
استعمارها أن قرار مجلس الامن المرفوض من قبلنا ومن حلفائنا لايستند الى قانون
ولا الى أخلاق ، ولكنها امريكا الهائجة كالثور تدمر وتخرب كل مكان .. وإنه سوف
يأتي اليوم الذي تدفع فيه أمريبكا ثمن غطرستها غالياً لما فعلته .