عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 15-07-2004, 05:46 PM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي لويس يلقى برائعته الجديدة ............ هدية لأبى هاجر

بسم الله الرحمن الرحيم



القاعدة قبل و بعد المقرن
شخصية عظيمة في كيان أعظم


وعلى شاهد قبر ( المقرن ) يمكن ان يكتب: هنا دفن الرجل الذي أظهر انه لا يمكن الضحك على كل الناس في كل الوقت. (جاكي خوجي معاريف 20/6/2004 )

السلام عليكم

أعتذر للمجاهدين في كل مكان عن تأخرهذا المقال فقد كان يفترض أن أكتب مقالا مطولا بعد استشهاد أبي هاجر رضي الله عنه مباشرة ، فأبو هاجر شخصية استثنائية خطيرة ومغادرته أمر استثنائي أيضا .. لكن الحديث في وقت الصدمة وفي حمأتها ربما يجعل استيعاب الطرح المنطقي العقلاني والتحليل العلمي أمرا صعبا.

ثم إن كل حدث مهم مثل مغادرة ابي هاجر رضي الله عنه ، له تداعيات فورية تستحق تأملها حتى تكتمل، ولا ادل على كلامي هذا من تغني الصحافة وردح سفر الحوالي بـ "العفو العظيم" ثم تسلسل أكاذيب سفر وصحبه عن تسليم جماعي لفرق المجاهدين وفي مقدمتهم مشايخ الجهاد ، ثم ما تبعه من صفعة مهينة من الشيخ فارس الزهراني حفظه الله لسفر ..

الآن وقد توازنت المشاعر والأفكار بعد ما يمكن ان يعتبر تكاملا للتداعيات ، آن لنا أن نضع الأمة في السياق ..

وبالمناسبة فهذا السياق ليس جديدا ، فقد كتبت فيه مقالا قديما بعنوان قدرة القاعدة على امتصاص الضربات .
ولم أعد بحاجة الآن لأثبت بعد أن توالت الأحداث ان القاعدة لا تمتص الضربات لتبقى فقط بل تقلبها مزيدا من الاستثمار لبرنامجها السحري الذي عجزت كل قوى الأرض عن ايقاف انشطاراته النووية ..

نعم رغم قناعتي الشخصية أن النتيجة التي تأتي دائما والمتمثلة بمزيد من التضخيم للقاعدة وقوتها ومزيد من الخسارة للغرب وأمريكا هي نتيجة جهد بشري وتفاعلات بشرية إلا أني على يقين أنه لا يمكن لأي عقل بشري مهما كان من العبقرية أن يخطط بهذه القدرة في قراءة الواقع وقراءة القوى المحلية والعالمية ويتعامل معها تعامل المتمكن من كل امتداداتها وتفاعلاتها ومتغيراتها..

واليوم بدأت أدرك أكثر من أي وقت مضى أن هذا البرنامج يسير بعين الله وتوفيقه وأدرك ان العقول التي تدير المعركة متصلة بالسماء ومنصورة بحول الله وقوته ..

كيف إذا نضع القضية في السياق لندرك أنه رغم عظمة هذا القائد الفذ أبي هاجر فإن القاعدة أعظم وندرك أن القاعدة تستطيع أن تحول خسارته إلى مكسب كبير وستفعل بعون الله ونصره ..

لقد تأملت تجربة القاعدة على مدى السنين الماضية وتأملت ردود الفعل الأمريكية وتأملت طريقة تعامل الغرب كله مع القضية وتأملت واقع الأنظمة الطاغوتية وخاصة نظام آل سلول وتأملت تعامل النخب الدينية والفكرية والإعلامية وأخيرا وهو الأهم تأملت تعامل الشعوب والأمم المقهورة المتمردة على الهيمنة الأمريكية والثائرة على عملائها فخرجت بالحقائق التالية


الحقيقة الأولى:
القاعدة حركة تحرير وتغيير اجتماعي قامت في الأصل لرفع الظلم والعدوان ولدفع الاحتلال الصليبي عن بلاد الإسلام وبالأخص بلاد الحرمين وإزالة تداعيات هذا الاحتلال الاجتماعية والنفسية والسياسية، ولذا فالقاعدة في الأصل منبثقة عن وضع طبيعي في المجتمعات الإسلامية التي ترفض هذا الاستبداد والتسلط الذي يمارسه الغرب من خلال القوة العسكرية المباشرة، أو من خلال وكلائهم الذين يحكمون اليوم عالمنا الإسلامي، ولذا، فإن القاعدة كحركة تختلف عنها كتنظيم من حيث أن فكرتها فكرة قابلة للتغلغل في القلوب وقابلة للاقتناع من عموم الجماهير في الأمة. وقد أقرالغرب مؤخرا أن خطورة القاعدة هي مسألة فوق خطورة التنظيم العسكري نفسه لانها تأتي من خلال قناعة الناس بالأفكار والمبادئ التي تدعو لها القاعدة. وتبعا لذلك اعترف كثير من منظري الغرب ومحلليه السياسيين أن القاعدة تحولت من تنظيم إلى حركة جماهيرية يقتنع الناس بأفكارها ويتبنونها حتى ولو لم يكن ثمة ارتباط تنظيمي بينهم وبين القاعدة كمنظمة.

وعليه تحولت الأفكار التي يدعو إليها الشيخ أسامة بن لادن إلى ( مبادئ ) أو كما يسميها الباحثون (أيديولوجية) يتبناها كل مسلم لم يفسد إسلامه بالارتباط بالحكومات والأنظمة العميلة أو بالمؤسسات الدينية الضالة المرتبطة بالحكومات ولم يتقولب بفعل التيارات الحزبية الضيقة التي لا ترى أبعد من أنوفها وتعتبر أن مصالحها الشخصية الخاصة المرتبطة باستقرار الأنظمة هي الإسلام، هؤلاء فقط الذين يعادون القاعدة أما بقية المسلمين فإن دعمهم للقاعدة لا حدود له.

هذه الحقيقة تعني أول ما تعني أن القضاء على القاعدة مستحيل ابتداءا، لأسباب منها:

السبب الأول أن السنة الكونية في التدافع عموما تفرض وجود رد تاريخي ضد المعتدي الصائل، وفي حالة كون المعتدي مثل اعتداء الأمريكان على الأمة الإسلامية فالرد يكون أكثر حتمية. هذا الرد تمثل في القاعدة ولو لم يتمثل فيها لتمثل في غيرها أو لنقل أنها هي التي حملت راية المسلمين في هذا العصر.

السبب الثاني أن الحركات الاجتماعية التي تغذيها المجتمعات والشعوب لا يمكن هزيمتها مهما كانت الخسائر في الأفراد والقيادات، لأن المحرك الرئيسي لها قائم وهو الظلم والعدوان والاستبداد، خاصة إذا كان الظلم والعدوان مرتبط بعداوة عقدية وحضارية لعدو خارجي بائن وكان العدو ممثلا بحاكم خائن مستبد متسلط على نفس الشعب.

السبب الثالث تتمة للسابق وهو أن الأمة قد عرفت وأدركت وتيقنت وتشربت أن هذه الأنظمة ليست مجرد أنظمة عاجزة أو ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن الأمة، بل هي عدو حقيقي للأمة، فهذه الأنظمة قدرها أن تحقق مصالح الغرب التي لا تتفق أبدا مع مصالح الأمة، فأصل المشكلة مازال قائما، أمة مستباحة منهوبة محتلة يحكمها أناس يحققون مصالح الغرب ضد مصالحها، ولذا ستبقى القاعدة هي المخرج الوحيد والعملي للأمة من هذا الوضع. .

السبب الرابع هو أن القاعدة نفسها ليست منظمة معزولة أو حزبا تنظيميا محددا بل هي حركة تمارس دور الجامعة الجهادية العالمية تخرج أجيالا وأجيالا من المجاهدين هدفها الرئيسي تدمير العدو الأول لأمة الإسلام (أمريكا )، وهذا الهدف هدف مغرٍ لعموم المسلمين، فأي المسلمين لا يرغب في تحطيم أمريكا ؟ هذا الدور الفكري التربوي التدريبي المستمر والمتجذر في المجتمعات الإسلامية يستحيل بالطبيعة استئصاله لأنه دائم الانتاج والتجديد مثل ديمومة سببه في مقابل الأحزاب والمنظمات المعزولة.

وللأسباب السابقة يمكن القول أن القاعدة أصبحت الآن متمثلة في ثلاثة مستويات تشكلت دون أن تشرف قيادة القاعدة على تشكيلها

1) تنظيم أو تنظيمات عسكرية ( تنظيمات عبارة أدق )
2) طبقة لوجستية داعمة وحاضنة ومؤيدة وموفرة للنشاط الإعلامي والدعاية والحماية والاتصال والتنسيق
3) جمهور عريض محب ومتعاطف مع قضايا القاعدة وهي بغض أمريكا والحنق على الأنظمة التي تتآمر معها والافتخار بالهوية الإسلامية.

والمستوى الثاني لا يكتفي بتوفير النشاط الإعلامي والدعاية والحماية والاتصال بل يغذي المستوى الأول بمزيد من الكوادر بعد أن تتحول لكوادر قتالية. والمستوى الثالث لا يكتفي بالتأييد والتعاطف بل يقوم بضخ كلا المستويين بالكوادر بعد ان تتجاوز التأييد إلى القناعة بالعمل نفسه.

لاحظ هنا مسألة دقيقة ومهمة للغاية وهي حقيقة ظريفة تدل على مدى تجذر القاعدة في الوجدان والضمير قبل حضورها التنظيمي. هذه الحقيقة هي أن القاعدة لم تروج أبدا لنفسها ولم تحتج أبدا أن تروج لنفسها ولم تعرض برنامجها الحزبي كمشروع، القاعدة طرحت أطروحات هي أصلا في صلب الضمير العربي المسلم اليوم فتكفلت الجماهير تلقائيا بخدمة هذا المشروع ومن ثم الترويج للقاعدة.

وتبعا لنفس الفكرة لم تكن القاعدة بحاجة أن تقول إنها خاصة ببن لادن أو الظواهري لأن الاعتداد بالهوية الإسلامية والقناعة ببغض أمريكا التي تهين المسلمين وتنامي الحنق على القادة الخونة لا يحتاج لأن يكون فكر بن لادن أو الظواهري، بل هي قضايا كامنة في ضمير كل مسلم تضخمت وتنامت وتحولت إلى منهج عملي من خلال برامج القاعدة وستتطور في المستقبل القريب بدون شك لمستويات أعلى وأوسع في المواجهة الحضارية وفي سياق تطورالتشكيل الاجتماعي على شكل جهادي.

وتفرع عما سبق أيضا نقطة أخرى مهمة وهي أن القاعدة حظيت بتحول بعد سبتمبر وذلك لأن ردة الفعل الأمريكية الهائلة عليها أدت لتضخيم القاعدة كخصم استراتيجي للولايات المتحدة. وبما أن الولايات المتحدة هي القوة العالمية التي تقود الكفر ضد الإسلام فقد أصبحت القاعدة بالضرورة ( معنويا على الأقل) تقود المسلمين ضد الكفر. ثم جاءت حرب العراق لتتمم المسيرة التاريخية وتجعل القاعدة أداة انقلاب كامل في التوازنات التاريخية. هذه التوازنات التي كانت قد جعلت الإسلام يهمش تماما وجعلت الغرب الكافر يتربع على عرش الهيمنة العالمية ، فبدأت القاعدة بقلب هذا التوازن بخطوات جبارة تعيد مسيرة القرون التي انحسر فيها الإسلام ولكن بسنين معدودة.

فهذا نتاج طبيعي للوضع والقاعدة كما يقول الدكتور النفيسي هي الرد التاريخي من الأمة الإسلامية على الغرب، ولو لم تحصل 11 سبتمبر لحصل أمر آخر. وهذا يؤدي بنا إلى النتيجة النهائية وهي أن واقع الأمة بعد سبتمبر وحرب العراق يسير باتجاه خدمة مشاريع القاعدة رغم أنف اكبر نظام , بطريقة السيل الجارف الذي يكتسح في طريقه كل الشجيرات الصغيرة التي زرعها المحتل في المشرق الإسلامي.

الحقيقة الثانية:
القاعدة بنيت تنظيميا لتكون منظمة مرنة للغاية، ولكونها حركة عالمية، فإنها في الواقع خرّجت أجيالا من المجاهدين المرتبطين تنظيميا ليكونوا في مواقع القيادة دوما فالتعويض القيادي بالنسبة لها ليس مشكلة، فكلما استشهد أو أسر قائد فإن البديل جاهز فورا. ولو تتبعنا وضع القيادات سنكتشف بدون جدال أن القاعدة لا تتأثر بفقد القيادات، الواقع يقول إنه بعد كل عمل جهادي كبير ينضم للقاعدة قدرات هائلة جديدة.

ومن الأمثلة على صحة هذه الحقيقة ، اعتقل الأمريكيون خالد شيخ ورمزي بن الشيبة وغيرهم ولم يتأثر عمل القاعدة وجاءت ضربة مدريد لتدلل على فاعلية القاعدة وقوة يدها الضاربة. نعم ربما يتأثر من ناحية التأخير أو من ناحية توقف بعض العمليات مؤقتا لكن استمرار عمل المنظمة لا يتأثر أبدا.

على المستوى المحلي، أعني بلاد الحرمين، لم يؤثر مقتل الشيخ يوسف العييري رحمه الله وتركي الدندني رحمه الله وغيرهما في عمل القاعدة المحلية. وبناء عليه فإن مقتل المقرن رحمه الله لن يغير من هذه الحقيقة.

[تابع ========>