عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-07-2004, 05:59 PM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

الحقيقة الثالثة:
القاعدة الأم نجحت في إنجاز مهمة حركية رائعة من حيث أنها استنسخت نفسها للعمل على المستويات المحلية، وهذا كان جزءا من استراتيجية القاعدة العامة. بعد فقدان القاعدة لقواعدها العسكرية في افغانستان تحركت القاعدة على مستوى المشرق الإسلامي لتنشيء نسخا كاملة منها في البلدان الاستراتيجية وهي العراق وبلاد الحرمين واليمن. ومع أن التركيبة التنظيمة لكل واحدة من هذه النسخ متكاملة لكنها لديها القدرة أن تتبادل الكوادر والقيادات بمرونة وكفاءة فائقة مع التركيبات الأخرى. هذا الاستنساخ يحصل فوق معطيات الحقيقة الأولى وهي أن القاعدة تتحرك من خلال الجماهير ومن داخل الجسد الإسلامي. النتيجة هي أن تقوم القاعدة بتدريب وإنشاء مراكز قاعدية متقدمة في المواجهة بدعم عام وتوجيه من القاعدة الأم فتكون طريقة تحركها ذات تعقيد شديد بحيث أن ما يظهر للأنظمة الخائنة العملية ماهو إلا جزء بسيط من عموم التشكيلات التي تنشأ.

على مستوى العراق نجحت القاعدة في وضع أقدامها هناك واصبحت رأس حربة بالمقاومة وتمكنت من ضرب مصداقية المؤسسات التي صنعها الاحتلال وحولت مشروعه في العراق إلى كابوس. وأما على مستوى جزيرة العرب فقد كان الانجاز مبدعا، وتصرف الشيخ يوسف العييري وكأنه بن لادن بلاد الحرمين، وتخرج على يديه عدد كبير من القادة، وتعاملت القاعدة في جزيرة العرب باعتبارها ميدان عمليات مستقل بشكل شبه تام عن القاعدة الأم في جميع التفاصيل ولكن طبعا بإشراف عام ورعاية من القاعدة الأم.

وهذا يعني أنه في حال تعثر العمل في منطقة ما فإن القاعدة الأم تقوم من خلال الحركة المرنة عبر الحدود بالتعويض وإعادة ترتيب الأوضاع لتعيد الصداع الذي تعاني منه الأنظمة إلى مرحلة أشد من السابق.

هذا يعني أنه حتى لو نجح آل سلول في القضاء على كل القيادات الحالية المعروفة في القاعدة، فإن التعويض ممكن جدا ومتوقع تماما بحيث تتحرك القاعدة مرة أخرى في المنطقة لأن القاعدة الأم مازالت موجودة وفاعلة ولله الحمد وتعمل على ضمان بقاء القاعدة المحلية وتعمل بشكل متسق مع الأهداف العامة للجهاد القاعدي.

الحقيقة الرابعة:
أن معركة آل سلول المحلية تعتبر فعليا معركة جزئية بسيطة ضمن سياق الحرب الشاملة التي تشنها القاعدة ضد أمريكا، ولذا فلا يفرح آل سلول بشيء، بل عليهم الحزن لأنهم الآن دخلوا بشكل مكشوف تماما مع القاعدة المحلية. وفهم المعركة المحلية كحلقة في مشروع عالمي يعني أن القاعدة سوف تضرب آل سلول مرتين المرة الأولى باستمرار ضرب الأمريكان الذين يشكلون عصب الحياة بالنسبة لهم، والثانية من خلال ضربات القاعدة المحلية المتجددة في المنطقة، ويكفي هذا سببا لحزن آل سلول.

بعبارة أخرى هناك حرب قائمة بين القاعدة وأسياد آل سلول ومصيرآل سلول معلق بنتيجة المعركة مع أمريكا، ومن الواضح أن الأمريكان يخسرون خصوصا في العراق، ولم تستنفد القاعدة بعد أوراقها في ضرب أمريكا نفسها وهي حقيقة أكدتها لجنة التحقيق في أحداث سبتمبر وجزمت بأن ضربة ما قادمة من القاعدة لا محالة. وفي نظري فإن كثيرا من الأمور سيحسمها ضربة القاعدة الكبرى القادمة على أمريكا.

الحقيقة الخامسة:
أن النظام السلولي نظام هش قائم على الحماية الغربية، فهو مكشوف عسكريا لا يملك جيشا حقيقيا، ولا يملك مؤسسة عسكرية قوية متماسكة قادرة على التعويض في حال فقدان القيادات، والعنتريات التي يتبجح بها بزعم انتصاره على القاعدة لا تغني شيئا عن حقيقة أنه نظام فارغ قائم على خيالات. وهذا يعني أن القاعدة لو غيرت استراتيجيتها وقررت استهداف مفاصل السلطة في هذا النظام فسوف يصاب النظام باختلال شديد ربما يؤدي لانهياره.

وقد يتساءل البعض لماذا لم تستهدف القاعدة بعد رموز هذا النظام، وهل تستطيع ذلك ؟ أما الاستطاعة من ناحية عسكرية فنعم تستطيع ولديها من الخبرة والكفاءات العسكرية ما يؤهلها للقيام بذلك، ولكن عدم استهدافها لرموز النظام إلى اليوم في نظري متعلق بسببين أحدهما محلي تكتيكي والآخر استراتيجي عالمي. أما التكتيكي المحلي فهو إدراك القاعدة أن استهداف أي واحد من آل سلول يعني انهيارا فوريا في السلطة وهو ما سيدعو الأمريكان لاحتلال جزيرة العرب عسكريا قبل استكمال استعداد القاعدة لمواجهتهم داخلها. وأما السبب الاستراتيجي فهو مرتبط بما أعدته القاعدة لأمريكا وهو الضربة القاصمة الثانية التي تتوقع القاعدة أن تكون من القوة بحيث تفقد أمريكا صوابها وتبحث عن بلد تنتقم فيه ولو باستعمال السلاح النووي. فإذا كانت ضربة أمريكا محكمة وفي موعدها فإن القاعدة لن تستهدف النظام لأن في بقائه مظلة تحمي البلاد من رد الفعل الانتقامي الأمريكي في حال حدوثه، أما إذا كانت الضربة متأخرة فأظن أنهم سيغيرون استراتيجيتهم في الفترة المقبلة ليرسلوا بعض الرؤس إلى الجحيم وأول مرشح لذلك في نظري هو نايف.


الحقيقة السادسة:
العمليات التي قامت بها القاعدة في عهد المقرن تعطيك أدلة حاسمة على أن هذا العمل عمل مؤسساتي وليس جهدا فرديا، ولذا فإن النجاحات التي تمت ليست خاصة بالمقرن، بل هي نتاج عمل المؤسسة بكل أركانها. والمقرن كان بلا شك صاحب مواهب متعددة منها فوق خبرته العسكرية الكبيرة حيويته الهائلة التي استطاع توظيفها في حشد الناس الرافضين للظلم والطغيان والتحالف مع الأمريكان، استطاع المقرن حشدهم خلف القاعدة وزرع في نفوسهم الأمل بتخليص الأمة من السرطان السلولي، وماتزال كلماته تلهب النفوس وتثير الحمية في نفس كل من كان يستمع له. ومازالت صورته الرمزية المؤثرة بملابسه العسكرية وطريقته في الإلقاء تؤثر في المشاهدين بدرجات كبيرة.

لكن مع هذه المواهب والقدرات فإن شخصية المقرن لم تكن سبب الإنجاز وهناك مؤشرات تدل على ذلك منها تكرر صدور مجلة الجهاد في موعدها وعدم العثور على جثة الأمريكي حتى هذه اللحظة ومنها كذلك بث حديث الشيخين فارس الزهراني وعبد الله الرشود واللغة الفوقية المسترخية للمجاهدين في بياناتهم بعد استشهاد المقرن

تابع ===========>