سوبر ستار.. وفقهاء.. ومستشرقون!!
الآن.. وبعد مشاهدة «سوبر ستار» وما فعله من جنون في العالم العربي، لا يستطيع حتى «اعتى» المستشرقين ان يجرؤ على مهاجمة الرسول # لنهيه عن الغناء، وأي عقلاني شاهد الهرج والمرج الذي احدثه نجوم «سوبر ستار» في حفلهم الذي اقيم في دولة خليجية سيفكر مرتين قبل ان يجادل مرتين في تفسير ابن مسعود لـ «لهو الحديث».. ولو أن أبا حنيفة رضي الله عنه موجود بيننا لعدل قليلا من اجتهاداته: الغناء لا ينبت النفاق في القلب فقط.. بل ينبت الكفر ايضا.
لقد توقفت أمام من خلعن الحجاب والنقاب وتمايلن مع «على بابي واقف قمرين» وانطلقت من افواههن آهات.. آهات مع مواويل اثارت الاكتاف والارداف على صوت ابن الجبل ملحم زين، وبنت الغوطة وقدك المياس يا عمري.
لن يجرؤ أي فصيح على أن يقول إن الطرب والغناء فيه بناء للأمة.. بعد كل الحروب التي خسرناها على «الواحدة ونص» فقد كان «راديو اسرائيل» يبث اغاني لأم كلثوم تلتقطها طائرات الميغ المصرية فيترنح طياروها مع «هل رأى الحب سكارى مثلنا» فتترنح طائراتهم وهي رابضة في أماكنها.
لن يجرؤ أي فقيه على ان يقول ان الغناء فيه اعتدال واتزان، والعرب يلهثون اليوم وراء العزف على سيمفونية السلام التي يقود الأوركسترا فيها حاخام والعازفون مرتزقة.
لا اخفي انني كنت انام على ترنيمة «فيروز» «ريما بدها تنام» واصحو مع شادية وهي تغني «قولوا لعين الشمس ما تحماش لحسن حبيب القلب صابح ماشي»، ولا اخفي انني كنت من مستمعي سيمفونيات بتهوفن، ولكن عندما علمت انه كان أصم، أيقنت ان الموسيقى «طرمة» ومن يستمع إليها يجب ان يكون «اصم» ويصم اذنه عن كل شيء فلا يسمع أذان الفجر، ولا أذان العشاء.
سيتواصل «سوبر ستار» وسوف نكتشف بعد حين ان خسارتنا لحروبنا العسكرية والاقتصادية والاجتماعية كانت بسبب الصمم الذي احدثته «الطرمة بنت الطرمة».. الموسيقى في قلوبنا وعقولنا.
انصحوا أبناءكم بأن يتجهوا الى «الجزيرة» والى «العربية» والى «المستقلة» وإلى «المجد».. والى «العالم» وإلى «المنار» فهي قنوات عرفت السر وتبحث عن انشاء جيل لا يعرف «الواحدة ونص» ولا يطرب لزين ولا لكرازون ولا تهز مشاعره احلام العندليب، ولا «هل رأى الحب سكارى».
