[الدومري]

عزيزي
اليتيم انسان مليء بالحساسية و الرهافة يعاني اشد المعاناة في ابتعاده عن احد والديه و اكثر ما يعانيه من يفقد الاب هو عقدة الرهبة و الخوف و هذه العقدة ليست ان يخاف من الناس و الحيوانات انما ان يخاف من المجهول مما لا يعرف و مما هو قادم . و بوفاة والده قل اهتمام الناس به و تحول الى عطف و شفقة هو يرفضهما
انما على الجميع من حول هذا الطفل ان يهتم به و كأنه انسان عادي يعني لو دخلت الى البيت ستسأل اولادك جميعهم انت تقوم بذلك حتما و كالعادة تبدأ به ( شفقة ) تتركه الا الاخير ( اهمال )
لا هذا و لا ذاك حاول انت و من حولك معاملته على انه انسان كامل طفل عادي له حقوق و عليه واجبات فقط بهذه الطريقة الوحيدة و هي تحتاج الى وقت و صبر من الجميع يعني مثلا لو احضرت لاولادك شكولا ليس من الطبيعي ان تناديه لوحده ثم الاولاد انما تنادي جميع الاولاد دفعة واحدة و من يتحدث معك اولا ليس مهم انما دع الامور طبيعية و حاول ان تبحث عن نقاط الامان التي يستشعرها الطفل بتلقائية و تجعله يشعر بها دوما يعني ان يشعر ان هناك رجلا يحميه - انها عقدة - و ليست سهلة الحل تحتاج الى صبر .
اياك ان تعامله على انه مميز ليس بشكل حسن و و لا سيء اللهم الا اذا كان قد اتى عملا مميزا اي تفوق على اقرانه بنجاح او بلعبة فشجعه هنا و لا تقدمه على احد و لا تؤخره على احد و الله المستعان
هذا رأيي باختصار اقوله لك من خلال خبرتي بهذه النوعية من الاطفال و خصوصا الذين ينشؤون في بيت غير بيوت آبائهم
و السلام عليكم و رحمة الله