[جمال حمدان]

ليتك تذكرني بالشئ الذي تهنئني عليه وبارك الله بكم

اخي العزيز

صدقني بأننا كأمة عربية وإسلامية نمر الآن في مفترق طرق سيؤدي بنا جميعا للهاوية .

ولعلك ترى الآن اخي الحبيب كيف بانت عورات وسوءات كل حكامنا وزعمائنا بدون استثناء . ولعل جل علماء الاسلام يقولون الآن بأن الجهاد قد صار فرض عين على المسلمين ولكنا نرى بأن الحكومات العربية تقمع المظاهرات ولا تحدث نفسها في جهاد أو حتى الإعداد له .....
فيا عارنا وخجلنا بعد خمسين عاما من اغتصاب فلسطين حين نكتشف الآن بأننا كدول عربية بهذا الحجم البشري وبهذه المقدرات وبهذه المساحات الشاسعة من الاراضي أننا غير قادرين على الوقوف أمام أعدائنا . ولا حتى رفع الحصار عن مخيم أو منع المجزرة وهدم البوت على من بها .
وهل لاحظت اخي مواقف زعمائنا الذين يقفون أمام بوش وهو يصف جهاد أهل فلسطين بأنه ارهابا ونرى زعمائنا يرددون كالببغاوات ما يقوله بوش وأنهم يدينون الإرهاب .
فإن قال المشايخ بأنه جهاد فما معنى قول زعمائنا بأنه إرهاب؟هل يجوز لحكامنا العرب أن يتصرفوا بنفس منطق من يقبع تحت الاحتلال الاسرائيلي ؟ هل يتساوى موقف جندي عربي في ثكنة على حدودنا مع ما يسمى اسرائيل مع من لا حول له ولا قوة داخل الارض المحتلة ؟ .

وهل نظرت لمؤتمر القمة العربي الاخير وعرضهم السلام كخيار استراتيجي في حين ان كل الشعوب العربية لم يكن عندها أي بديل في حالة رفض اسرائيل وقد رفضت قولا وفعلا .؟

الآن لم يعد للوم من مكان ولا مجال فصدقني بأن كل بلداننا العربية وشعوبها ستكون تحت الاحتلال الاسرائيلي والامريكي خلال السنوات القليلة القادمة وحينها سنعض اصابع الندم لنقول ليتنا فعلنا كذا وكذا .. , وستبدأ الحلقة الاولى من هذا المسلسل الجديد مباشرة عند البدء في ضرب العراق بعد عدة شهور من الآن .

لقد قرات قصيدة العشماوي مرات عدة وأما بالنسبة لموقفي من عرفات أو السلطة فهو واضح ولا لُبس فيه وقلت رأئيي سابقا ولازلت عند رأئيي بهم . وأما أنا كشاعر فلا استثني حاكما واحدا في قصائدي وأسمي الاشياء بمسمياتها . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه واتمنى ألا نختزل مشكلة فلسطين في شخص واحد كعرفات أو كسلطة او غيره . وألا ينظر أخواننا العرب بأن أقصى ما عليهم هو يكمن في تقديم الاموال والمعونات حيث شاهد الجميع بأن أهل جنين بالرغم مما حل بهم من فاقة وحاجة ونكبة أنهم ردوا المعونات الامريكية فلا يتوقع أخواننا العرب بأننا سنكون ممتين لهم عندما يقدمون لموتانا الأكفان أو أنهم أبرأوا ذمتهم تجاه الاقصى والارض المباركة ..والسؤال بل الاسئلة هي :

هل من المنطق أن تترك الدول العربية والإسلامية فلسطين والفلسطينيين لكي يواجهوا مصيرهم لوحدهم بحجة ان فلانا خان وفلانا باع -؟ هل يغفر لحكوماتنا العربية أن تقول بأن أبا عمار تنازل او تعامل او تخاذل ؟ الا ينظر حكام الدول العربية للطفل الفلسطيني والمرأة والمقدسات ؟ هل فرَّ الشعب الفلسطيني من ساحة القتال ؟ ألم يقدموا أرواحهم ودمائهم ؟ ألم يضربوا مثلا غير مسبوق في الصمود والتحدي والعطاء اليوم ومنذ خمسين عاما ؟ وأخيرا
هل يؤخذ الشعب الفلسطيني وأرضه المباركة بِجُرَّة فعل شخص ما ؟

مهما تكن الاجوبة - وهي مؤلمة بلا شك - فكما قلت لم يبق هناك من وقت لمراجعة دفاتر الأمس وللأسف فإن الآتي هو الأسوأ فاليوم هو مجرد حلقة أولى من مسلسل سيشاهده ويعيشه كل عربي سواء من عبد الله منهم وعمل لملاقاته أو من عبد غيره وكرس نفسه لموالاته . والعياذ بالله .

مع تحيات
اخوكم : جمال حمدان