[سؤال دائم]

قال سري السقطي رحمه الله لأصحابه: "ما زلت أستغفر الله منذ أربعين سنة على قولي الحمد لله"
.قالوا: "وكيف ذلك؟"
قال:"احترق السوق ثم جاء من قال لي:قد سلم دكانك من النار فقلت: الحمد لله،فما زلت أستغفر عنها الله منذ أربعين عاماً إذ أردت لنفسي الخير من دون المسلمين!"

وقصدت بالتذكير بهذا الفيض من المعرفة الذي جاء به هذا العارف: لننتبه إلى أقوالنا..ما موضعها؟ فلعل قولاً صحيح الظاهر له في موضعه مكان خاطئ أو فاجر!

ثم يا ابن الوردي هداني وهداك الله: اعلم أن الأحاديث التي وردت في ذم المواضع وأهلها أو الفرق باسمها أو القبائل أو القوميات كثير منها موضوع وضعته الأهواء البشرية والصراعات التي أرادوا منها استثمار جلال مقام النبي عليه الصلاة والسلام.
فإن صح شيء منها وجب تأويله بما لا يتعارض مع الحقائق الكلية للشرع.
ومن هذه الحقائق يا سيدي الكريم قوله تعالى"ولا تزر وازرة وزر أخرى"
وقوله"ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره"
لا يحدد الله لنا أن فلاناً نجى لانتمائه إلى البلد الفلاني ولا أن فلاناً هلك لانتمائه إلى العشيرة الفلانية.
ولا يجوز استعمال مثل هذه الأحاديث في صراعاتنا الآنية بل نكل تفسيرها إن صحت إلى الله ونجعلها من الغيب.
وكل من تريد أن تحكم عليه يا أخي فاحكم على فعله هو بالذات وكفرد.