عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 01-11-2001, 03:42 AM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزا الله اليمامة وكل من شارك في هذا الموضوع خيرا ، والموضوع جدير فعلا بأن يتم اختياره كموضوع الاسبوع. وهو على صلة وثيقة بموضوع ( دلالات الألفاظ ) للأخ سلاف، لأن فهم دلالات الألفاظ جزء لا يتجزء من فهم الاعلام .

ومع أن الموضوع مهم بحد ذاته إلا أن اهمية طرحه والمناقشات التي دارت حوله تكمن في أنه أبرز بعض النقاط الهامة لا سيما في ظل هذه الهجمة الشرسة من قبل الغرب على الاسلام والمسلمين، وألخص هذه النقاط كما يلي :

1- الاعلام ضرورة حيوية. لا سيما للأمم العظمى.

2- الأمة الاسلامية تفتقر إلى الاعلام الذي يعبر التعبير الصحيح والصادق عنها وعن رسالتها المأمورة بحملها إلى العالم أجمع .

3- أن الاعلام لم ينفصل عن الدعوة الاسلامية منذ بدء البعثة وحتى تخلى المسلمون عن دورهم الريادي في قيادة العالم وتوجيهه. ونصوص الكتاب والسنة ، وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم في حمل الدعوة سواء قبل قيام الدولة الاسلامية أو بعدها كلها تنطق بأن الدعوة إلى الاسلام كانت تسير جنبا إلى جنب مع الاعلام .

4- الاعلام الاسلامي حتى يكون مكتمل عناصر التأثير محليا وعالميا لا بد من أن تتوفر له عدة أمور كوجود الدولة الاسلامية، وضرورة قيام المسلمين أفرادا وجماعات بدورهم في مجال الاعلام بحسب الامكانيات المتوفرة، وكذلك الوعي على حقيقة الاعلام سواء من حيث واقعه أو من حيث وسائله وأساليبه. وكما يجب إدراك الأسس التي يقوم عليها الاعلام من وجهة نظر الاسلام يجب إدراك الأسس التي يقوم عيها الاعلام الموجه ضدنا، وبما أن التضليل والمغالطات جزء من تركيبة الاعلام الغربي، فلا بد من أن ندرك الوسائل والأساليب التي يستعملها الغرب في التضليل سواء في تشويه صورتنا أو في تزيين وجهه القبيح.

وجميع هذه النقاط لا شك في صحتها.


ومن جهتي أشارك في هذا الموضوع من خلال وضع الملاحظات التالية :

1- بما أن الموضوع عن الاعلام، فإن الدقة في التعبير مطلوبة. التعبير عن الدول القائمة في العالم الاسلامي ب ( الدول الاسلامية ) خطأ، وربما الخطأ مرده إلى الخلط بين مصطلحي البلد والدولة، تعبير ( البلاد الاسلامية ) تعبير صحيح ، واما تعبير ( الدول الاسلامية ) فغير صحيح ، لأن البلد يعتبر بلدا إسلاميا إذا حكم " بضم الحاء وكسر الكاف " بالاسلام أو كان جل أهله من المسلمين ، واما الدولة فلا تكون إسلامية إلا إذا توفرت فيها جميع قواعد الحكم في الاسلام، ومنذ أن أسقطت الدولة الاسلامية سنة 1924م لا يوجد للمسلمين دولة تتوفر فيها جميع قواعد الحكم في الاسلام.

2- لم تضع صاحبة الموضوع ، ولا أي من المشاركين تعريفا محددا للاعلام، ولم يتم التطرق إلى مصطلح الدعاية، فلم نتبين إن كان المصطلحان يعبران عن نفس المدلول أو ان لكل منهما مدلول يختلف عن الآخر . كما لم يتم التفريق بين الدعوة والاعلام أو بين الدعوة والدعاية، فهل يوجد فرق أم لا يوجد . وأيضا يوجد مصطلح آخر هو ( الاعلان ) فهل هو نفس مدلول الاعلام ؟

3- تقول صاحبة الموضوع : ( الاسلام له منهج اعلامي ثابت فالاسس الاعلاميه تعتمد على مخاطبة الفطره الانسانيه التي فطر الله الناس عليها على نحو غير مسبوق وهو الامر الذي تسعى اليه جاهده نظريات الاعلام في العصر الحديث بهدف دراسة وتحليل محددات السلوك 000 كماانه يخاطب العقل وهو الاساس في رسالة الاعلام ). وهذا فهم صحيح ، ولكنه يفتح الباب أمام مناقشة ثلاثة مسائل في غاية الأهمية وهي : كيفية مخاطبة الاسلام للفطرة الانسانية ، كيفية مخاطبته للعقل، كيف راعى الاسلام العلاقة الطبيعية بين الفطرة والعقل حين يخاطب الفطرة وحين يخاطب العقل . وهذا بالطبع يحتم تحديد مفهوم العقل، ومفهوم الفطرة ، وكذلك طبيعة العلاقة الموجودة طبيعيا بين الفطرة والعقل.

4- أرى أنه من الخطأ حصر مجال الاعلام الاسلامي بغير المسلمين، فالمسلمون أحوج ما يكونون لأن يكونوا هم أنفسهم هدف الرسالة الاعلامية الاسلامية ، بل يجب أن يعطوا الآن الأولوية على مخاطبة الغرب إعلاميا ، لأنه بقدر ما يفهم المسلمون دينهم فهما صحيحا بقدر ما كانوا أقدر على إعطاء غيرهم الصورة الصحيحة عنهم وعن الاسلام، لأنهم إذا فهموا الاسلام فهما صحيحا تمكنوا من أن يجسدوه واقعا ملموسا في بلادهم، ومن أن يمثلوه تمثيلا صحيحا في علاقاتهم مع غيرهم، وبذلك تنتقل المهمة الاعلامية من مهمة أفراد أو جماعات فقط إلى مهمة دولة تسير بطاقة أمة بأكملها.
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله