عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 20-12-2004, 04:45 PM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي

من خلاصة رسالة الشيخ اسامة الى الملك فهد


رسالة إلى ملك نجد والحجاز


* الخلاصــة والاستنتاجات:
لقد ثبت لنا مما سبق أيها الملك، أن نظامكم قد ارتكب من نواقض الإسلام ما يبطل ولايته عند الله، ويثبت عليه من الفشل الذريع والفساد الشنيع ما يوجب عزله عند الناس، فهو بتشريعه للقوانين الوضعية الكفرية وإلزامه الناس بالتحاكم إليها، وبموالاته ومناصرته للكفار ضد المسلمين قد ارتكب من نواقض الإسلام ما يوجب عزله والقيام عليه !!

وبفساده الذريع وفشله الشنيع في مجالات الدفاع والاقتصاد وغيرها، أثبت عملياً عدم أهليته لأن يتولى تسيير أمور البلاد حتى ولو لم يكن على ما هو عليه من انتقاض الإسلام والردة عن الدين.

لقد جمعت أيها الملك على الناس أعظم ما يستعاذُ منه - من الشر - وهو الكفر والفقر.

ومن جملة ما سبق يتضح: أنّ خلاف الأمة التي يتقدمها العلماء والدعاة المخلصون والتجار وشيوخ القبائل مع نظام حكمكم ليس خلافاً عارضاً ولا نزاعاً عابراً، بل هو صراع متأصل بين منهجين ونزاعٌ عميق بين عقيدتين، صراع بين المنهج الرباني المتكامل الذي أسلم الأمر لله في جميع شأن منهجه (قل إنّ صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) منهج لا إله إلا الله محمد رسول الله بكل دلالاتها ومقتضياتها، وبين المنهج العلماني الصارخ، منهج (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) منهج (الذين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون).


وبناءً على ما تقدم، فإنّ ما تقوم به الأمة وفي صدارتها العلماء والمصلحون والتجار وشيوخ القبائل ضد نظام حكمكم لن يدخل قطعاً في باب الخروج المحظور على الحكّام، لأن نظام حكمكم فاقد للمشروعية كما بينا والمعدوم شرعاً كالمعدوم حساً، كما قرر أهل العلم، والحاكم إذا ارتد وجب الخروج عليه بإجماع الأمّة !!
لكنّ هذا أيضاً لا يعني أن كل تصرف من هذا القبيل يكون صواباً بالضرورة، فلكل مرحلة من مراحل التغيير مقومات عملها ووسائله وأهدافه.


وتحديد ذلك لا يمكن باجتهاد شخصي متعجل، أو قرار فردي مُستفَز، بل يتم من قِبل قيادات الأمة من العلماء الصادقين والدعاة المصلحين الذين أثبتت المحن والابتلاءات جدارتهم وأهليتهم للتصدر لمثل هذه الأمور العظام .


ولا شك أنه في مقـدمات واجبات المرحلة الحالية الصدع بالحق والجهر به وبيان معاني ومقتضيات لا إله إلا الله وما يترتب على الخروج عنها حتى تكون الأمة على بصيرة من دينها ووعي من أمرها.



وبعيداً عن هذا وذاك، فإننا نرى أيها الملك أن من مصلحتك الشخصية ومن مصلحة عائلتك ومن حولك، وقد تقدمت بك السن ودب إليك المرض وحاصرتك الأزمات الداخلية والخارجية، أن تجنب الأمة والبلاد والعباد، مزيداً من العناء والشقاء والأزمات والاضطرابات.وأن تقدم استقالتك فتريح وتستريح وتترك الأمة تمارس حقها بواسطة أهل الحل والعقد في اختيار من ينقذها من هذه الهاوية التي قدتها إليها، بعد أن انقطع الأمل في أن تصلح من حالك بعد أن تقدمت بك السن وشخت، فـقـديماً قال الشاعر:


فإنّ سِفَاهَ الشيخِ لا حِلمَ بعده وإنّ الفتى بعد السفاهة يحلمُ



ولعلك تـتـذكر في هذا المقام أن الملك سعود عُزل في ما هو دون ما أنت علي من الفساد بعشرات المرات، وقد كنتَ وقتها في صدارة من سعوا في عزله، وحسناً فعلتَ يومها، وليتك تفعل اليوم، ولا تقتصر في ذلك على مجرد الاستقالة الشخصية، فلا بد من إقالة كل من كان له دور من وزرائك وحاشيتك فيما آلت إليه الحال، فكما تحمّلت سيئة تسليطهم على رقاب العباد ومصالح البلاد، فحاول أن تكون لك مزيّة تخليصها من شرّك وشرهم، وخاصةً وزير دفاعك الفاشل الذي لم يتولّ أمراً وأتى منه بخير، سواءً كان أمراً سياسياً أو إدارياً، فقد فجر ملف الحدود مع قطر، وكاد أن يشعلها حرباً ضروساً مع اليمن، هذا زيادة على فشله في إدارة وزارة الدفاع والطيران والخطوط الجوية التي أفلست على يديه .


وغير مجدية في هذا المقام التعديلات الوزارية الترقيعية التي تأتي في النهاية بوزراء مربوطين بفلك الفساد الكامن في أساس ورأس النظام الحاكم ويدورون حوله لا يملكون من الأمر شيئاً، إذ على افتراض حسن نيتهم وسعيهم في الإصلاح، فإن هامش صلاحياتهم المحدود وسلطتك المطلقة فوقهم لا تتيح لهم فرصة أي إصلاح، فلا يستقيم الظل والعود أعوج.


وهذه المطالب بالاستقالة والإقالة ليست مطالب تعجيزية، فهي نفس ما دعوت إليه وقمت به وإخوانك بشأن الملك المخلوع سعود في السابق.


وقبل أن نضع القلم نطلبُ منك أن تفكر ملياّ وتراجع نفسك كثيراً أمام هذه الحقائق قبل أن تأخذك العزة بالرفض وتتخذ قرارك بمعاقبة كل من سعى في إيصال هذه الرسالة إليك، وعكر مزاجك بها، كما فعلت مع كثير من عرائض ومذكرات النصح التي رُفعت إليك، والتي كان من أشهرها مذكرة النصيحة التي جاءتك حافلة بأهم المطالب الإصلاحية مبينة الداء واصفة الدواء بدقة العالم وحرارة الداعية وإشفاق الناصح في أدب جم ووقار عظيم، ولم يكن منك إلاّ أن تجاهلت النصح وتغافلت عن الناصحين بل وقررت عقاب صفوة الأمة من العلماء والدعاة والمصلحين الذين رفعوها إليك، وأجلبت عليهم بخيلك ورجلك من سدنة نظام حكمك وزبانيته وهيئاته السلطانية وحاشيته من المخدوعين والمتمالئين، فاستصدرت الفتاوى التي ترمي بكل إفكٍ وتقذف بكل بهتان تلك النخبة من أبناء الأمة والصفوة من علمائها التي لا زالت مرابطة بكل صبر وثبات في زنازين سجونك ووراء قضبانها الحديدية، نسأل الله أن يفك أسرهم ويسهل أمرهم ويثبتنا وإياهم على طريق دعوته وسبيل التمكين لدينه (حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) ونسأله أن يعـيـنـنـا على الوفاء بما عاهدناه عليه من الثأر لدينه , والانتقام لأوليائه عامةً وللذين يتعرضون لأنواع التعذيب والبطش على أيدي جلادي سجونكم خاصة .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


أسامـة بـن محـمــد بن عـوض بـن لادن


التاريخ: 5 / 3 / 1416 هـ الموافق: 3 / 8 /1995م).
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ