فلكم صغت من قصيدى أشعارا ................لقومى نثرتها كالورود
فذوت فى مكانها ثم داسوها..................بجهل وغلظة وبرود
واٍذا ما صرخت فيهم بقولى ...............عاد للسمع كالصدى المردود
وأشاحوا عنى وضاقوا بأفكارى..............حتى لقد مللت قصيدى
بل سآوى اٍلى السكوت لأن لا...............قول يجدى فى الصخرة الجلمود
ثم أمضى عنهم بفكرى وأشعارى...........وأحيا كصالح فى ثمود
وأرى شعبى الحبيب فأرميه...............بصمتى وهدأتى وجمودى
أنت يا شعب ذو وقار وفكر.............وتراث عبر الزمان عهيد
كيف ترضى الحياة فى جانب الظل........وتنأى عن الصباح الجديد
أنت غر وعمرك اليوم آلاف.......... وتحبو فى الكون حبو الوليد
أنت رمز من التخلف والعجز...........وحشد من الخوا والركود
أنت ذو قوة ولكنك اليوم................حبيس مكبل بالحديد
أنت ذو قوة يعد لها الكون ...........حسابا منذ الزمان البعيد
أنت يا شعب فكرة تجهل الشر...........وتحيا فى جنة من ورود
وترى الكون والحياة مروجا............عشت فيها كالطائر الغريد
وتظن الورى الحمائم لكن...........هم صقور تنال من كل جيد
وذئاب طباعها اللؤم والغدر.........تخفت تحت الدهاء الشديد
وعيون ترنو اٍليك بأطماع...........وترقبك فى سهود عتيد
أنت ذخر الأنام والأمل الآتى ........لهذا الورى وهذا الوجود
خذ بأيديهم اٍلى عالم النور...........وزدهم من سحر دين فريد
وأريهم حضارة ما رأوها...........فى خيال من الأمانى مشيد
بنيت تحت راية الحق والعدل.......وقامت بالفكر لا بالحديد
ترحم البائس الفقير من الذل.......وتحنو على الضعيف الشريد
وترى الناس فى الحقوق سواءا.......وتريهم أنوار عصر جديد
ما به عنصرية الشرق والغرب .......وبغضاء عالم محدود
زعموا أنها الحضارة لكن............زيغ فيها ما بين بيض وسود
أو قد خير الأنام جميعا...............ثم صاروا فى الخلق بيض الجلود
اٍنما الله يخلق الناس ألوانا............تجلت اٍرادة المعبود
ما رقى الأجناس اٍلا هراءات.........تفشت مثل الوباء الشديد
كل جنس يرى السمو ويأبى.........غير أهليه سادة للوجود
وادعوها حضارة قد أقيمت ........بذكاء وحنكة وجهود
شيدوها بالعلم والجهد والمال..........فقامت مادية التشييد
فتراها غليظة القلب والحس.........تناهت فى قسوة وجمود
أين منها كرامة النفس.............والاٍنسان فيها يعيش كالعربيد
شهوات مبذولة وهوى يعبد.........والنفس فى ظلام عتيد
كل صدر يحوى حشاشة نفس........وهى تحيا فى غربة وبرود
كيف تسمو حضارة صنع انسان ......ضئيل من خلق هذا الوجود
تركت خلفها رسالة عيسى............وادعت أنها عرى التجديد
أنكرت ربها وهامت باٍلحاد...........فمالت عن منهج التوحيد
سوف تهوى فكم هوت قبلها من.........أمة كان عرشها فى سعود
هكذا الدهر والممالك يبنيها...........ويبلى وما لها من خلود
__________________
لو كانت الأيــامُ فى قبضتــى ** أّذريتُها للريح مثل الرمــــال
وقلتُ يا ريحُ بها فاذهبـى** وبدديها فى سحيـق الجبــال
بل فى فجاج الموت فى عالمٍ ** لا يرقصُ النـور به والظــلال
|