عرض مشاركة مفردة
  #46  
قديم 09-08-2006, 08:03 PM
melad melad غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 2
إفتراضي

لا يدري المرء من أين يبدأ ،هل من صناعة التاريخ على أرض الواقع اليوم ، أم من تلك الايام المجيدة التي سطرها اللبنانيون على صفحات التاريخ القريب بتحرير الجنوب اللبناني.
أتذكر جيدا تلك الكلمة التي ألقاها نصر الله فور إنسحاب الصهاينة المحتلين من جنوب لبنان ، وأتذكر جيدا أنني شعرت بشيء لم أشعر به من قبل ، شي جعلني أقف على قدمي إحتراما وإجلالا لهذا الشخص الجديربالإحترام ، شي يذكرني بتلك الشخصيات التي قد تكون وجدت يوما ما ، قرأنا عنها في الصغر وتخيلناها وسمينا أنفسنا وأولادنا بها. رجال يضعون أرواحهم بين أيديهم يقدمونها من أجل أوطانهم ، كرامتهم وكرامة نسائهم وأطفالهم ، يجعلون قرارهم بأيديهم وليس بأيدي أعدائهم.
لقد طال أمد الذل علينا وأصبحنا نستحي من كوننا عربا أو مسلمين بفضل حكامنا: الكذابين على شعوبهم ، الصادقين مع أمريكا. الاعزاء على شعوبهم ، الاذلاء لأمريكا. السافحين لدماء أبناء وطنهم ، الحاقنين لدماء أعدائهم. الشجعان على شعوبهم ، الجبناء المذعورين من أمريكا. المفرطين في علاقاتهم مع شعوبهم ، الحريصين على علاقاتهم مع أمريكا. البخلاء المقتّرين على شعوبهم ، الكرماء الاسخياء مع الامريكان.
لقد علمتنا يانصر الله درسا عظيما حق لك أن تشكر عليه وتمدح به على رؤوس الأشهاد ، لقد علمت زعيم الامة ، أمير المؤمنين ، جلالة الملك ، أمير البلاد المفدي ، فخامة الرئيس ، خانب الحرمين ، الرئيس المؤمن ، قائد النصر والتحدي أو قائد القيادة الإسلامية العالمية وصانع...... ، لقد علمت كل هؤلاء درسا لن ينسوه ، ولقد علمتنا أن كل هؤلاء هم مجرد أقزام جبناء أغبياء بل حمقى. هم ليسوا إلا عبدة لأمريكا لا يتكبرون عن عبادتها ويسبحونها ولها يسجدون.
أما تلك الفتاوي التي أثارت الاشمئزاز حتى من الأعداء أنفسهم ، فقد فضحت الفكر المتخلف الذي تعانيه أمتنا والذي أدى بها الى مهاوي الجمود والانحطاط والتخلف والجهل. الطائرات الاسرائيلية الامريكية تنقض على رؤوس الأطفال والنساء والأبرياء وخانب الحرمين الشريفين يلوي عنقه ويجتهد ويبحث فيمن هو على حق علي بن أبي طالب أم معاوية بن أبي سفيان ، وأنه بدون ذلك فلا يمكن للمسلم السني أن ينصر المسلم الشيعي ولا يدعو له.
اللعنة على عقل مثل هذا ، والخزي والعار والذل والهوان لقوم يتخاذلون بسبب أحداث مضى عليها الاف السنين.
لقد بنى شيخنا العلامة فتواه على أن الشيعة يتكلمون عن فلان رضي الله عنه وفلانة رضي الله عنها اللذين توفيا منذ ألف وأربعمائة سنة وبناء عليه يجب على طويل العمر وأزلامه أن يتحالفوا مع أولمرت وبوش لسحق هؤلاء المتمردين الذين يسمون أنفسهم حزب الله.
في أوائل الثمانينيات حينما كان اليهود يغتصبون الحرائر في فلسطين ، وشارون يمتطي دبابته يجوس بها خلال الديارفي بيروت ، والرئيس المؤمن يصلي بكل خشوع وتبتل في القدس ، كان هؤلاء الفتية من أبناء ما يسمى بطائفة الشيعة يؤسسون حزبهم ويجمعون التبرعات من هنا وهناك إستعدادا لقتال الشيطان.
يومئذ تفتق ذهن شيخ الاسلام العلامة عن فتوى تحض على الدفاع عن أفغانستان ، و بناء على هذه الفتاوى هرع جمع من السذج والمغفلين بتشجيع من أمراء وسلاطين الجزيرة عباد أمريكا ، هرعوا نحو السفر إالى مجاهل أفغانستان لقتال السوفييت وخاضوا حربا مريرة نيابة عن أمريكا أنتصروا فيها وحققوا ما أرادته أمريكا. وحينما إنقشع غبار المعركة وجدوا أنفسهم يقاتلون بعضهم بعضا. وحينما إنقشع أيضا غبار معركتهم ضد بعضهم البعض وجدوا أنفسهم قد هزموا السوفييت في الجبال البعيدة وتركوا نسائهم وفتياتهم متاعا لإسرائيل في عقر ديارهم ومقدساتهم ، في مرمى حجر من كعبتهم المقدسة ، بل في وسط باحة مسجدهم الأقصى أولى قبلتيهم وثاني حرميهم ، فما كان أولى بهم ، قتال في أفغانستان أم قتال في فلسطين. ولذلك قررزعيم هؤلاء السذج المغفلين أن يضرب من خدعه وإستغله ، وإرتكب حماقته التي سماها بغزوة نيويورك ليكون سببا مباشرا في أن يجد هؤلاء المساكين أنفسهم في معتقل غوانتاناموا يفعل بهم حليفهم في الأمس الأفاعيل. إنه نفس الشيخ العلامة الذي أفتي بالأمس في مصلحة أمريكا وإسرائيل هاهو اليوم يفتي في مصلحة أمريكا وإسرائيل ، هاهو يلوي عنقه وعنق الايات والأحاديث لينصربها ربّه الحقيقي أمريكا وأسرائيل.
أنه نفس الشيخ العلامة الذي جعل من قتال هؤلاء السذج في أفغانستان جهادا ، هو نفسه يجعل منهم اليوم ضالين ومنحرفين . إنهم نفس السذج والمغفلين ، مجاهدين بالأمس حينما كانوا يقاتلون في صف أمريكا ، وضالين منحرفين اليوم حينما عرفوا عدوهم الحقيقي وقاتلو ضده.
هذا هو فكر الشيخ العلامة.
نعلم تماما أن الحكمة والتبصر ضروريتان. نعم . وهما الوسيلة التي تضمن تحقيق نتائج القرارات الهامة والخطيرة. وهذا ماكان ينبغي النظر إاليه حين إتخاذ القرار بضرب أهداف مدنية في نيويورك وواشنطن، ذلك لأن الاخلاق والمبادئ العامة وحتى ديننا يمنعنا من ضرب أهداف مدنية، حتى لو كانت هذه الاهداف المدنية تدعم الجيوش بالاموال والامكانيات. قالها الرسول عليه السلام قبل خوضه غزواته (لا تقتلوا شيخا أو إمرأة أو رجلا يتعهد غرسه أو رجل يتعبد في صومعته، لا تقطعوا شجرة أو تهدموا بنيانا.)
ومع ذلك فعل الشيخ فعلته التي جعلت المسلمين منبوذين متهمين في جميع إنحاء العالم ، وجعلت الحكام العرب الجبناء يستأسدون على شعوبهم ويتهمون كل مخالف لهم بتهمة الارهاب وأستطاعوا بذلك تصفية خصومهم ومعارضيهم دون أي خوف من أية جهة.
هكذا هي أفعال الشيخ ومريديه.
أما بالنسبة لهؤلاء الذين يمرغون أنف إسرائيل في الوحل فليس لنا إلا الدعاء لهم بالنصر. اللهم أيدهم بنصر من عندك رغم أنف الشيخ العلامة ، اللهم ألق الرعب في قلوب أعدائهم وأعدائك رغم أنف الشيخ العلامة ، اللهم ثبت أقدامهم وقوي قلوبهم رغم أنف الشيخ العلامة ، اللهم تقبل قتلاهم شهداءا عندك رغم أنف الشيخ العلامة.
ووالله إنك يانصرالله لرجل في زمن عز فيه الرجال وإنك لتستحق الاحترام حتى لو كنت أعجميا تعبد البقر فمابالك وانت العربي المسلم. إنك والله لتذكرنا بعمر المختاروصلاح الدين وغيرهم من الأبطال المدافعين عن أوطانهم.
أن الحكمة والتبصرضروريتان نعم ولكنهما يجب أن تكونا مصحوبتان بأخلاق الرجال بما تعنيه كلمة رجل من معنى وهذا بالضبط ما إجتمع في شخص يسمى حسن نصر الله. فهل عقمت النساء أن يلدن مثله.