عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-09-2000, 08:08 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post هل تغير الحال؟؟؟

الشاعر القروي رشيد سليم الخوري من الشعراء المشهورين المخلصين لأمتهم المفتخرين بكتابها الكريم، وله نثر يمس القلوب يصف حال الأمة في عهد الاحتلال المباشر (لنتأمل هل تغير الحال؟؟؟) ، أورده فيما فيما يلي، ثم أنظمه شعرا.
من كتاب الشاعر القروي تأليف حيدر توفيق بيضون نقلا عن ديوانه (ص232):
"لقد بلغنا من إنكار النفس والتطوّع بخدمة الغرباء مبلغا جاوز بنا فضيلة الكرم إلى سباخ التمرّغ والذّلّ والدّناءة . إننا أسلس المطايا قيادا والينها شكيمةً وأحناها ظهرا وأنعمها مركبا. بل نحن صيد شهي سائغ ليس أقرب منه منالا، ولا أسهل منه مأخذا، فبدلا من أن يتكلّف القنّاصون مشقة نصب الفخاخ لنا أو مطاردتنا ووهقنا، باتوا وجهادهم محصور في كيف يتقون تهافتنا عليهن ، ووقوعنا على اقدامهم ، كما يدفع الرجل كلبه عنه، حذرا منه على لباسه لفرط ما يرى من تحببه إليه، وتوثّبه عليه."

لله ما ضرب الرشيد مثالا
...........عن حال أمته فأبدع قالا

إنا تجاوزنا المكارم للخنا
...........متمرّغينَ بعشقنا الأوحالا

أوما ترى فينا الدناءةَ نشوةً
............بالممتطين ظهورَنا إذلالا

إنا لأنعمُ من حصانٍ مركباً
..........فسروجنا قد كلّفتنا المالا

قد صارَ أسلسَ من حمارٍ سيرُنا
.......ما إنْ عُرفنا بالـ(حِران) خلالا

أمّا الشكيمة ما عرفنا كُنْهها
............إذ لا لجامَ لنا ولا أغلالا

صيدٌ شهِيٌّ نحنُ يُعْيي صائداً
.............إقبالُنا متهافتين ضلالا

إن يدفع الصيّادُ كلباً إننا
..............فوق الكلابِ محبّةً ودلالا

وتوثّباً فاللعقُ أضحى طبعنا
..........أنفاً وإن لم نستطع فنعالا
---------------------------------------
هل ظلّ قردٌ ليس ينزو فوقنا
............أو ظلّ كلبٌ فوقنا ما بالا

أبناءُ خنـزيرٍ غدوا أعمامنا
...........وعلوجُ رومٍ قد غدوا أخوالا

من قد تولّاهم بنصٍّ قد غدا
............منهم فإنّ المرءَ ممن والى

ثوارنا صاروا جواسيسا لهم
.............ومثقّقونا – ويْلهم- ضُلّالا

هذا يساريٌّ يوالي أمْرِكا
..............وغُثاءُ قوميين أتعسُ حالا

أوطان من تخذ المواطن مرجعا
............عادت كما بدرٌ يعود هلالا

الشبر مقياسٌ لما يُعطى لهم
..........والميلُ للتفريطِ صار مكالا

كوهينُ قائدُهم إلى إفكٍ له
............سفك الدّماء ورتّل الأرْتالا

دفعته أصنام الضلال لموقعٍ
............برميلِ زبلٍ صال فيه وجالا

والويلُ كلّ الويلِ من قومٍ لهم
...........قصرٌ لما أوحى الإله تعالى

أفلا ترى التطبيع صار جريمةً
...........والصلحَ مغفوراً وليس يُنالا

أفٍّ لمن تَخِذَ الكتاب تجارةً
............يُفتي به إثماً بدا وضلالا

القدسُ ليست فوق عكا منْزِلاً
...........يا رافعين بعودكم أذيالا

وترى ملايين العبيد رؤوسَها
...........قد أُلبِست عقُلاً تقول رجالا

لو أنّ مقياس الأمورِ المحتَوى
..........دُعِيَ العقالُ به إذن سروالا

في كلّ ركنٍ من بلادي دولةٌ
..........وحدودها تُعلى أذىً ووبالا

لا بدّ من تأشيرةٍ لعبورها
...........ولجيشِ أمريكا تُداسُ حلالا

الله وحّدنا برايةِ أحمدٍ
...........لكنَّ سيْكيساً وبيكو قالا:

"أصنامكم هذي نعيد إليكمُ
.........لعروشها تُضحي الحدود مجالا"

يا أمّةً أخْنت لواقعها الذي
..........يفري القلوبَ ويقْطع الأوصالا

من كان ينتظر الخلاصَ بقمّةٍ
............إني لمنتظرٌ هنا الزلْزالا

في محكم التنْزيلِ ذكرُكِ أُمّتي
..............من دونه لا تصلحين نعالا

من قال في غير الخلافة منقذٌ
.........للدينِ والدّنيا أقول : "مُحالا"

الرد مع إقتباس