عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 15-10-2006, 06:00 PM
الشــــامخه الشــــامخه غير متصل
* * *
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 2,423
إفتراضي



7/قضاء وقدر

(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن برءها)
فليعلم من جهل وليدري من غفل جف القلم،رفع الصحف،قضي الأمر،كتبت المقادير
(لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا) الله بتوكلنا حسبنا الله ونعم الوكيل(وأفوض أمري إلى الله)

دعها سماويه تجري على قدر *** لا تفسدنها برئ بنك منكوس


سهرت أعين ونامت عيون *** في شؤون تكون أولا تكون
أن ربا كفاك ما كان بالأمس *** سيكفيك في الغد ما يكون

واسمع العام ذي الفطرة الصحيحة يقول:

لا تشتكي يا وحد بات مهموم *** ترى الفرج عندك تراب الحزام
وأن كان عينك خالفت لذة النوم *** أنت تنام وخالقك ما ينام


(ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطئك لم يكن ليصيبك)
إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت البلية عطية
والمحنه منحه وكل الوقائع جوائز وأوسمة ومن يرد الله به خيراً يصب منه
فلا يصبك قلق من مرض أو موت أبن أو خسارة مالية أو احتراق بيت فإن الباري
قد قدر والقضاء قد حل والاختبار هكذا والخيرة لله والأجر حصل والذنب غفر.

هنيئا لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الأخذ المعطي القابض الباسط
(لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) ولن تهدأ أعصابك ولن تسكن بلابل نفسك ولن تذهب
وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر،جف القلم بما أنت لاق فلا تذهب نفسك حسرات،
لا تظن أن بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار وحبس الماء أن ينسكب ومنع الريح أن تهب
وحفظ الزجاج أن ينكسر هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك سوف يقع المقدور
وينفذ القضاء ويحل المكتوب فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

أستسلم للقدر قبل أن تتطوق بجيش السخط والتذمر والعويل أعترف بالقضاء قبل أن يدهمك
سيل الندم أذن فليهدأ بالك وإذا فعلت الأسباب وبذلت الحيل ثم وقع ما كنت تحذر فهذا ما كان
ينبغي أن يقع ولا تقل لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل.


واسمع إلى الجوائز وإلى الأوسمة وإلى الأعطيات للصابرين المحتسبين صح عنه عليه
الصلاة والسلام أن الله يقول (مالي عبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل
الدنيا ثم أحتسبه ألا الجنة) وقال سبحانه في الحديث القدسي الصحيح (من ابتليته بحبيبتيه
_أي عينيه_ فصبر عوضت منهما الجنة)وصح عنه عليه الصلاة والسلام عن ربه أنه قال
إذا قبضت أبن العبد المؤمن قال الله لملائكته وهو أعلم: قبضتم أبن عبدي المؤمن
الوا:نعم ,قال :قبضتم ثمرة فؤاده. قالوا: نعم ,قال : فماذا قال عبدي؟ قالوا :حمدك واسترجع.
قال: ابنوا لعبدي بيت في الجنة وأسموه بيتا الحمد).

وانظر إلى الأولياء كيف يصبرون على المقدر هذا عروة بن الزبير يسافر سفر طويل من
المدينة إلى الشام عروة الذي يختم القران كل أربعة أيام , عروة الذي كان يقوم ثلث الليل,
عروة الذي يصوم يوم ويفطر يوم ,عروة الذي قال عنه الزهري البحر الذي لا يكدره الدلاء,
سافر إلى الشام ولكنه كان سفر بعيد شاق حتى قال بعد السفر (لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا)
سافر معه ابنه محمد وذهب إلى هناك ونزل في بيت وأصابته الأكلة في رجله ورحلت في قدمه
فأرادوا بتر القدم فصبر فسرت إلى الساق فأرادوا بتر الساق فصبر فسارت إلى الفخذ فقرر
الأطباء بتر فخذه وقدموا له كأس من الخمر وهو الولي العابد الصادق الزاهد قال أأشرب خمرا
قالوا: ليذهب عقلك لألا تجد ألم قال: والله لا أشربها كيف أذهب عقل منحنية ربي كيف أرتكب
محرم ولكن إذا دخلت في صلاتي فسوف أنسى ألمي فقطعوا رجلي فكبر وأسترسل في صلاته
وسافرت روحه إلى الملكوت العليا كما قال الأول:

إذا كان حب الهائمين من الورى *** بسلمى وليلى يسلب اللب والعقل
فماذا عسى أن يصنع الهايم الذي *** سـرى قلبه شوق إلى العالم الأعلى

وبتروا رجله وأغمي عليه وستفاق ليقول أول كلمة وينبس بأول جملة فيقول اللهم لك
الحمد أن كنت أخذت فقد أعطيت وأن كنت ابتليت فقد عافيت قال له الناس أحسن الله عزائك
في رجلك وأحسن الله عزائك في أبنك محمد فإنه بينما كانت تقطع رجلك ذهب إلى إسطبل
الخيل فرفسته فرس فمات فعاد مرة ثانيه ليبعث رسالة حارة إلى الحي القيوم المتفضل سبحانه
يقول : اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضاء أعطيتني
أربعة أعضاء وأخذت عضو وأعطيتني أربعة أبناء وأخذت أبنا فأنت المتفضل صاحب الجميل.

والمرأة السوداء صح الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام أتى فإذا هي تصرع تمرض
تتكشف يعيث بها المرض يزلزلها يقلقها تضرب منه قال صلى الله عليه وسلم وهو يعرض
عليها الخيار وهي أمه سوداء لكنها مؤمنة بالله مسلمة بالقضاء والقدر أن شئتي دعوة الله
لك فشافاك وإن شئتي صبرتي واحتسبتي ولك الجنة قالت بل أصبر واحتسب ودعوا الله لي
ألا أتكشف, قال عطاء من أراد أن ينظر إلى امرأة من أهل الجنة فلينظر إلى هذه المرأة السوداء.






8/ اصنع من الليمون شرابا حلوا...


الذكي الأرب يحول الخسائر إلى أرباح والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين طرد
الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة وأقام في المدينة دولة, سجن أحمد بن حنبل فصار أمام
السنة ,حبس أبن تيمية فصار أمام الأمة, وضع السر خسي في قعر بـير معطلة فأخرج ثلثين
مجلد , أبعد أبن أثير فصنف أربعين مصنف, نفي أبن الجوزي فتعلم القراءات , أصابت الحمى
مالك أبن الريب فصار شاعر الدنيا, مات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها
الدهر وذهل منها الجمهور وصفق لها التاريخ .

أذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها إذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه
حفنة من سكر , إذا أهدى أليك أحدهم ثعبان فخذ جلده الثمين وترك باقية , إذا لدغتك عقرب
فعلم أنه مصل واقي ومناعة حصينة ضد سم الحيات.

تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهر وورد وياسمين
(وعسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم ).

سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين مجدين متفائل ومتشائم فأخرجا رئسيهما من النافذة
السجن أما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك أما المتشائم فنظر في الطين فبكاء أنظر
إلى الوجه الأخر المأساة لأن الشر المحض ليس موجود أصلا بل هناك خير ومكسب وفتح
واجر (أمن يجيب المضطر إذا دعاه) من الذي يفزع إليه المكروب ,من الذي يستغيث إليه
المنكوب ,من الذي تصمد إليه الكائنات, من الذي تسأله المخلوقات ,من الذي يلتجأ إليه العباد
من الذي تلهج الألسنة لذكره ، من الذي تألف له القلوب ، من هو الواحد الأحد ، انه الله الذي
لا اله إلا هو ، وحق علي وعليك أن ندعوه في الشدة والرخاء والسراء والضراء ونفزع إليه
في الملمات ونتوسل إليه في الكروبات وننطرح علي عتبات بابه سائلين باكين ضارعين
منيبين حينها يأتي مدده يصل إلينا عونه يسرع إلينا فرجه ، حيل علينا فتحه .







9/ امن يجيب المضطر إذا دعاه ....

فينجي الغريق ويرد الغائب ويعافي المبتلى وينصر المظلوم ويهدي الضال ويشفي المريض
ويفرج عن المكروب ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ) ولن أسرد عليك
هنا ادعيه إزالة الهم والحزن والغم ، فهي معلومة في السنة ، إذا وجدت الطريق إلى ربك
وجدت كل شيء ، وان فقدت الإيمان به فقد قدت كل شيء ، إن دعائك ربك عباده أخرى
وطاعة عظمى ثانية فوق أصول المطلوب وان عبدا يجيد فن الدعاء حري ألا يهتم و
لا يغتم ولا يحزن ولا يقلق ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ).

كل الحبال تتصرم إلا حبله ، كل الأبواب توصد إلا بابه ، كل الطرق تغلق إلا طريقه هو قريب
سميع ..مجيب يجيب المضطر إذا دعاه ، يأمرك وأنت الفقير الضعيف .. المحتاج..
وهو الغني.. القوي.. الواحد.. الماجد، بأن تدعوه ( ادعوني استجب لكم ).

إذا استعدت عليك النوازل.. إذا ألمت بك الخطوب فالهج بذكره واهتف باسمه واطلب مدده ،
وأسأله فتحه ونصره ، مرغ الجبين لتقديس اسمه ، لتحصل على تاج الحرية ، وأرغم الأنف
في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة مد يديك ارفع كفيك أطلق لسانك أكثر من طلبه بالغ
في سؤاله ألح عليه .. ألزم بابه . انتظر لطفه .. ترقب فتحه، أشدو باسمه، أحسن الظن به
/ انقطع إليه، تبتل إليه تبتيلا حتى تسعد وتفلح.


يتبع ..