عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 15-10-2006, 06:16 PM
الشــــامخه الشــــامخه غير متصل
* * *
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 2,423
إفتراضي



10/ العوض من الله ..


لا تأسف على مصيبة فإن الذي قدرها عنده جنه وثواب وعوض واجر عظيم إن أولياء الله
المصابين المبتلين ينوه بهم في الفردوس ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ).

وحق علينا أن ننظر في عوض المصيبة وفي ثوابها وفي خلها الخير
( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون ) ،
هنيئا للمصابين وبشرى للمنكوبين ، سلام على المضطهدين ، إن عمر الدينا قصير وكنزها
حقير والاخره خير وأبقى ، فمن أصيب هنا كفى هناك ، ومن تعب هنا ارتاح هناك ،
ومن افتقر هنا اغتنى هناك ، أما المتعلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها فاشدوا
ما على قلوبهم فوت حظوظهم منها وتنغيص راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها ،
فلذلك تعظم عليهم المصائب وتكبر عندهم النكبات لأنهم ينظرون تحت أقدامهم
فلا يرون إلا الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة .

أيها المصابون ما فات شيء وأنت الرابحون فقد بعث لكم برسالة بين اسطرها لطف وعطف
وثواب وحسن اختيار ، إن على المصاب الذي ضرب عليه سرادق المصيبة ، أن ينظر ليرى
النتيجة ( وضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب )
وما عند الله خير وأبقى واهني وامرئ واجل وأعلى وأغلى .







11/ الإيمان هو الحياة...


الأشقياء في كل معاني الشقاء هم المفلسون من كنوز الإيمان ومن رصيد اليقين فهم أبداً
في تعاسة وغضب ومهانة وذلة (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)
لا يسعد النفس ولا يزكيها ، لا يطهرها ، لا يسرها، لا يفرحها ، لا يذهب غمها وهمها
وقلقها ألا الإيمان بالله رب العالمين لا طعم للحياة أصلا ألا بالإيمان

إذا الإيمان ضاع فلا حياة *** ولا دنيا لمن يشري دنيا
ومن رضي الحياة بغير دين *** فقد جعل الفناء لها قرينا

وأن الطريقة المثلى للملاحده إن لم يؤمنوا فلينتحروا ليريحوا أنفسهم من هذه الأصار
والأغلال والظلمات والدواهي يا لها من حياة تعيسة بلا إيمان يا لها من لعنة أبدية حاقة
بالخارجين على منهج الله في الأرض.

(ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون)
وقد آن الأوان للعالم أن يقتنع كل القناعة وأن يؤمن كل الإيمان بأن لا إله إلا الله بعد تجربة
طويلة شاقة عبر قرون غابرة توصل بعدها العقل أن الصنم خرافة والكفر لعنة والإلحاد كذبة
وأن الرسل صادقون وأن الله حق وأنه على كل شيء قدير وبقدر إيمانك قوة وضعفاً ،
حرارة وبرودة تكون سعادتك وراحتك وطمئنينيتك (من عمل صالح من ذكر أو أنثى
وهو مؤمن لنحيينه حياة طيبه ولنجزينهم أجره بأحسن الذي كانوا يعلمون)
وهذه الحياة الطيبة هي استقرار نفوسهم لحسن موعود ربهم، وثبات قلوبهم بحب باريهم،
وطهارة ضمائرهم من أوضار الانحراف، وبرود أعصابهم أمام الحوادث ، وسكينته قلوبهم
عند وقوع القضاء ورضاهم في مواطن القدر لأنهم رضوا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً.







12/ أجني العسل ولا تكسر الخلية...


الرفق ما كان في شيء ألا زانة وما نزع من شيء إلا شانه...اللين في الخطاب،
البسمة رائقة على المحيى، الكلمة الطيبة عند اللقاء هذي حلل منسوجة يرتديها السعداء
وهي صفات المؤمن كالنحلة تأكل طيب وتصنع طيب وإذا وقعت على الزهرة لا تكسرها
لأن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.

أن من الناس من تشرئب لقدومهم الأعناق وتشخص إلى طلعاتهم الأبصار وتحييهم الأفئدة
وتشيعهم الأرواح لأنهم محبوبون في كلامهم في أخذهم في عطائهم في بيعهم في شرائهم
في لقائهم في وداعهم.

أن اكتساب الأصدقاء فن مدروس يجيده النبلاء الأبرار فهم محفوفون دائما وأبداً بهالة
من الناس أن حظروا فالبشر والأنس،أن غابوا فالسؤال والدعاء أن هؤلاء السعداء لهم
دستور أخلاق عنوانه (أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)

فهم يمتصون الأحقاد بعاطفتهم الجياشة وحلمهم الدفين وصفحهم البريء يتناسون الإساءة
ويحفظون الإحسان تمر بهم الكلمات النابية فلا تلج أذانهم بل تذهب بعيداً هناك إلى غير
رجعة هم في راحة والناس منهم في أمن والمسلمون منهم في سلام (المسلم من سلم
المسلمون من لسانه ويده) ... (والمؤمن من أمن الناس على دمائهم وأموالهم)
يقول صلى الله عليه وسلم فيما يروى عنه (أن الله أمرني أن أصل من قطعني وأن أعفوا عن من ظلمني وأن أعطي من حرمني)
و الله لقد وصلت من قطعك وعفوت عمن ظلمك وأعطيت من حرمك فهنيء لك تلك المنزلة

(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) بشر هؤلاء بثواب عاجل من الطمأنينة
والسكينة والرضوان والهدوء وبشرهم بثواب أخروي كبير في جوار رب غفور في جنات
ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.






13/ ذكر الله تعالى ..


الصدق حبيب الله، الصراحة صابون القلوب، التجربة برهان الرائد لا يكذب أهله.

لا يوجد عمل أشرح للصدر وأعظم للأجر كالذكر (فذكروني أذكركم)وذكره سبحانه جنة
في أرضه من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة وهو إنقاذ للنفس من أوصابها وأتعابها وأضرارها

أذا مرضنا تداوينا بذكركم *** ونترك الذكر أحياناً فننتكس
أذكرونا مثل ذكرانا لكم *** ربا ذكرى قربت من نزحا

وهو الطريق الميسر المختصر إلى كل فوز وفلاح طالع دواوين الوحي لترى فوائد الذكر،
جرب مع الأيام بلسمه لتنال الشفاء بذكره سبحانه تنقشع سحب الخوف والفزع والهم والحزن
بذكره تزاح جبال الكرب والغم والأسى

الله أكبر كل هم ينجلي *** عن قلب كل مكبر ومهلل

و لا عجب أن يرتاح الذاكرون فهذا هو الأصل الأصيل لكن العجب العجاب كيف يعيش الغافلون عن ذكره
(أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون).

يا من شكا الأرق وبكى من الألم وتفجع من الحوادث ورمته الخطوب هيا أهتف باسمه
تقدس في علياءه هل تعلم له سميا أن بقدر إكثارك من ذكره ينبسط خاطرك يهدأ قلبك
تسعد نفسك يرتاح ضميرك لأن في ذكره معاني التوكل والثقة والاعتماد والتفويض وحسن
الظن وانتظار الفرج فهو قريب أذا دعي سميع أذا نودي مجيب أذا سؤل فضرع وخشع
وخضع وأخشع وردد أسمه الطيب المبارك على لسانك توحيد وتمجيدا وثناء ومدحا ودعاء
وسؤال واستغفار وسوف تجد بحوله وقوته السعادة وأمن والسرور والنور والحبور
(فأثابهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة)
يقول عليه الصلاة والسلام( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت)


يتبع ..