عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 13-10-2006, 11:57 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قلت لعثمان‏:‏ ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال ـ وهي من المثاني ـ وإلى براءة ـ وهي من المائين ـ فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر ‏{‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏}‏ ووضعتموهما في السبع الطول فما حملكم على ذلك‏؟‏

فقال عثمان رضي الله عنه‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أنزل عليه شيء يدعو بعض من يكتب عنده، فيقول‏:‏ ضعوا هذا في السورة التي فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآيات فيقول‏:‏ ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت ‏"‏الأنفال‏"‏ من أوائل ما أنزل بالمدينة، و‏"‏براءة‏"‏ من آخر ما أنزل من القرآن، وكانت قصتهما شبيهة بقصتها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أنها منها فظننت أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر ‏{‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏}‏، ووضعتها في السبع الطول‏.‏

قال النبي صلى الله عليه وسلم ..( أعطيت مكان التوراة السبع، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضِّلتُ بالمُفَصَّل ) وفي رواية ( السبع الطوال ) .

السبع الطول .. البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف؛
وقال ابن عباس و ابن جبير : سميت طولاً لطولها على سائر السور .

والمئين .. كل سورة بلغت مائة آية فصاعدًا ..

والمثاني كل سورة دون المئين وفوق المفصل

أما المُفَصَّل ( المحكم ) .. فسمي مفصلاً لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة .. وآخره سورة الناس وأوله عند كثير من الصحابة رضي الله عنهم سورة ( ق .. والقرآن المجيد )

ثم إن العلماء يقسمون المفصَّل إلى ثلاثة أقسام:

طوال المفصَّل .. ويبدأ من سورة ( ق ) إلى سورة ( عم يتساءلون )
أوسط المفصَّل .. وهو من سورة ( عم ) إلى سورة ( الضحى )
قصار المفصَّل .. وهو من سورة ( الضحى ) إلى آخر المصحف الشريف ..

قال صلى الله عليه وسلم .. خيركم من تعلم القرآن وعلمه ..

قال ابن عثيمين رحمه الله .. ( فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم بإنزال هذا القرآن الكريم الذي أنزله الله نورا تستبصرون به وعلما تهتدون به ودليلا تستندون اليه وتحتجون به كما قال الله تعالى: (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطا مستقيما ) كتاب مبارك في تلاوته مبارك في منهاجه مبارك في آثاره صادق في أخباره عادل في أحكامه كما قال الله تعالى: ( كتاب أنزلناه إليك مبارك) وقال جل ذكره: ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) وقال: ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) وقال: (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا ) وقال تعالى: ( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السموات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد ) والآيات والأحاديث في بيان عظمة هذا القرآن وفضله وآثاره الحميدة كثيرة معلومة تدعو المؤمن إلى أن يتلو كتاب الله وإلى أن يتدبر معانيه وإلى أن يصدق بأخباره وإلى أن يعمل بأحكامه وقد ذكرنا من الآيات ما تيسر أما الأحاديث فعن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القران وعلمه) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( الماهر بالقران مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القران ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( مثل المؤمن الذي يقرأ القران مثل الاترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( من قرأ حرفا من القرآن فله حسنة والحسنة بعشرة أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)وقال رضي الله عنه إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم) إن هذا القرآن حبل الله المتين والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الترداد أتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول: ( الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) . هكذا يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ولقد صدق فإن القرآن مأدبة الله عز وجل فيها الأوامر والنواهي فيها الأخبار الصادقة فيه القصص النافعة إن هذا القران حبل الله المتين حبل يوصل إلى الله عز وجل وإلى دار كرامته انه النور المبين في القلب والنور المبين في الوجه والنور المبين في القبر النور البين في القيامة يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم إنه الشفاء النافع شفاء لأمراض القلوب من الشك والشرك والحقد والغل وشفاء لأمراض الأبدان فكم من مريض تليت عليه سورة الفاتحة فقام معافى بريئا من المرض وكم من لديغ قرئت عليه سورة الفاتحة فنجا من اللدغة وقام كأنما نشط من عقال إنه عصمة لمن تمسك به إنه نجاة لمن اتبعه ولهذا لا تجد المستند إلى كتاب الله على وجه صحيح وفهم سليم إلا معصوما من الخطأ فيما تمسك به من كتاب الله عز وجل إن هذا القران لا يخلق من كثرة الترداد ولهذا يقرأه الإنسان ولو قرأه الإنسان كل يوم وليلة في كل ساعة لم يجده خلقا بل هو يتجدد كلما تلاه الإنسان بتدبر فتح الله عليه من معانيه ما لم يكن يعرفه من قبل وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي سعيد بن المعلى: ( لأعلمنك أعظم سورة في القرآن الحمد لله رب العالمين يعنى الفاتحة) هي السبع المثاني والقرآن الذي أوتيته وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اقرأوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما) اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة يعني السحرة وقال صلى الله عليه وسلم إن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح) ..

وصلى الله على سيدنا محمد ..
__________________
]
الرد مع إقتباس