عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 24-10-2006, 12:25 PM
ابوالمقدم السلفي ابوالمقدم السلفي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: الامارات
المشاركات: 312
إفتراضي حوارات مع شباب حول الجهاد

لقد كثر الحديث في السنين الأخيرة عن الجهاد وأحكامه وتضاربت الآراء واختلفت الفتاوى وتنوعت المفاهيم فيه. ومن المثير للاستغراب إن عدداً كبيراً من الشباب الذين هداهم الله بعد الانحراف السلوكي يتوجهون أول ما يتوجهون إلى البحث عن وسيلة يتوصلون بها إلى الجهاد وقتال الأعداء، وكأن الدين منحصر في الجهاد وان لا وسيلة للوصول إلى الثواب والجنة إلا عن هذا الطريق، والأغرب من هذا أنهم يبحثون عمن يفتي بجواز أو مشروعية أو وجوب الجهاد في هذا البلد أو ذاك، ولو كان هذا المفتي لا يصلح لإصدار الفتاوى وليس من أهل الفقه، بل إنهم يعرضون عن كبار العلماء وسادة الفقهاء لأنهم لا يجدون لديهم من الفتاوى ما يحقق أهدافهم أو يوافق أهواء نفوسهم وتلبية اندفاع عواطفهم.
وأضرب مثالا على ذلك وهو أن شاباً أتى إليّ في منزلي منذ أكثر من عشر سنوات وأسرَّ إلي حديثا مفاده أنه يريد أن يقوم ببعض الأعمال الإجرامية التي يظنها من الجهاد المشروع، ويقول إنه سوف يأخذ بفتوى أحد المشايخ في بلد إسلامي خارج السعودية، ويستفتيني هل يجوز له أن يأخذ بفتوى ذلك الشيخ الذي خالف كبار العلماء ويقدم على ذلك العمل؟ فقلت له: هل تعتقد بان سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز(رحمه الله) أعلم من ذلك الشيخ فقال: نعم قلت: واتقى وأورع! قال: نعم فقلت له: ما حملك على ترك فتوى من هو اعلم وأورع واتقى وأخذك بفتوى من هو دون ذلك إلا الهوى وتنفيذ رغبة العاطفة وليست الرغبة في الثواب والجنة، فعدل ولله الحمد عما كان يريد عمله. ومن أمثلة الاندفاع وراء العاطفة الدينية والبعد عن تحكيم النصوص الشرعية عليها أن شاباً أتى إليَّ وأوضح لي رغبته في أن يتقرب إلى الله بعمل خطير...فقلت له: إن أتيتني بدليل من كتاب أو سنة على جواز مثل هذا العمل فسوف احمل السلاح، وأشاركك فيه وإلا فما موقفي أمام الله عز وجل إذا سألني عن حجتي وبم استحللت ما حرم فلم تكن لدي حجة فيصبح مصيري أن ألقى في نار جهنم. فبهت ذلك الشاب وسكت وانتابه الخوف ثم استغفر ربه لأنه فكر في الدليل فلم يجده. وأقول إن أبواب الخير والعمل الصالح أمام المسلم كثيرة وخاصة حديث العهد بالاستقامة. فعليه أن يصلح نفسه أولاً من كل شوائب الانحراف ويحصَّن نفسه بالعلم النافع على أيدي كبار المشايخ ثم يدعو غيره إلى التمسك بالدين والبعد عن الانحراف في كل مجال، ويوطن نفسه على الاعتدال وعدم الغلو، ولا شك أن الجهاد من أفضل الأعمال وهو ذروة سنام الإسلام ولكن بعد أن تتحقق شروطه وتنتفي موانعه ويعلن النفير إليه بضوابطه. وسوف نتحدث عن هذا الموضوع المهم ألا وهو موضوع الجهاد في عدة مباحث.



لفضيلة الشيخ عبدالمحسن بن ناصر آل عبيكان
__________________
اللهم ارحم بلاد المسلمين من الخوارج