عرض مشاركة مفردة
  #73  
قديم 15-11-2006, 03:40 PM
karim2000 karim2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2006
المشاركات: 433
إفتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : </< B>

الولاء والبراء يعني أن نوالي كلَّ مَن والَى الله ورسوله وجماعة المؤمنين ، ومقتضى هذا هو حب الله ورسوله والمؤمنين ، وكره من يعادي الله ورسوله والمؤمنين ، وبهذا لا يجوز موالاة غير المسلم على المسلم ، ولا مساعدتهم على حساب المسلمين .

وإذا قرر مجلس الأمن ضرب العراق، فإنه لا يجوز شرعا لأية دولة إسلامية أن تساهم في هذا القرار الجائر ، أو تسمح باستخدام قواعدها لأمريكا لضرب العراق ، كما أن المشاركة في ضرب العراق اختيارية من الناحية القانونية ، وهذا يزيد إثم كل من يشارك في ضرب العراق أو مساعدة أمريكا وغيرها في ضرب العراق .</< B>

يقول الأستاذ الدكتور / أحمد أبو الوفا أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة القاهرة : </< B>

القاعدة الأساسية في الشريعة الإسلامية : أن المسلم لا يجوز له أن يعين غير المسلم على ضرب المسلم لقوله تعالى " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا " .

وبالنسبة لقرارات مجلس الأمن فالقاعدة هي : أنه طبقا للفصل السابع من الميثاق في حالة تهديد السلم والأمن الدوليين ، أن هذه القرارات تكون ملزمة لجميع أعضاء الأمم المتحدة .

وقد نص الميثاق نفسه على أن القوات التي يستخدمها مجلس الأمن في تحقيق ذلك ، تكون من الدول التي ترغب في ذلك ، ومعنى هذا أنه لا إجبار على الدول المشاركة في خوض أي معركة ، أو في أن ترسل بعض جنودها، ويقتصر الأمر فقط على الدول التي ترغب في ذلك.

ومن ثم فيمكن للدول الإسلامية – مع إعلانها الالتزام بقرارات مجلس الأمن – ألاّ توافق أصلا على الحرب وألاّ تشارك ، وألاّ تسمح باستخدام أراضيها في المعركة .

ومن حق أي دولة ألاّ تسمح بوجود قواعد عسكرية لدول أخرى على أراضيها ، وفي حال سماحها من حقها أن تشترط ألاّ يتم من خلالها ضرب أي دولة أخرى .

ويقول فضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله :ـ</< B>

الولاء والبراء معناه محبة المؤمنين وموالاتهم وبغض الكافرين ومعاداتهم والبراءة منهم ومن دينهم هذا هو الولاء والبراء كما قال الله سبحانه في سورة الممتحنة : " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ "الآية .

وليس معنى بغضهم وعداوتهم أن تظلمهم أو تتعدى عليهم إذا لم يكونوا محاربين ، وإنما معناه أن تبغضهم في قلبك وتعاديهم بقلبك ولا يكونوا أصحابا لك ، لكن لا تؤذيهم ولا تضرهم ولا تظلمهم فإذا سلموا ترد عليهم السلام وتنصحهم وتوجههم إلى الخير كما قال الله عز وجل : " وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ " الآية .

ويقول الأستاذ الدكتور: محمد عبد القادر أبوفارس (محاضر بكلية الشريعة بالأردن ):</< B>

الولاء هو الحب والنصرة والطاعة، ولا يكون هذا إلا للمسلم؛ فكما أن أولياء الشيطان يوالي بعضهم بعضًا؛ فإن أولياء الرحمن يوالي بعضهم بعضًا.. والله يقول: "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات"، ويقول سبحانه:" إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون".

فلا يتصور شرعا أن يوالي المسلم غير المسلم، بل عليه أن يبرأ وأن يتبرأ من غير المسلم، ولو كان أقرب الناس إليه، كما تبرأ إبراهيم عليه السلام من أبيه، كما جاء في قوله تعالى: "لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده" وقوله تعالى عن إبراهيم وأبيه: "فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه"، أي تبرأ من أبيه أ.هـ

ويقول الدكتور يوسف القرضاوي : </< B>

قضية الولاء والبراء، تعني أن نوالي كلَّ مَن والَى الله ورسوله وجماعة المؤمنين، كما قال تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والذِينَ آمَنُوا الذِينَ يُقِيمونَ الصَّلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكَاةَ وهُمْ رَاكِعونَ. ومَنْ يَتَوَلَّ اللهَ ورَسولَهُ والذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبونَ) (المائدة:55/56).

وتعني أن نعادي كلَّ مَن عادَى الله ورسولَه والمؤمنين: (يَا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) (الممتحنة:1).

ويجب أن نفرق بين هؤلاء وبين مواطنيهم، الذين يَعيشون في دار الإسلام، وهم من أهل البلاد الأصليّين، وقد دخل الإسلام عليهم وهم فيها، وأعطاهُم الذِّمّة والأمان أن يعيشوا مع المسلمين وفي ظِلِّ حكمهم، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، إلا ما اقتضاه التميِيز الديني.

فهؤلاء لم يَنْهَ الله تعالَى عن بِرِّهم والإقساط إليهم، كما في قوله تعالى: (لاَ يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الذِينَ لَمْ يُقاتِلوكُمْ فِي الدِّينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطينَ) (الممتحنة: 8).

فهؤلاء لهم حَقّ البِرِّ والقسط، والقسط هو العدل، والبِرُّ هو فوق العدل، وهو الإحسان.

القِسط: أن تُعطيَهم حَقَّهُم، والبِرّ أن تَزيد على ما هو حقّ لهم!

القسط: أن تأخُذ منهم الحقَّ الذي عليهم، والبِرّ أن تتنازَل عن بعض حقِّك عليهم.
أما إذا كانوا محاربين لنا ، مغتصبين لديارنا ، فلا يجوز التعامل معهم بأي نوع من المعاملة ، وأنا أنادي منذ مدة بمقاطعة أمريكا .. مقاطعتها اقتصادياً ومقاطعتها سياسياً ومقاطعتها اجتماعياً، لأنها هي القوة الكبرى التي تشد أزر إسرائيل وتسند ظهرها بكل قوتها فلا يجوز لنا أن نتعامل معها.

ويقول فضيلة الشيخ فيصل مولوى :</< B>

إن انطلاق الطائرات الحربية الأجنبية من بلد إسلامي لتضرب بلدا إسلاميا آخر –حتى ولو لم تقدم لها أية تسهيلات – يعتبر مشاركة مع الدولة الأجنبية في الاعتداء على بلد عربي مسلم. هذه هي الموالاة التي نهانا الله عنها. إنها مساعدة العدو المحارب ضد إخوانك المسلمين، قال تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء }الممتحنة 1.
{لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء..}آل عمران:28.
{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا؟}النساء: 144

ويقول الدكتور حسين شحاته الأستاذ بجامعة الأزهر :</< B>

ينهانا الله سبحانه وتعالي عن موالاة المعتدين ومن يظاهرهم في هذا الاعتداء ودليل ذلك قوله تبارك وتعالي: (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) الممتحنة: 9 . وهذا ينطبق علي إسرائيل المعتدية وعلي أمريكا التي تدعم إسرائيل بكل السبل والوسائل، وهذا يفرض علي المسلمين مقاطعتهما معا بنص هذه الآية ولا خلاف بين علماء التفسير وفقهاء الشريعة الإسلامية في ذلك .

والله أعلم . </< B>