[نونا]

ندين ونشجب.. ونعلن براءتنا!! بقلم حلمي الاسمر



بمنتهى الجدية والحزم، أصدرت وزارة الخارجية الاميركية بيانا الخميس الماضي،
أعربت فيه عن اسفها لغياب الثلج مع حلول اعياد الميلاد ورأس السنة، وخرج
ريتشارد باوتشر الناطق باسم وزير الخارجية كولن باول على الصحفيين، خلال حفل
استقبال اقامه لهم بمناسبة حلول نهاية السنة، ليقول بتجهم كامل:
"اننا ندين تخلف الثلج عن موسم الاعياد"، راجيا "الطبيعة الام" ان تعالج هذه المسألة!

وداعيا اياها ان تقوم بمبادرة فورية، لانه "لا يمكن لشيء ان يبرر افساد هذا الحدث الهائل"! ولم يتورع عن القول، أن عدم تساقط الثلوج في العاصمة الاميركية هو من العوامل المسببة للمشكلات التي تعصف بالعالم، معلنا ان بلاده "تعتبر استمرار الطبيعة في رفض القيام بواجباتها(!) حيال الدول المتحضرة عملا استفزازيا وغير ايجابي.

لذا ندعو الطبيعة الى اتخاذ جميع الاجراءات الضرورية بغية تساقط كمية مناسبة وذات مصداقية من الثلوج".ولم ينس باوتشر ان يؤكد أن الولايات المتحدة "تجدد التزامها بتمضية اعياد مجيدة سواء مع تساقط الثلوج او بدونه"!!
الخبر بـثته وكالة أنباء عالمية، ونـُشر على صدر صحيفة يومية هنا، ولم
يقل أحد أبدا إن باوتشر كان يمزح وهو يلقي بيانه الهام، أو أنه كان يحاول أن
"يـُخفف" دمه، ولهذا نتوقع أن تتخذ واشنطن اجراءات حازمة ضد "الطبيعة!" وحركة
الطقس، ولا يُستبعد أن يقوم أحد الظرفاء المدعين، بإلصاق تهمة إفساد أعياد
الميلاد بأولئك "الارهابيين" الذين يحاولون تخريب جو الفرح بحرمان "المجتمع
الدولي" من الثلج، وقد تتطور الأمور فيتم عرض المسألة على مجلس الأمن، فيقرر
اتخاذ اجراءات رادعة بحق المتهمين المفترضين، وربما تصل الاجراءات إلى الطبيعة
ذاتها، كجهة متواطئة، فيقرر المجلس الموقر، فرض عقوبات على الغيوم المتقاعسة
عن أداء واجبها، وعلى الرياح الكسولة التي تراخت في إبهاج "سادة الكون"،
ولربما يتفتق العقل الاتهامي الغربي عن فتح ملف قضية لدرجات الحرارة التي لم تتطأطىء رأسها بما يكفي لتشكيل الثلوج!!
إننا من جهتنا ندين ونشجب تخلف الثلج، ونعتبر هذا العمل -بالفعل- عملا استفزازيا وغير مسؤول، ونؤكد اننا غير متورطين في هذا التخلف!!
الدستور الأردنية

من موقع بوابة العرب