الموضوع: عصافير وحجارة
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 20-08-2006, 02:26 PM
قناص الجزيره قناص الجزيره غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة محمد
المشاركات: 254
إفتراضي


ما كان ينبغي للمسلمين فعله :

1- كان الواجب أن يخرج العلماء والدعاة على الساحة يبينوا موقف المسلمين من الأحداث حتى لا تختلط الأوراق ولا يتركوا الساحة للعملانيين والقوميين (المرتدين) والرافضة والرويبضة ، وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم ، حيث قال "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة !! قيل : وما الرويبضة ? قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " (السلسلة الصحيحة) ..
2- كان على أهل السنة والجماعة في لبنان أن ينظّموا صفوفهم في ظل هذه الفوضى ، ويقيموا لهم نواة راية مستقبلية تستطيع أن تواجه التحديات الإقليمية ..
3- ما كان ينبغي أن يشتغل المسلمون عن العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان حيث الجهاد الحقيقي البعيد عن الألاعيب والمكر والخداع ، ففترة المناوشات أظهرت مدى تأثير الإعلام على توجهات الناس وأولوياتهم واهتماماتهم !!
4- لم يكن خطاب الأمير الظواهري – حفظه الله – كافيا (في نظري) ، بل كان على قادة الجهاد أن يتحركوا في محاور عدة ويبينوا للناس أمورا غفلوا عنها ، ويكشفوا حقيقة ما يجري على الساحة حتى لا يضيع الناس ، وهذا من أصعب الأشياء في مثل هذه الظروف ، ويحتاج الأمر إلى حكمة عظيمة وحنكة ودراية وحذر شديد ، ولكن لا بد منه نظرا لخلو الساحة من أهل الحق ، ولو كنت ناصحا قادتنا في أفغانستان لنصحتهم بإيجاد قائد آخر على طراز الأمير الزرقاوي (يجمع بين الشجاعة والفصاحة والحكمة والحنكة السياسية والعسكرية) يكون ظاهرا في العراق قريبا من الأحداث ، وهذا في غاية الأهمية والخطورة ، فموت الزرقاوي – رحمه الله – خلف هوة كبيرة لا بد من سدها ، ولا يسدها إلا رجل مثله ..
5- لقد غاب التأصيل العلمي والنظرة البعيدة في ظل الأحداث المتسارعة ، ونحن في أمس الحاجة إلى من يضع أسس وقواعد في التعامل مع المتغيرات والنوازل ، وحبذا لو تكوَّن لجنة شرعية ذات نظرة استراتيجية تواكب الأحداث وتحلل الأمور وفق منظور شرعي وتوجه الأمة بحكمة نهو أهدافها السامية ..
6- إن التعصي للدين والعقيدة أمر مطلوب ، ولكن لا ينبغي أن يكون هذا التعصب "أعمى" بحيث لا يرى صاحبه : الفرص المتاحة ولا يرى الحسنات .. إن نظرية "الفوضى" قد تكون في صالح المسلمين ، فهذه الفوضى في العراق أنتجت جبهة جهادية ما كنا نحلم بها ، ولو أحسنا استغلال حالة الفوضى في لبنان لخرجنا بنتائج إيجابية .. لم تكن هذه المناوشات سلبية بالكامل ، بل فيها حسنات لا ينبغي التغاضي عنها ، وينبغي توظيفها لصالح الإسلام والمسلمين ..


هل انتهت المناوشات !!

إن الدلائل تشير إلى أن اليهود لم ينهوا المناوشات بعد ، بل ما فعلوه – عن طريق الأمم المتحدة – هو تحيز وترتيب للأوراق لإعادة الكرة مرة أخرى ، فأهدافهم التي خرجوا من أجلها لم تتحقق كلها ، وحكومتهم موتورة ، وبقاء أسلحة حزب الله أمر يُقلق الأمريكان قبل اليهود لأن الحزب ورقة ضغط إيرانية فعالة ، فتجريده من قوته وإضعافه قليلا أمر مطلوب أمريكيا أكثر منه يهودياً .. ومما يؤيد هذا الإستنتاج أن فرنسا أعلنت أنها لن ترسل أكثر من (200) جندي إلى لبنان ، وألمانيا رفظت إرسال جنودها إلى الجنوب اللبناني !!

ينبغي أن نتعلم من كل موقف ومن كل حادثة : فإذا عادت المناوشات من جديد فينبغي استثمارها وعمل ما يقتضي لتجنب سلبياتها ، وتفعيل إيجابياتها لصالح الأمة ، نقول هذا في كل حادثة أو نازلة تنزل بالأمة ، فلا ينبغي لنا أن نغمض أعيننا ونجلس ندعو بإنتهاء النازلة ، فليس هذا من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ولا هدي خلفاءه من بعده ..


اللهم فرج عن إخواننا المسلمين في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان والشيشان وكن معهم وانصرهم على عدوهم .. اللهم ثبت أقدام المجاهدين في كل مكان ، واجعل دائرة السوء على الكافرين ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..


كتبه
حسين بن محمود
25 رجب 1427هـ

__________________
الله أكبر
__________________
تقبّل الله منك بيعك يا أبا مصعب، وألحقك بقوافل الشهداء والصالحين، طبتَ حيّا ًوميتاً، وجزاك الله عنا خير الجزاء، كم رأينا من ملك ورئيس أتبع المسلمون تراب قبره لعنات ودعوات بكل عذاب وعقاب ، وكان أخف الناس عليه من ترحم على موتى المسلمين يوري بكلماته ويتجنب بلعنه والدعاء عليه : ذكر ميت بسوء خوف المسائلة