عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 26-04-2002, 03:54 AM
أم عبد الرحمن أم عبد الرحمن غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2001
المشاركات: 14
إفتراضي

1-2
الله هو الذي يطعمنا ويحمينا ياسيادة عميد كلية الشريعة!

المقارن بين مظاهرات العرب ومظاهرات اليهود المضادة في شوارع العواصم الأوربية , يرى القدر الهائل من الضبط الحضاري الذي يمارسه العرب على أنفسهم , ولاأدري ماذا يفعل مراسلوا العرب في العواصم الغربية ولماذا لم ينقلوا الى بلادهم الصور المخزية عن مظاهرات الطلبة من اليهود في باريس على سبيل المثال والتي قام فيها هؤلاء الوحوش بضرب الصحفيين والاعتداء على المرافق العامة وحاولوا قتل أكثر من صحفي عندما حشوا أفواه بعض المراسلين – وفيهم مراسل القناة التلفزيونية الاسبانية الثالثة - بقنابل مسيلة للدموع وكسروا كاميراتهم وطعنوا البعض الآخر بالخناجر!.
وبين "سياتل" و"برشلونة" شهد العالم مظاهرات بالغة العنف , واعتداآت وحشية متبادلة بين أجهزة الأمن الغربية والمتظاهرين , وأضرارا مادية تقدر بعشرات الآلاف من الملايين , وحرق للأعلام , كأقل مايمكن من رد فعل يمكن للشارع الغاضب أن يعبر عنه في وجه سياسات الاستحمار التي تساق بها الأمم نحو الهاوية الأمريهودية العولمية .
إن أمة تحرق علم من يسومها سوء العذاب والهوان , ليست أمة تعض الأيدي التي حمتها أو أطعمتها ياسيادة الدكتور عميد كلية الشريعة في قطر لأن الله هو الذي يطعمنا ويسقينا ويحمينا , وان هذه الأيدي التي قصدتها في مقالاتك ليست الا الأيدي التي لم تمتد قط الا لتذبح هذه الأمة وتغتصب حقوقها , بل الذي حمى هذه الأمة هو عقيدتها وثبات انسانها على الحق.
وهاهو الشعب الكويتي العظيم , والذي اضطره حال الأمة العربية في حينه الى طلب النجدة من العالم , هاهو يخرج عن بكرة أبيه وقوفا مع المظلوم ضد الظالم , على الرغم من أن بعض الفلسطينيين وفيهم الرئيس عرفات نفسه كان مع العراق ضد الكويت في اجتياحها الظالم ذاك , وعلى الرغم من ذلك فقد فهمت الكويت حساسية المرحلة وخطورتها وتصرفت تصرفا يليق بها أمام الأمة والتاريخ, وإن انتفاضة الشعب الكويتي ليست نكرانا منه للجميل ولكنها انتصار للحق ودفع للظلم الرهيب الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق.
ثم ياسيادة الدكتور عميد كلية الشريعة , من قال بأن هذه الحماية التي قُدمت لبعض الدول العربية من قبل الغرب كانت حماية مجانية ؟؟ ان دول الخليج قد أرهقت بالديون وبتبعات تلك الحماية المدفوعة الثمن أضعافا مضاعفة , حتى أن الخسّ الذي يقدم للقوات المقيمة في ديارنا لاعداد السَلطات – بفتح السين- ياسيادة الأستاذ الدكتور تُشترى الخسة الواحدة منها بأربعين دولارا أمريكيا على نفقة الحكومات والشعوب العربية التي تدفع دماءها وعرقها وثرواتها لهذه الحملات العسكرية التي دخلت بلادنا باسم حماية بعضنا من بعضنا , فأصبحنا بموجب ذلك جميعا محميات استعمارية رغم أنوفنا .
نعم ياسيادة الدكتور الأنصاري ..إنه ليس من اللائق حضاريا أن تعني المظاهرات والغضب الشعبي اعتداآت على المنشآت العامة , ولكن من غير اللائق قطعا أن تقوم قوى الأمن بمحاربة المتظاهرين الغاضبين بمثل الأساليب الوحشية التي تحارب بها اسرائيل اخواننا في فلسطين.
نعم ياسيادة الدكتور الأنصاري ...إنه "بؤس فكري أن لاتفكر القلة التي لاتمثل الا نفسها في عواقب عملها " , ولكنه كارثة فكرية أن يكون على رأس أية كلية شريعة في العالم العربي من يدعو الشعب الى تقبيل يد المستعمر المغتصب , وأن يظن أنما الولايات المتحدة الأمريكية انما تنحاز الى اسرائيل بسبب استراتيجيات تفرضها ممارسات حرق الأعلام في الشوارع التي تتميز غيظا , لأن انحياز الولايات المتحدة ومعها العالم الغربي الى اسرائيل ياسيادة الدكتور إنما هو تبن ٍ كامل لمشروع استعماري استئصالي يعتمد ليس على أسس اقتصادية فحسب بل على أسس حضارية ثقافية كما جاء على لسان غير واحد من كبار الزعماء الأوربيين والرؤساء الأمرييكيين في أكثر من مناسبة.
وهو مشروع لانتحدث عنه نحن العرب والمسلمون الغاضبون اليوم , ولكن تتحدث عنه وبكل صدق وصراحة صفوة العقول والأقلام الغربية ممن هزتهم مذابح جنين , وسيل الدماء الطاهرة البريئة في الأرض المقدسة , فخرجوا في المظاهرات التي نظمتها الجاليات العربية والاسلامية في الغرب , مؤيدين لهذا الحق المغتصب , معترضين على هذه الوقاحة في استغفال الأمم والشعوب , وكان أول مافعلوه أن أحرقوا العلم الأمريكي على أبواب السفارتين الأمريكية والاسرائيلية , لتنبيه الولايات المتحدة الأمريكية الى أنها جدّ مخدوعة بهذا اللوبي اليهودي الذي يمتص رحيق الحريات فيها ليجعل منها شيطانا أكبر في عالم اليوم , ولما تمثله سفارتا هذين البلدين اليوم من معقل للارهاب العالمي المتوحش في وجه ارادة عالمية شاملة للتحرر والخلاص.
انه من المؤلم جدا والمؤسف جدا والفظيع جدا أن تصدر مثل هذه الآراء عن عميد لكلية شريعة في القطر العربي الذي تبث منه قناة الجزيرة , في وقت تجد الأمة فيه أحوج ماتكون لعلمائها يشدون من أزرها ويضعون النقاط على حروف جهدها وجهادها ليرشدونه بالقول السديد لا بالباطل , وبكلمة الحق عند مجمل السلاطين الجائرة , لابدعوة تصدر عن كلية الشريعة لتقبيل يد المستعمر وعدم نكران جميله علينا في حماية مطاعمه وسلعاته وقاذوراته في بلادنا والتي تنهش ماتبقى لنا من دماء واقتصاد وكرامة.
__________________
أم عبد الرحمن البدون