عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 01-09-2002, 04:12 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

هناك خصوصيات لأقطار عربية لا يسهل على بني الأقطار الأخرى فهمها كونها غير موجودة عندهم.
لذلك يستسهل هؤلاء الحديث عنها مقترفين أخطاء فادحة.
مثلاً يستسهل بعض المشارقة إصدار "فتوى" في مسألة اللغة الأمازيغية في المغرب.وهم لا يعرفون طبيعة القضية وحقيقة العلاقات الاجتماعية والسياسية واللغوية التي تحكمها.
وبالمثل يستسهل المغاربة وأبناء الجزيرة العربية الذين لا يعرفون ظاهرة وجود قطاع مسيحي تاريخي من المواطنين الحديث عن هذه المسألة الجوهرية التي تخص بلاد الشام بجهل يماثل الجهل السابق.
وبالمقابل نرى من أهل بلاد الشام من يبدي أصنافاً من الجهل لا تغتفر بالطبيعة المتميزة للمجتمع هناك.
وليس الجهل مشكلة .المشكلة كما قلت في الفقرة السابقة هي عدم إدراك الجاهل أنه جاهل.لذلك ترى الشامي يحكم على مجتمع الجزيرة أو مجتمع المغرب بدون علم وترى المغربي يتكلم بنفس الطريقة غير المسؤولة عن قضايا تميز بلاد الشام.
ولو أردت الحديث عن الجهل العربي بالقضية الفلسطينية التي هي بالفعل مركزية للعرب جميعاً لطال الحديث.فعدد كبير من العرب لا يعرف ما هي الحركة الصهيونية وما هو طبيعة دورها في المنطقة وما هي خططها الاستراتيجية.وكثير منهم يجهل بديهيات المسألة الفلسطينية كالبديهية القائلة إن غالبية الشعب الفلسطيني مهجرة تقيم في لبنان وسوريا والأردن وأن غالبية فلسطين احتلت سنة 1948 ولا تشكل الضفة وغزة منها إلا الخمس!وأن الفلسطيني له إقامة دائمة كقاعدة عامة تنطبق على غالبية الشعب الفلسطيني في سوريا أو لبنان أو الأردن والأغلب أن يكون ولد هناك.وأن هؤلاء هجروا بالقوة إلى آخره..
وهذه الأنواع من الجهل التي ذكرتها تظل أقل سوءاً ما لم تتحول إلى سياسات مؤثرة كأن يكون الجاهل حاكماً أو مؤسساً لحزب عربي يتعدى الحدود القطرية.عندها يصبح من "يهرف بما لا يعرف" مصيبة كاملة.
الرد مع إقتباس