عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 07-04-2005, 11:23 AM
صلاح الدين يوسف صلاح الدين يوسف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 221
إفتراضي حوار مع العلامة ابن كثير (1)

حوار مع العلامة ابن كثير (1)

لا يخفاكم من هو الامام ابن كثير..إذ هو أشهر من نار على علم..واوضح من قمر ليلة بدر..له باع في الحديث والتفسير..وخاصة في التاريخ الاسلامي..احببنا كلامه وقلمه..لذلك اجرينا معه الحوار التالي:
المحاور:نرحب بك فضيلة الشيخ..
ابن كثير:يا أهلا ومرحبا..

المحاور:بما انك فضيلة الشيخ صاحب اطلاع على التاريخ والسير فاحببنا ان تحدثنا عن تلك الفترة التي كانت قبل قرنين او اكثر من الزمان وما حصل من احداث؟
ابن كثير: (الشيخ مطرق رأسه برهة من الزمن..فلما رفع رأسه اذا بدمعه تتساقط كاللؤلؤ) ثم قال: أما عن تلك الفترة فقد كانت فترة بلاء و جلاء تبين فيها من صدق ومن كذب..وظهرت انياب الاسد ويد الرحمة ولكل منهما فريق.
كانت تلك الفترة..فترة حسرة ومرارة..بقي المخلصون في الهوامش..وصار الرويبضة على رأس الجبل..فيها أزيل حكم الله عن أرضه وحلت محلها قوانين الكفر والطغيان..فيها انتشر الظلم والفساد وصار الرجل يأكل الحرام كأكله الخبز من هوان الحرمة عليه.
في تلك الفترة..وايما فترة..صار العدو صديقا والصديق عدوا وبقي همّ الرجل لا يجاوز حدود بطنه وشهوته..فلا همّة الى العلياء ولا همّ الى السماء (ثم استعبر الشيخ واغرورقت عيناه).

المحاور: وحال بلاد الاسلام يا شيخ ماهي؟
ابن كثير: قد أصبت في مقتل يا بني.. ولكن دعني أحدثك عنها دون قطع كلام.

المحاور: تفضل يا شيخ..
ابن كثير: أما حال بلاد الاسلام فحال يرثى لها..وضع لها حدود وسدود فلا يتجاوز احد قدره فحلت بهم المصائب..في تلك الفترة نشأت بلاد من بلاد ما وراء النهر على نشأة الاسلام بقيادة عصبة مؤمنة تحكم بحكم الله الاصيل لا الدخيل الصافي لا الشائب.. وكانت مأوى ومهوى لأفئدة المؤمنين والمجاهدين.
حينها تربصت رؤوس الكفر التربص المخيف..وأحسّت برعب كالرعد في قلوبهم..إذ كيف تبقى هذه العصابة تكون لنا عقبة في مخططنا وسيف في دعوتنا.
فعزموا أمرهم وجمعوا كيدهم على تشريدهم وإبادتهم.
جاء الخبر إلى تلك العصبة وكان فيهم رجل اسمه كاسم الأسد فارس ضرغام فقرر ضربهم وتصبيحهم بضربات تشتت عليهم شملهم..إذ القتال واقع لا محالة.
حينها وقع ماكان ونشب بينهم القتال وكان الروم في ذلك الوقت قوة عظمى ولسان حالهم يقول (( من أشد منا قوة )).
ثم حصلت على تلك البلاد بلاء وفتنه فأخذت تلك العصبة تقاتلهم وتجاهدهم على قلتهم في عددهم وعدّتهم ( توقف الشيخ وانخرط بالبكاء كبكاء الطفل).

المحاور: ممّ تبكي يا شيخ؟
ابن كثير: أبكي على خذلان الاخوان لاخوانهم والصديق لصديقه بل انقلبت ألسنة من تلبس بالعلم بحرب ضروس ضدهم..ولم يسمع خنزير اليهود ولا كلب النصارى منهم أذى..فيا حسرة لهم..ماضرهم لو نصروا دينهم واخوانهم..ماضرهم لو نصروا دينهم واخوانهم.

المحاور: ثم ماذا حدث يا شيخ؟
ابن كثير: ثم بدأت قيامة ذلك الزمان..فوجّه الكفر سهامه نحو بلاد الاسلام فغزى بلدة تلو بلدة ودخل قطر تلو قطر..والمسلمون كل مشغول بحاله وكل يقول نفسي نفسي..وما علم المسلم ذلك الزمان ان سكين الجزار ستأتي رقبته ومنشار الطاغوت ينخر في دينه.
وقفت في وجه تلك الحملة الأممية الصليبية عصابة لله درها..استنشقت ريح القرآن نسيما..واتخذت سنّة المصطفى دليلا..تشربت قلوبهم قول الله (( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة )) وجفّت عيونهم من دمعات السحر وفي السحر عاهدوا الله على نصر دينه..في السحر وما أدراك ما السحر؟!..رحمهم الله ذكّرونا والله ما سطّر في سير السلف في الكتب..ذكّرونا ببدر..ذكّرونا بالخندق..ذكّرونا بخالد..ذكّرونا بأبي عبيدة ( توقف الشيخ عن الكلام ولم يتوقف عن البكاء فازداد بكاؤه حتى من رآه رحم..وظنّ أنه فاقد أمّه).

المحاور: نتوقف هنا ونكمل بإذن الله في الحلقة القادمة.



منقووووول
__________________
اهل السنة في العراق هم الاغلبية

و انا جاهز للرد على من يقول بعكس ذلك