عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-03-2003, 03:01 PM
الصورة الرمزية لـ ARGUN
ARGUN ARGUN غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
الإقامة: MAMA ALGERIA
المشاركات: 1,012
إفتراضي على شرف ضيفنا الكبير قايد نتشرف بفتح هذا النقاش®

الى وقت قريب شكل نظام طالبان النموذج الأوحد( في نظر البعض) لما يمكن تسميته بالدولة الإسلامية منذ سقوط الخلافة العثمانية. و عكس بعض الدول التي رفعت شعار الاسلام كمرجعية فكرية و عقدية لأنظمتها فان حركة طالبان تميزت عن هذه الدول بتطبيق حرفي (حتى لا نقول سطحي) لأحكام الشريعة في كافة الميادين و لعل ابرز مظاهرها سياستها الخارجية المبنية على ما أطلقت عليه سياسة الولاء و البراء، غير مبالية بالظروف الاقليمية و الدولية و غير معترفة بما يسمى بالقانون الدولي و الأعراف المتعامل بها بين الدول.
لقد اسست حركة طالبان أو لنقل أعادت اخراج مفاهيم غائبة حتى لدى ما يسمى بالأنظمة الاسلامية ( ايران، السعودية، باكستان..) متحدية بذلك المجتمع الدولي في غير ما موقعة، و لنذكر منها على سبيل المثال:
حادث تحطيم تماثيل بوذا في باميان و ما اثاره تفجير التمثالين( المصنفين كتراث عالمي) من جدل كبير القى بضلاله على صورة طالبان لدى الغرب، و عند كثير من العرب و حتى عند بعض علماء الاسلام الذين هبوا لثني طالبان عن هذا العمل الذي أعتبره الكثير عمل همجي و غير حضاري، لكن طالبان ضربت بعرض الحائط كل المطالب الدولية و حتى الاسلامية منها للاقلاع عن مثل هذا العمل و ابت الا أن تخضع الأمر مرة اخرى (دون تقدير للعواقب) الى نظرتها الخاصة المبنية على مفاهيم بدت جديدة على كثير من الملاحظين، لكن في نظر آخرين فان طالبان لم تأت بجديد بل أنها شكلت نسخة ملموسة و تجربة مفيدة أظهرت للعالم طبيعة ما سيكون عليه الوضع لو أن الحركات
الاسلامية "المتزمة" استلمت الحكم في أي دولة في العالم.
على الصعيد الداخلي فان طالبان على الرغم من كونها حزب متصارع على السلطة كبقية الأحزاب الأفغانية الا أنها قامت بتكييف أحكام الشريعة لتنفي على الأحزاب الأخرى صفة الشريك في اتخاذ القرار و لترمي بهم في خانة الأعداء الذين ينطبق عليهم قانون "الحرابة"، و بذلك فهي لم تختلف كثيرا عن باقي ما يسمى بالدول الاسلامية اللهم الا فيما يخص تكييف القضية، اذ يظهر جليا أنها تصر على الرجوع الى مفاهيم مغيبة في الشريعة الاسلامية. لدى أنظمة أخرى سبقتها في تبني المنهج الاسلامي.
قضية اخرى أو لنقل قضايا اخرى تظهر أو اظهرتها وسائل الاعلام العربية و الغربية بمظهر كاريكاتوري ساهم في تزويد الغرب باوراق أخرى تخولهم ضرب هذه الحركة دون حرج و دون أن يثير هذا تعاطف المجتمع الدولي كما هو حاصل الآن مع العراق، و هنا أتحدث عن موقف الحركة من عمل المرأة و تعليمها و حرق الأشرطة الغنائية و اشرطة الفيديو بانواعه و رفض قادة الحركة الحديث أمام الكاميرا بدعوى ان هذا يوقعهم تحت طائلة المخالفين لأحكام الشريعة ( كما يرونها) في هذا الباب،
انتهت حركة طالبان بعد رفضها تسليم بن لادن (طبقا لحكام الشريعة) ايضا في حين أن البلدان "الاسلامية" الخرى تحارب بن لادن طبقا لحكام الشريعة ايضا
السؤال الأول الذي يطرح نفسه كبداية لهذا النقاش الذي ارجو أن يثريه كتاب الخيمة مع ضيفنا الكبير قايد هو كما يلي:
· هل حملت الحركة في جيناتها سبب فنائها كما يقول علماء الجينات على الديناصورات ؟، وجه الشبه هنا ليس خال من أي إرادة في ربط المشهدين.
· هل النموذج الطالباني هو ما تخشاه فعلا دوائر القرار السياسي و العسكري في الغرب؟
· هل الولايات المتحدة على ما يبدو من جهلها المركب بطبيعة الاسلام مقارنة مع دول "عريقة" في مواجهة هذا الدين غير ملمة بالأخطار التي يمكن ان تترتب عن مثل هذه المواجهة و هي من فتحت الباب في افغانستان و تريد توسيع رقعة المجابهة الى العراق و الى بلدان اخرى كما هو مخطط له في برنامجها لتغيير الخارطة السياسية و حتى الفكرية للمنطقة؟
هذه مقدمة أردت أن افتح بها باب النقاش الذي سيكون مفتوحا على نقاط أخرى نتناوها تباعا
تفضلوا على بركة الله
__________________

ميدالة للفرح كل يوم
اعطيني حبه VALIUM
غير باش افتح عينيَ
و الدنيا ترجع بلا هموم


ابن قنب الهندي- " هموم الزواليا"