عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 11-03-2003, 06:49 AM
فارس نجد فارس نجد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 222
إفتراضي

الأخ الكريم ARGUN ,

حركة طالبان حركة اسلامية انشائها جاء بشكل عفوي حيث كانت ردة فعل للجرائم و اختلال الأمن في أفغانستان في ذلك الوقت . و يشهد الأفغان أن جميع المناطق التي تقع بيد طالبان كان يحل بها الأمن و الطمأنينة بسبب محافظة طالبان على الأمن و النظام العام .

على الصعيد الداخلي الحركة كانت ناجحة لحد كبير حيث أحلت الأمن و الاستقرار في البلاد كما بدأ الاقتصاد الأفغاني بالتعافي قليلاً بعد أن أنهكته حرب الروس و الحرب الأهلية من بعدها .

على الصعيد الخارجي كانت علاقة الحركة سيئة بجميع جيرانها ما عدا باكستان . علاقتها أيضاً كانت سيئة مع بعض الدول الأخرى كأمريكا و روسيا و اليابان . عدا هذه الدول لم تكن للحركة أي علاقات تذكر سواءً جيدة أو سيئة الا مع بعض دول الخليج كالسعودية و الامارات التي رغم اعترافهما رسمياً بنظام طالبان الا أن ملامح العلاقة بين هذه البلدان و نظام طالبان لم تكن تشير الى أنها علاقة وطيدة فلم يكن هنالك أي تبادل تجاري كما أن هذه الدول لم تقدم أي قروض أو تسهيلات تذكر لطالبان . اعتراف السعودية و الامارات بنظام طالبان كان الهدف منه ربما وضع حد للحرب الأهلية في أفغانستان أكثر منه كدعم أو تأييد لهذا النظام .

رغم علاقات الحركة السيئة خارجياً و بالذات مع أمريكا لم نسمع أي جهة خارجية تطالب علناً بازاحة هذا النظام , بل على العكس لوحت أمريكا بالاعتراف الرسمي بالحركة مقابل بعض الشروط منها على ما أذكر منع الارهابيين من القيام بأي نشاط من أرض أفغانستان .

الأمور سارت بهدوء نسبي و الحركة واصلت تقدمها في ظم مزيد من الأراضي الأفغانية حتى جاء يوم 11\9 حيث بدأت الضجة الاعلامية بقيادة أمريكا حول هذه الحركة و التي احتوت الكثير من الأكاذيب في محاولة لكسب الرأي العام الدولي المهيأأصلاً لتصديق أي كلام ضد أفغانستان للأسباب التي ذكرناها سابقاٌ . من هذه الأكاذيب أن النظام يمنع تعليم البنات و أنه يضطهد شعبه الى آخره من الأكاذيب الأمريكية التي لم تتاح الفرصة و لو مرة للأفغان للرد عليها . الحملة الاعلامية الأمريكية الشرسة و التي احتوت على العديد من الأكاذيب أعدت الجو للحملة العسكرية لقلب النظام في وسط صمت عالمي غالبأ خوفاً من هذ الوحش الأمريكي الغاضب .

بعد سقوط الحركة عادت أفغانستان الى سابق عهدها حيث اختلال الأمن و انتشار الجرائم و زراعة المخدرات . كل ذلك حصل بسبب عدم وجود نظام حكم قوي يحكم البلد و يحافظ على الأمن و النظام فيه , فالجميع يعلم أن القوات الأمريكية لو خرجت من البلد فان كرزاي سيسقط مباشرة من الحكم هذا اذا كان يحكم فعلاً و ستعود حركة طالبان أو مثيل لها للحكم بسهولة . لهذا السبب نجد أعضاء تحالف الشمال يؤيدون بل يتشبثون ببقاء القوات الأمريكية في البلد , لأنهم يخافون من طالبان و أضف الى ذلك الشعب الأفغاني الذي بالتأكيد سيثور على هؤلاء بمجرد اختفاء من يحميهم .

و أخيراً , قراءة سريعة للثلاثين سنة الأخيرة تثبت أن حركة طالبان هي أفضل من حكم أفغانستان اذا ما نظرنا الى المقاييس الرئيسية في تقييم أي حكم و هي الأمن و العدل و النظام .

و سلامتكم ,
__________________