[ذو يزن]

حسنا أخي الفاضل

إن القائلين بأن ابي مصعب مجرد نسج من الخيال الامريكي ليبرر بقاؤه في العراق هم في أكثر الاوصاف تأدباً بحقهم: ضعيفي الذاكرة الى درجة السذاجة ، حيث ينسى هؤلاء ان العدو الامريكي و قبل حتى ان يبدأ بغزو بغداد الخلافة أعلن بكل وقاحة و في تصريحات رسمية موثقة انه جاء ليبقى ، و لسنين طويلة ، حتى ان احد اعضاء الكونغرس الامريكي قال ما معناه " سنبقى ستين عاماً "!! ، و هو ما يتماشى مع المنطق المادي البحت ، فلا يمكن لأمريكا ان تنفق كل هذه المليارات و تقدم هذه الخسائر البشرية الهائلة لمجرد إسقاط تمثال !

نعم تلك حقيقه لا يُنكرها إلا من أنكر ضياء الشمس في رابعة النهار
ولكني أتحدث هنا عن هؤلاء الذين قالوا
إن استقرار الوضع الأمني في العراق سوف يُحرج الإداره الأمريكيه
ويضطرها لسحب قواتها من العراق بعد إستتباب الأمن وخاصة بعد قيام
حكومه مُنتخبه – اذا جاز لنا إطلاق لفظة حكومه مُنتخبه على الجعفري وعصابته –

وأن ما يُؤخر عملية الإنسحاب من أرض الرافدين هي تلك الأعمال ( الإنتحاريه ) !!
فكيف يستقيم ما يروجون له مع التفكير السليم الذي
يبدو أكثر منطقيه لو قلنا أن التزايد المطرد لعمليات المقاومه كما ونوعا
- في إحصائيات الشهر المنصرم أكثر من 160 عمليه إستهدفت مواقع للإحتلال الصليبي أو متعاونين معه –
تدفع المحتل الغاشم للإسراع في عملية الإنسحاب !!
أم أن من يُصر على بقاء المحتل له أهداف أُخرى غير مُعلنه ؟؟
سؤال أوجهه للأذكياء فقط

الأمر الآخر الذي أرجح أنه من أهم الأسباب الذي يجعل الجعفري يُصر على
طلب بقاء القوات الأمريكيه تصول وتجول في البلاد
هو الخوف مما سيتبع ذلك الإنسحاب من مواجهه مباشره مع
الزرقاوي ومجاهديه وما يليه من تصفية الحسابات والأخذ بثأر المجاهدين
من تلكم الحكومه العميله وقواتها - الحرس الوطني -
وهذا ما يُؤرق ليل الجعفري وكل من تعاون مع أبناء الصليب

فإن هذه الكلمة لأبي مصعب ليس المراد منهاإيصال رسالة من جندي الى أميره ، و لها قطعاً معاني و مرامي اخرى أبعد من ذلك ، كُتب و لازال يكتب فيها الكثير من التحليلات بصرف النظر عن توجهات المحللين المختلفة

أخي الحبيب دعنا نتناول الأمر هنا علي شيء من التفصيل
فما يحير بعض العقول من محبي الشيخ المجاهد الزرقاوي
هو لماذا التصريح الصريح عن وجود هكذا خطه معده ومتفق عليها
بين المجاهدين في أرض الرافدين وبين القياده العليا في جبال أفغانستان ؟
أليس من الأفضل ترك الحديث عن ذلك الأمر برمته أولى من تنبيه العدو ؟؟
أم أن الأمر مقصود لغايةٍ لا تقل أهميه عن النقاط التي أشرت إليها أخي الحبيب ؟؟

غايه أكبر وأوسع من مجرد عمليه كبرى يرتب لها داخل أرض الرافدين
بل أكاد أشعر أن الأمر أخطر من ذلك وقد لا أكون مبالغا إن قلت
أن الهدف هذه المره ربما كان داخل حدود أمريكا نفسها!!
قد يسخر البعض ولكن أبناء القاعده وقياداتهم الذكيه
عّلموا العالم درسا مهما بعد الضربات الموفقه في منهاتن
بأنه لا يُستهان بهم أبدا وأن هؤلاء القوم

إن خططوا يتقنون صنعهم غاية الإتقان
وعلى شكل يُبهر العدو قبل الصديق

وعليه أقول أنه ربما كانت عمليةالإعلان عن إصابة الزرقاوي
وما تلاها من ردود أفعال ثم الإعلان عن بطلان هذا الخبر ونفيه
ثم هذه الرساله الصوتيه للزرقاوي كلها تحركات تضع العدو
في خانة الإنتظار والترقب لما تسفر عنه المرحله القادمه من أحداث
على أية حال لا نملك إلا الدعاء للمجاهدين بالنصر والتمكين


ولعل أخينا الهلالي يشاركنا برأيه النيّر ويدلي بدلوه معنا
ليزيد الحوار متعه وفائده مع أحترامي البالغ لكل من شارك أو سيشارك معنا في حوارنا