عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-01-2006, 05:12 PM
و بك أستجير و بك أستجير غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: في هذه الدنيا الفانية
المشاركات: 25
إفتراضي

أيها المريض :

قال الله جلَّ وعلا( ولنبلونَّكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين*الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )سورة البقرة،الآيات:155-157.

فالأمراض والأسقام:من جملة ما يبتلي الله به عباده في هذه الدنيا:اختباراً وابتلاءً،وتكفيراً للذنوب، ورفعةً وعلواً للعبد في الدنيا والآخرة ..

العـبد ذو ضـجرٍ والرَّب ذو قدرٍ والـدهر ذو دولٍ والـرزق مقسوم

والخيرُ أجمـعُ فيما اختـارَ خالقُنا وفي اختيـارِ سـواه الشُّوم واللُّوم



عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال : قال رسول الله r:

(يود أهل العافية يوم القيامة حين يُعطي أهلُ البلاء الثوابَ،لو أن جلودهم كانت قرضت بالدنيا بالمقاريض) رواه الترمذي،صحيح الجامع،رقم:8177.
وعن ابن مسعود-رضي الله عنه-قال:قال رسول (ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه،إلا حطَّ الله به من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها)رواه مسلم .

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-قال:قال رسول الله (ما يزال البـلاء بالمؤمن والمؤمنة،في نفسه وولده وما له،حتى يلقي الله تعالى وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي،صحيح الجامع،رقم: 5816 .

ودخل الرسول r على أمِّ السائب-رضي الله عنها-،فقال ( ما لك يا أمَّ السائب تزقزقين (1)؟)قالت : الحمَّى لا باركَ الله فيها،فقال: ( لا تسـبي الحمَّى،فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد) رواه مسلم . _______________


أيها المريض :

إذا بلغ المبتلى في الجزع غايته،فآخر أمره إلى صبر الاضطرار،وهو غير محمود ولا مُثَاب عليه .

قال بعض الحكماء(العاقل يفعل في أول يوم مصيبته،ما يفعله الجاهل بعد أيام.

ومن لم يصبرْ صبرَ الكرام،سلا سلُوَّ البهائم )

وفي الصحيح عن النبي r قال(الصبر عند الصدمة الأولى ).وقال الأشعث بن قيس:إنَّك إنْ صبرت إيماناً واحتساباً؛وإلاَّ سلوتَ سلُوَّ البهائم )(2) .


ثم إنَّ الجزع لا يرد المرض،بل يضاعفه،ويزيد من تأثيره،مع فوات ثواب الصبر والتسليم،وهو الصلاة والرحمة والهداية التي ضمنها الله على الصبر والاسترجاع. وهذا الفوات:هو في الحقيقة أعظم من المرض نفسه .

فالمرض حاصل شاء العبد أم أبى،فلا يكون مرضٌ وحرمان أجر !! .
_______________

أيها المـريض:

لا بد لكلِّ عسرٍ من يسر،ولكلِّ شدة من فرج..هذه هي سنة الله تعالى في خلقه..إرادة كونيةٌ ربَّانيةٌ كائنة لا محالة .
_________________

والأمراض والبلايا والأسقام مهما عظمت وطالت أيامها،فلابد لها من نهاية،ولساعتها من انقضاء ..

عسى ما ترى أن لا يدوم وأنْ ترى له فرجاً ممَّا ألـحَّ له بِه الــدَّهـرُ
عسى فـرجٌ يأتي بـه الله إنَّـه له في كــلِّ يومٍ في خليقـتِه أمرُ
إذا لاح عُسْرٌ فارجُ يســراً فإنَّه قضـى اللهُ أنَّ العُسْـرَ يتبعُهُ اليُسرُ(1)
____________________

(ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب،واليسر بالعسر:أنَّ الكرب إذا اشتدَّ وعظم وتناهى،حصل للعبد الإياس من كشفه من جهة المخلوقين،وتعلَّق قلـبه بالله وحده،وهذا هو حقيقة التوكل على الله،وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج،فإنَّ الله يكفي من توكَّل عليه،كما قال سبحانه: )ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه(سورة الطلاق،الآية:3.

قال الفضيل-رحمه الله-:والله لو يئستَ من الخلقِ حتَّى لا تريد منهم شيئاً،لأعطاكَ مولاك كُلَّ ما تُريد .

وأيضاً:فإنَّ المؤمن إذا استبطأ الفَرجَ،وأيس منه بعدَ كثرة دعائه،وتضرُّعه،ولم يظهر عليه أثر الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة،وقـال لها:إنما أُتيت من قِبَـلِكِ،ولو كان فيكِ خيرٌ لأُجِبتُ،وهذا اللّومُ أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطاعات،فإنَّه يوجب انكسار العبد لمولاه واعترافَه له بأنَّه أهلٌ لما نزلَ به من البلاء،وأنَّه ليس بأهلٍ لإجابة الدعاء،فلذلك تُسرع إليه حينئذ إجابة الدعاء وتفريج الكرب،فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبُهم من أجله .

منقووول للفاائده
ولا تنسونا من دعااااائكم الصالح
__________________
<<لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين >>
ما أروع أن يدعو المؤمن لأخيه المؤمن في ظهر الغيب فلربما كنت مجاب الدعوة سبحان الله كم نغفل عن هذا ..

http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=47693
الرد مع إقتباس