عرض مشاركة مفردة
  #35  
قديم 27-09-2005, 05:36 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ثانياً : كيف ننهض بمستوى المعلم :

إن النهوض بمستوى المعلم منوط بلا أدنى شك بوزارة التربية والتعليم، فإن بإمكانها الارتفاع بمستوى المعلم وتجدده وتطوره وذلك عن طريق السبل التالية :

1ـ فتح دورات تربوية وتثقيفية للمعلمين كل سنة ، لتنمية وتجديد معلوماتهم في كافة مجالات الحياة المختلفة ، بشكل تجعل المعلمين يندفعون إلى الدخول بهذه الدورات عن رغبة وارتياح ، وذلك بمنح المعلمين المتفوقين امتيازات خاصة .
ومن المستحسن جداً الأخذ بنظام المعلم الأول ، حيث تكون مهمة المعلم الأول للمادة في المدرسة بالإضافة إلى التعليم ، القيام بالأشراف التربوي والتعليمي على عمل معلمي نفس المادة والطلاب معاً ، وبهذا الأسلوب نستطيع أن نخلق في نفوس المعلمين الرغبة في الانخراط في هذه الدورات ، والنجاح فيها ، وفي التنافس فيما بينهم في مجال عملهم الوظيفي .
أن عنصر الرغبة هام جداً في تحقيق ما تهدف إليه هذه الدورات ، وبدونها لا يمكن أن نحقق التجدد والتطوير المنشود لمعلمينا ، وبالتالي تصبح الدورات هذه مضيعة للوقت والجهد والمال .

2 ـ مساعدة وتشجيع المعلمين في الدخول إلى الكليات المسائية ، والعمل على إيجاد وتشجيع الدراسة بالمراسلة في هذه الكليات ، ولاشك أن ألوفاً من المعلمين سوف يندفعون للدراسة والتتبع بسرور واشتياق ، وخصوصاً العاملين منهم في القرى والأرياف ، حيث الفراغ الهائل الذي يعانون منه هناك .

3 ـ ضرورة قيام وزارة التربية وجهاز الأشراف التربوي بإعداد الندوات التربوية للمعلمين ، وجعلهم يقفون على آخر التطورات الاجتماعية والتربوية في مختلف بلدان العالم من جهة ، والوقوف على نماذج من الأساليب التربوية والخبرات والتجارب التي حصل عليها المعلمون خلال عملهم ، وعلى نماذج للمشاكل التي يصادفونها في المدرسة وطرق وأساليب علاجها .

4 ـ ضرورة عقد ندوات شهرية يساهم فيها المعلمون والأباء ، وتطرح خلالها القضايا التربوية التي تجابههم سواء كان ذلك في البيت أو المدرسة ، وطرق علاجها ، على أن تقدم كل مدرسة خلاصة البحوث والمناقشات والنتائج التي خلص إليها المجتمعون والمجتمعات في هذه الندوات ، وإرسالها إلى إدارات التربية التي عليها إعداد جهاز خاص ذي قدرة وقابلية على دراسة تلك المحاضر وتنسيقها ، بغية الوقوف على كافة الجوانب السلبية والإيجابية في أوضاع مدارسنا وطلابنا وطالباتنا ، من أجل معالجة علمية لجوانبها السلبية ، وتعميق وتعميم جوانبها الإيجابية ، وبذلك تساهم مساهمة فعالة لا في رفع مستوى المعلم والمعلمة فحسب ، بل وفي رفع مستوى الآباء والأمهات أيضاً .

5 ـ ضرورة خلق الروابط والاتصالات ، وتبادل الخبرات بين المعلمين في مختلف بلدان العالم بغية الوقوف على احدث الأساليب التربوية والتعليمية التي تنتهجها ، وكيف تعالج هذه البلدان مشاكل المعلمين والطلاب في آن واحد .

***

7 ـ إن تحديد عدد الحصص التي يقوم بتدريسها المعلم من جهة ، وتحديد عدد طلاب كل صف من جهة أخرى أمران هامان يؤثران تأثيراً بالغاً على إمكانياته وكفاءته ورفع مستواه . أن حشر العدد الكبير من الطلاب أوالطالبات في صف واحد ، وإرهاق المعلم أو المعلمة بالحصص سيقلل حتماً من نشاطهما وحيويتهما من جهة ، ولا يتيح لهما فرصة العمل المثمر ، والتتبع والدراسة وتطوير قدراتهما ، وقابليتهما من جهة أخرى .
لقد أدركت الدول المتقدمة أهمية هذه النقطة فسعت إلى تقليص عدد طلاب الصف إلى أدنى حد ممكن ، وكذلك قلصت عدد الحصص الأسبوعية لكل معلم ، ليتمكن من أداء واجبه على الوجه الأكمل .
غير أن الحال في مختلف الدول النامية ودول العالم الثالث مختلف تماماً ، فالمعلم والمعلمة مرهقان جداً ، والصفوف لا تكاد نجد مكاناً للمرور فيها حيث حُشرت فيها أعداد كبيرة من الطلاب أوالطالبات ، بحيث أصبح من العسير على المعلم والمعلمة التفرغ لهم ، وحتى معرفة أسمائهم وحفظها ، كما أصبح من العسير عليهم إعطاء الواجبات البيتية وتصحيحها على الوجه الأكمل ، وأصبح من العسير أيضاً دراسة مشاكل الطلبة وحلها بشكل تربوي سليم ، فكيف يستطيع المعلمون والمعلمات أداء واجباتهما على الوجه الأكمل إذا كان الصف الواحد قد حُشر فيه أكثر من خمسين طالب أوطالبة ،إن 20 ـ24 طالباً أوطالبة في كل صف من جهة ، و18 ـ20 حصة للمعلم أوالمعلمة من جهة أخرى كفيلان برفع مستوى المعلم والتعليم والتربية على حد سواء .

***

9 ـ إن جهاز التعليم يضم في صفوفه عناصر غير جديرة بأي حال من الأحوال للقيام بهذا الواجب المقدس ، بل على العكس من ذلك فإن وجودهم وبقائهم فيه خطر كبير على عملية التربية والتعليم ، ولأجل معالجة هذه الأمور الحساسة ينبغي لوزارة التربية القيام بما يلي :

أ ـ تطهير جهاز التعليم من كافة العناصر الخاملة والكسولة ، والتي يثبت فشلها ، ونقلهم إلى وظائف أخرى .

ب ـ هناك عناصر لا يشجع سلوكها وأخلاقها على البقاء في سلك التعليم ، وينبغي التخلص منها إن سلك التعليم ينبغي أن لا يفتح أبوابه إلا لمن اتصف بأسمى المثل الإنسانية ، والأخلاق الفاضلة ، لأن التلاميذ يقلدون معلميهم في أعمالهم وسلوكهم وتصرفاتهم ، وكما أسلفنا فإن عملية التربية ما هي إلا عملية تفاعل بين المعلمين والتلاميذ ، وما العادات والأخلاق ، والتصرفات التي تظهر لدى التلاميذ إلا انعكاساً لعادات وتصرفات وأخلاق مربيهم سواء كان ذلك في البيت أم المدرسة.

ج ـ هناك العديد من المعلمين الذين بلغوا من العمر حداً جعل طاقاتهم للعمل محدودة ، وبالتالي عجزوا عن القيام بواجباتهم التربوية بالشكل الذي يؤمن الفائدة المرجوة ، لذلك فإن من الأفضل إحالتهم على التقاعد دون إبطاء ، مع تكريمهم بالشكل الذي يستحقونه ، جزاء ما قدموه من خدمات لأبناء شعبهم ووطنهم ، وليحل مكانهم العناصر الشابة الكفوءة كي يستطيعوا حمل الرسالة بجد ونشاط .

في هذا الرد بعض التصرف

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس