ب :- نبوغه المبكر
لقد عرف سماحته بالنبوغ المبكر والألمعية النادرة ، والنجابة الظاهرة ، والذكاء المفرط منذ نعومة أظفاره حتى بزَّ أقرانه ، وفاق أترابه ، فهو منذ صغره صاحب همة عالية ، ونفس أبية ، وقلب طموح ، جعلته تلك الصفات الجليلة موضع تقدير واحترام ، وتبجيل وتعظيم ، لكل من عرفه آنذاك أو خالطه وزامله .
ومن أبرز الأدلة ، وأبين الأمثلة على نبوغه المبكر ، وتوقد ذهنه ، وشدة ذكائه ، حفظه المتقن لكتاب الله عز وجل قبل البلوغ ، وحفظه لبعض المتون العلمية ، وتطلعه للعلم والحرص عليه أشد الحرص .
أما أهم الأسباب التي جعلته يقبل على العلم ، ويقدر من وقته الشيء الثمين لذلك مع ذهن وقاد ، وذكاء مفرط ، ونبوغ واطلاع تعود إلى خمسة أسباب :
1- إخلاص النية في طلبه للعلم ، مع صدق القصد ، وحسن التوجه إلى الله .
2- نشأته الصالحة في بيت علم وهدى وإيمان : وكان يجد من أمه - رحمها الله - التشجيع المستمر ، والدعوات الصالحة ، والحث والتأكيد على أهمية طلب العلم .
3- عناية إلهية كريمة ، ومنة ربانية رحيمة ، ونعمة امتن الله بها على الشيخ فكان لها أعظم الأثر ، وأطيب الثمر ، في نبوغه العلمي ، وتفوقه في مجال الفقه والفهم لأمور الدين .
4- دقة استحضاره وسلامة منهجه واستقامة حياته ، وجولان ذهنه ، وحسن استجابته لنصائح أساتذته وشيوخه .
5- استعداده الفطري ، وصفاء ذهنه ، وحضور بديهته ، وقوة حافظته ، واستثمار وقته في البحث والمطالعة ، مع توقد في الهمة ، وتوفر الرغبة الملحة في معرفة العلم بمختلف فنونه ، والحرص على الدليل في كل مسألة من مسائل العلم المختلف فيها .
.. يتبع ..