عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 15-06-2001, 09:27 AM
الهاجري الأثري الهاجري الأثري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 72
Post الحياة بغير الله سراب

--------------- الحياة بغير الله سراب -----------

الأيام تذوي يوما يوما, والعمر ينقضي شيئا فشيئا, والحياة تسير لا تقف لحظة, فهذا الطفل قد نما, وذاك الشاب قد انحنى, وذلك الشيخ قد واراه التراب, فمهلا بني الإنسان, فإن الحياة ليست خالدة, إنها ظل زائل وعارية مُسترجعة, أيامها تفنى, وزهرتها تيبس, وسعادتها تذهب, ويبقى منها عمل الإنسان خيره وشره, ويعود الإنسان ليحاسبه الله على عمله خيره وشره.

فلا يحسن بك أن تقضي أيامك التي تذهب ولا تعود, بما يعود عليك بالحسرة والندم, فاغتنم هذه الساعات, سخِرها في طاعة الرحمن, فهي كنز ثمين ثمنه لا يُقدر بمال.

جهل أناس حقيقة الدنيا وغاية وجودهم فيها, فتاهوا حيارى وضلوا في منحنيات الطريق, فلم يفيقوا إلا وملائكة الموت تسل أرواحهم, عند ذلك تذكروا – والألم يعصف بالنفوس والحسرة, والندم تعصر القلوب – تذكروا العمر المنقضي فيما لا يفيد ولا يجدي, فتأوهوا التأوه الذي لا يُغني, وعلموا أنهم ضيعوا الحياة.

دعنا نفسح للحق في نفوسنا سبيلا, دعنا نعرف حقيقة الحياة.

إن الحياة التي تخلو من السير على المنهج الإلهي

, إن الحياة التي لا تتصل برب الحياة,

إن الحياة التي تنخلع من ظل شريعة الله,

إنها لحياة تافهة يعيش صاحبها يقاسي في نفسه لوعة, وفي روحه جوعة, لأنه يعيش بدون أن يشعر بوجوده الحق, وبدون أن يعرف سبيله. فاعرف ربك تعرف نفسك, وتعرف سعادتك وتُهدى لغايتك, وبدون ذلك حياتك سراب يلمع في وهج الشمس في حار الهاجرة, يخيل لك أنه شئ يغني ويقني ولكنه لا شئ. إنه سراب.

المرجع: كتاب مواقف ذات عبر للشيخ د. عمر سليمان الأشقر