عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 07-02-2007, 04:14 PM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي

العلاقات الخارجية وبداية فارقة
انضم احمد سعيد في لحظة فارقة في تاريخه إلي إدارة جديدة كان يتم إنشاؤها خاصة بالعلاقات الخارجية في الخمسينيات من القرن الماضي برئاسة محمد المعلم ومشاركة الإعلاميين المعروفين سامية صادق وسعد التايب وثريا عبد المجيد وليلى عجرمة.. واتفاق القصر مع الوفد على شخصية مدير الإذاعة وهو حسني نجيب بك مدير أستوديو مصر وشقيق سليمان باشا نجيب الممثل الشهير ومدير الأوبرا..والاثنان ميولهما وفدية وكانا من أصدقاء الملك المقربين.. وكانت هذه الإدارة تابعة مباشرة لمدير الإذاعة..ولكن حدوث خلافات في ذلك الوقت لحكومة الوفد مع الإنجليز حول الجلاء..حيث كان الوفد مصمما على الجلاء ويقود ضغطاً شعبياً كبيراً. وبدأت التظاهرات تشتعل ولم يكن الوفد يتدخل فيها للضغط على الإنجليز وكان الملك يريد ركوب الموجة فبدأت مناقشة إلغاء معاهدة 1936من طرف واحد.
وقال أحمد سعيد: بدأنا في إدارة العلاقات الخارجية ننشئ برامج ذات صفة دولية وبحكم وضعنا نأخذ امتيازات في مواعيد إذاعة البرامج..وعندما بدأت المظاهرات خطرت لي فكرة برنامج عن رأي الشعب في المعاهدة وإلغائها من طرف واحد ففكرنا في أساليب كثيرة واستقرنا على إجراء تحقيق إذاعي جماهيري قانوني مدعم باستمارات رأي من أماكن التجمعات الخاصة بالطلبة والمساجد والكنائس والعمال.. وكذلك رأي أساتذة قانون دولي.. وقمنا بطباعة ألف استمارة واستيفائها وسجلنا بعض المظاهرات وأجرينا مونتاجا وجهزنا البرنامج الذي حمل عنوان (تسقط معاهدة 36) والذي يبدأ بالهتاف بإسقاط المعاهدة..وطلب مني محمد المعلم مدير إدارة العلاقات الخارجية أخذ رأي مدير الإذاعة بحجة وجود تجاوز في البرنامج ودخلنا إلى حسني بك نجيب رئيس الإذاعة للاحتكام إلى رأيه وطلب سماعه وأعجب به رغم عنف البرنامج وأوضح أن هناك حكومة يجب أخذ رأيها واتصل على الفور بشخص يدعى صلاح واثنى على البرنامج وأكد له إنه سيقوم بإذاعته وطلب منه ملاحظاته عن النقاط الساخنة فيه لتخفيفها فقط، وعلمنا بعد ذلك انه كان يحدث الدكتور محمد صلاح الدين وزير الخارجية في حكومة الوفد.. وذهبنا إلى مبنى وزارة الخارجية وسمعه وزير الخارجية ايضا.. وظهرت مفاجآت البرنامج على وجهه ودخل للاتصال بالنحاس باشا الذي طلب إذاعته وهو ما أصابنا بفرحة عارمة..وطلبنا منه رأيه ضمن البرنامج.. وبدأنا البرنامج بحوار مع وزير الخارجية الذي اكد لنا أن حكومة الوفد قررت إلغاء المعاهدة ولكن لم يتحدد توقيت ذلك..وقال الوزير انه استمع إلى البرنامج حول المعاهدة بيننا وبين المملكة المتحدة والرأي الذي يبديه الشعب والقانونيون فيها وانه بوصفه وزيراً في حكومة انتخبها الشعب لا يستطيع غير أن يبارك رأي الشعب ويحترمه.
سألته ماذا كان رد فعل الإنجليز ؟ فأجاب : كان سريعا لدرجة غير متوقعة حتى أن السفير الإنجليزي طلب النحاس باشا رئيس الوزراء أثناء إذاعة البرنامج وزعمت السكرتارية الخاصة به انه نائم في حين كان يستمع إلى البرنامج ..وفي الثامنة صباح اليوم التالي توجه اندروز مستشار السفارة الإنجليزية إلى منزل النحاس باشا لأخذ موعد منه للسفير في العاشرة صباحا لتقديم احتجاج رسمي من بريطانيا..واستقبل النحاس باشا مستشار السفارة وماطل في مقابلة السفير وأعطى له موعدا في الساعة الواحدة ظهرا..وتم استدعاؤنا بالشريط إلى مجلس الوزراء..وطمأننا حسني بك نجيب وأكد لنا ثناء النحاس باشا على البرنامج..وقابلنا النحاس باشا بترحيب وأشاد بنا كثيرا.. وطلب منا ترك الشريط من اجل التحقيق الذي كان صوريا أمام الإنجليز.. ورغم ذلك طلب منا النحاس فكرة اقوى..وأعلنت حكومة الوفد إلغاء المعاهدة بعد هذه الحادثة بتسعة أيام فكان ذلك علامة فارقة في تاريخي وكذلك في تاريخ الإذاعة المصرية فبدأ الكفاح في القناة عام 1951 وتطوعت كمراسل في الإذاعة لمرافقة الفدائيين وجلست معهم حتى حريق القاهرة في عملية تنقل بين بور سعيد والسويس والإسماعيلية والتل الكبير..وهذه القصة الرئيسية التي صنعت التوجه الإعلامي السياسي في حياتي.

الارتباط الأسري
يصف ارتباطه الأسري بالتقليدي..فعندما قررت والدته تزويجه بحثت له عن عروس في محيط العائلة وارتبط بها بشكل تقليدي تماما والتي ظلت 47 سنة أسفرت عن ابن مهندس معماري يدعى خالد مواليد عام 60 والابنة نيرة عام 63 التي تخرجت في كلية التجارة وهي ربة منزل..وحصر هواياته في القراءة التاريخية والسياسية والأعمال الدرامية والاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية ورموز الغناء أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وبعض الإنتاج الجديد..وتمنى ممارسة صيد السمك الذي لم يمارسه سوى مرة واحدة.
الكتابة كانت من العلامات المميزة في حياة أحمد سعيد وهي لم تفارقه أبدا منذ أن كان عمره 34 سنة حين أصدر أول كتاب عام 1959 بعنوان (القومية العربية ثورة وبناء) وكثير من الإصدارات التي بلغت حوالي 57 مؤلفاً أبرزها (لا فقر في ظل القرآن) الذي كان عنوانه الأصلي (لفقر صناعة الأغنياء) وذلك قبل أن تطلب الرقابة تغيير الاسم بحجة التخوف من الحقد الطبقي..ومنها مسرحيات وروايات أهمها (فهلاو 67) التي تدور عن حرب 67 وهي مسرحية ضاحكة رغم إنها مأساوية عن الهزيمة..ومنعت الرقابة عرضها أيضا..وقد أدى أسلوبه في الكتابة الساخرة إلى كثير من الأزمات مع الزعماء وخاصة عبد الناصر وكان أخطرها عند القيام ببروفات مسرحية (مطلوب ليمونة) التي تم منعها بعد عرض الأفيشات في الشوارع وكانت بطولة ثلاثي أضواء المسرح جورج سيدهم وسمير غانم والضيف احمد و تناقش قصة رجل يبلغ 40 عاما يريد الزواج وبدأ يبحث عن سيدة مناسبة فعثر علي أرملة رجل صعيدي يدعى عبده وله 12 من الأشقاء وقصد من هذا العدد الإشارة إلى أعضاء مجلس الثورة..وتم رفضها من الرقابة نتيجة ضغط من الرئيس جمال عبد الناصر بسبب ثلاثة سطور بها وضحت عملية إسقاط كبيرة على الثورة رغم سماح الرقابة بها في البداية حيث لم ينتبهوا لذلك الإسقاط..بعد أن أطلق الشعب النكات على هذه المسرحية.. وفوجئ ثلاثي أضواء المسرح بأن الرئاسة أصدرت أمرا بإعادة النظر فيها فأعيدت إلى الرقابة في ذلك وتم تعويض الفرقة المسرحية ماديا وكان ثروت عكاشة وزيرا للثقافة وذهب إليه فأبلغه أن الرئيس عبد الناصر شخصيا رفض المسرحية..رغم أن الرواية اجتماعية ..وأيضا (المجانين) وكانت رواية لجلال الشرقاوي وعرضت بالتلفزيون و(رجل قال لا) لأبو حنيفة وهو كتاب عن ثورة الجزائر.. و(العالم غدا) وتحكى عن العالم سنة مليون وأخرى مازالت تحت الطبع تحت عنوان (آخر من يضحك) وهى قصة فرعونية قديمة ولكي يهرب من الرقابة قام بتعميمها قليلا حتى يتاح له طرح الفكرة بدون تضييق..فهو يناقش فكرة الموت من خلال كوميديا سياسية وبالتالي ربما تمس العقائد قليلا لذلك طرحها في زمن الفراعنة لكثرة الآلهة كإله الخصوبة أو إله الحرب وغيرها..وحتى لا يثار مهاجمته لأي من الديانات الثلاث .. وبها أيضا إسقاط سياسي بأحد المشاهد.التي تناقش الحكم والسلطة والقوة والجبروت وكذلك عدم استطاعة الهروب من القدر .
http://www.al-majalla.com/ListNews.a...1198&MenuID=15

_________________
تعليقنا يتبع ان شاء الله