عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 25-08-2001, 12:02 PM
صالح عبد الرحمن صالح عبد الرحمن غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 192
Post

وبناء عليه ألخص النقاط المذكورة أعلاه على النحو الآتي :

1- الحجة التي تنقض قولك بالايجاب العقلي لتعيين الامام هي أن التفكير لا يمكن أن يحصل بدون الواقع المحسوس أو بدون المعلومات السابقة عن الواقع الذي يراد التفكير فيه، فلا أهمية لكون العقل هو أداة التفكير أو أن العقل هو نفس التفكير .


2- ثبوت كون الواقع المحسوس أو كون المعلومات السابقة شرطا في التفكير يكون من خلال مثل واحد لا يتوفر فيه الواقع المحسوس ، ومثل واحد لا تتوفر فيه المعلومات السابقة، فإذا استحال التفكير فإن ذلك يكون دليلا قاطعا على أن التفكير يستحيل في غير الواقع المحسوس، ويستحيل بدون المعلومات السابقة. وهو ما يعني أن أية محاولة للتفكير في ذات الله تعالى او في علمه تعالى او في أفعاله التي يجب أن يفعلها أو التي لا يجب أن يفعلها تكون مجرد خيالات وأوهام . وأما الأمثلة التي تأتي بها للاشتباه في أنها تخلو من شرط أو أكثر من شروط عملية التفكير فلا تصلح لرد الدليل القاطع ، لأن الدليل يقوم باثبات العجز عن التفكير في حال لم تتوفر جميع شروط عملية التفكير لا باثبات امكانية التفكير ، ولأن المثل الذي تات به لاثبات امكانية التفكير هو مظنة دليل وليس دليلا ، لأن الشبهة تظل قائمة بتوفر جميع شروط عملية التفكير، وقد اتضح ذلك من خلال مناقشة أمثلتك السابقة، والظن لا يغني من الحق شيئا.


3- أوردت لك مثالين لاثبات شرط الواقع المحسوس وشرط المعلومات السابقة، وعدم قدرتك على الاجابة على الأسئلة التي طرحتها عليك من خلال المثالين يعتبر حجة عليك في أن التفكير يستحيل في غير الواقع المحسوس أو بدون المعلومات السابقة عن الواقع الذي يراد التفكير فيه. وقد اوردت لك في هذه المداخلة مثالا ثالثا عن الروح، فإذا عجزت عن الاجابة وسوف تعجز فيكون ذلك دليلا أضافيا على ما أقول.


4- تعريفك للعقل بأنه : ( الملكة التي حبانا الله إياها لنكون قادرين على إدراك الأمور المنطقية ) يقر بشرط الواقع المحسوس ، وأما تعريفك للتفكير الوارد في هذا النص : ( فالعقل إذن ميزان يوزن به ما يتم نقله للدماغ لإصدار الحكم عليه وهذه العملية هي ما يعرف بالتفكير ) فيقر ضمنا بجميع الشروط الأربعة الواردة في تعريفي، فبناء على ما ورد في تعريفيك فإن الأحكام التي أصدرتها على الله تعالى كقولك أنه سبحانه وتعالى يجب أن يعين الامام أو أنه يكون مقصرا ان لم يعينه هي أحكام غير صحيحة.


5- تراجعت عن التنصيص على المنطق في تعريفك للعقل. والراجح أنه تراجع غير مبني على قناعة، فكيف يكون تراجعك عن قناعة وأنت تقول أنك من الآن فصاعدا ستحاول الاطلاع على وجهة نظري وستحاول أن تفهمها. والحكم الشرعي في حقك هو ما يغلب على ظنك أنت لا ما يغلب على ظني أنا، فإذا كنت ترى أن المنطق جزء من التعريف فهذا يعني أنك تتبنى عدم صحة التفكير في غير المحسوس، وحجتي عليك هي في عدم صحة التفكير في غير المحسوس. على أن تعريفك للتفكير الوارد في هذا النص: ( فالعقل إذن ميزان يوزن به ما يتم نقله للدماغ لإصدار الحكم عليه وهذه العملية هي ما يعرف بالتفكير ) يتضمن الشروط الأربعة الواجب توفرها في عملية التفكير. فهذا التعريف أنت كتبته ولم تتراجع عنه بعد. وحتى لو تراجعت عن التعريفين معا فإن دليل الاثبات هو الأمثلة التي طرحتها عليك .


6- جميع أمثلتك السابقة التي طرحتها كدليل لاثبات امكانية التفكير في غير الواقع المحسوس أو الامثلة التي طرحتها على ما اسميته بالضرورات العقلية المتعلقة بذات الله تعالى رددت عليها وبينت عدم صلاحيتها لاثبات ما أردت اثباته، وسوف أقوم بإذن الله تعالى بالرد على التساؤلات أو الشبهات التي ظلت قائمة في ذهنك بخصوصها ، كما سأرد على الأمثلة الجديدة بل على كل ما أوردته في تعقيبيك الأخيرين ولم أعقب عليها هنا، هذا الى جانب توضيح بعض النقاط التي أرى أن لا بد من توضيحها فيما يتعلق بشروط عملية التفكير. وذلك حتى تصل الى قناعة تامة الى انك لن تستطيع اثبات امكانية التفكير فيما لا يقع عليه الحس أو التفكير بدون وجود المعلومات السابقة عن الواقع الذي تريد التفكير فيه. وأهمية وجود القناعة بصحة التعريف تكمن في أن نقاشنا هذا هو نقاش فكري فمن الضروري الاتفاق على شروط صحة التفكير.

أخي العزيز
إذا أردت أن ترد على الأخت التي وجهت اليك بعض الأسئلة فأرجو أن يكون ردك في غير هذا المكان.
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله