عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 03-10-2005, 01:50 PM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي قد أظلكم شهرٌ عظيم!!



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُلله على نعمهِ وإمتنانِه،وتَتَابعِ إحسانه،وأشهدُ ألا إله إلا الله وحدُه لا شريكَ له،وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آلهِ وصحبه،ومن سارَ على نهجه،وبعـــــــــــــدُ.

أُبارك لأحبتي الإخوةُ الفُضلاء والأخواتِ الفاضلات من أعضاءَ ومشرفين في منتدياتِ حوارُ الخيمةِ العربيه بمناسبةِ دخول الشهرِ الفضيل،شهرُ رمضانَ الذي أُنزلَ فيهِ القرآن،وأسألُ المولى عز وجل أن يجعلهُ شهرُ عزةٍ وتمكينٍ للمؤمنين،ونصرٍ للمُجاهدينَ الصادقين،وأن يجعلَ الدائرةَ فيهِ على أعداءَ الدين،وأن يُذلَ فيهِ المشركين،وأن يُسلطَ عليهم ما يُشغلهم عنَّا،وأن يكفيَنا إياهم بما شاءَ سبحانه فهو على كلِ شيءٍ قدير.
أحبتي،على بابِ هذا الشهرِ الفضيل،أحببتُ أن أُذكرَ نفسي المُقصره أولاً وإياكم ثانياً ببعضِ الوقفات،لعلَ الله أن يجمعَ بها شملنا،ويُوحدَ كلمتنا،وأن يجعلَ بأسُنا على عدونا،وأن ينزعَ الغِل على إخواننا من قلوبنا،فهوَ على ذلك قدير وبالإجابةِ جدير.

الوقفةُُ الأولى
لنوسع نقاطِ الإتفاق ولنُضيق نقاط الإختلاف،فمن ملاحظتي لتوجهات الكثير من الإخوةِ الفُضلاء ممن يكتبُ في السياسيه،تركيزهم الشديد على نقاط الخلاف وجعلها قضيه محوريه في الحوار،بل ربما كانَ الموضوع الأساسُ من الأمور المُتفقِ عليها عندَ الجميع،ولكنّ مسار الحوارِ يتحول بشكلٍ غريب إلى موضوعٍ خلافي بينَ المتحاورين،مما يُعزز الفُرقه وإختلافِ الكلمه.

الوقفةُ الثانيةُ
كبحُ جماحِ النفس عن الإنجرار خلف الإستفزازاتِ المُتعمدةُ من البعضِ،بل ربما كانَ تجاهلُ المُستَفِز وعدم الردِ عليه من أنجعِ الأساليب وأبلغها في الردِ على من يتبع سياسة الإستفزازِ للآخرين،وتذكرِ أننا في شهرٍ فضيل،فلنَعُفَّ ألسنتنا وأقلامنا.

الوقفةُ الثالثةُ
لنضعَ اللومِ على أنفُسِنا أولاً،فكما تعلمونَ أيها الأفاضل أنه من أسهل الأمورِ وضعُ اللائمةِ على الغير،وبهذا يشعرُ اللائِم براحةِ الضميرِ لأنه أخلى المسؤوليةَ عن نفسه،والحقيقةُ غيرُ ذلك،فكُلكُم مسؤول وكلكُم راع،وليتذكر من يلومُونَ الحاكم وفسادهِ أن هذا الحاكمِ أو ذلكَ الرئيس لم يأتِ بين عشيةٍ وضُحاها،وأنهُ لولا تخاذُلُنا وتخلينا عن دينِنِا لما سَلّطَ الله علينا بذنوبنا ما نكره،فلنُصلح أنفُسنَا أولاً لينصَلحَ حالُ من حولنا.

الوقفةُ الرابعةُ
من إغتمَّ وحزنَ لأمرِ المسلمينَ فعليهِ بالدعاءِ لإخوانه في كلِ سجود،وفي الثلث الآخر من الليل،حينَ تتنّزلُ البركات،وتُرفعِ الدعوات،ويقولُ ربُّ الأرضِ والسماواتِ هل من سألٍ فأُعطيه؟،وهذا خيرٌ من إدراجِ صورِ مآسي المسلمين بمناسبةٍ أو بغيرِ مناسبه،فإدراجُنا للصورِ لن يُغيرَ من الواقعِ شيء،بل ربما ينكأ الجروح ويُجددُ الأحزان بشكلٍ وقتي ولحظيُ فقط،لذا فعليكم بالدعاءُ الدعاء.

الوقفةُ الخامسةُ
لنَغفِرَ زلاتِ بعضنا البعض ولنَتجاوز عن أخطاءِ بعضنا البعض،فكسبُ الأصدقاء والمؤيدين أفضلُ ألفَ مرةٍ من إستِعداءِ الآخرين،ولنتذكر حديثَ رسولنا صلى الله عليهِ وسلمَ وتوجيهَهُ النبوي في كيفيةِ التعاملِ مع المُسيءِ لنا بقولهِ "فقل إني صائم"،بل ربما لو دعوتِ لمن سابكَ أو شاتمكِ لكان خيراً لكِ وله.

وأخيراً أحبتي أدعو من الله العزيزِ الغفورِ أن يتَقبَّل منّا ومنكم الصيامَ والقيام،وأن يُعيننا في هذا الشهرِ الكريمِ على فعلِ الخيراتِ وتركِ المنكرات والتقربُ إليه بالطاعات،وأسألكم إخوتي ألا تنسوني من دعوةٍ صادقةٍ بظهرِ الغيب،وجزاكم الله كلَّ خير.

والسلامُ عليكم ورحمةُ الله.

وكتبهُ الفقيرُ إلى رحمةِ ربه / مُقبل
في 1 من رمضانِ عامِ 1426 هـ