عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 13-01-2001, 08:29 PM
شجرة الدر شجرة الدر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 11
Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن أرد على الأخ صاحب المقالة … أعرفكم بنفسي …أنا أختكم في الله شجرة الدر من دولة الإمارات .
والآن لأعد إلى إشكالية موضوع المقال الذي طرحه الأخ وإن كنت لا أعتقد أنه يندرج تحت لواء المقال بسبب قصره أولا وثانيا لأنه لا يحمل مقومات المقالة ..وهناك سؤال ..ما دخل رأي صاحب المقال بموضوع السياسة !!!!… من أي ناحية يعتبر الأخ رأيه سياسيا !!! لست أدري
أذكر أنني ذات مرة زرت إحدى المنتديات الفكرية والتي ينتمي أصحابها إلى الرأي أو الفكر الحر .. والفكر الحر بنظر تلك الفئة هو أن تقول ما تريد دون أن يكون للدين أمر فيما تقول أو نهي ..باختصار أصف ذلك المنتدى بأنه وكر للشيوعية والعلمانية والمتحررين وسواهم … وكان أحدهم قد طرح موضوعا عن المرأة يصف فيه الاستعباد والقمع الذي تعانيه النساء العربيات عامة والخليجيات بصفة خاصة ..كالعادة كاتب المقال رجل …كما هو هنا ..كاتب رجل ..مع اختلاف الفكرة بالطبع ..والآن أسال أنا المرأة ..متى سيأتي اليوم الذي تبدين فيه رأيك ..وهل أطمع أنا في مجيء هذا اليوم ؟!!..يقول المفكر والكاتب السعودي الراحل في هذا العام الأستاذ حمد الجاسر رحمه الله ..وضع المرأة العربية اليوم أسوأ من وضعها في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ..والعصور الإسلامية ..بل وحتى في الجاهلية .
فتعود ذاكرتي إلى الوراء لأتذكر بلقيس التي كانت تحكم قوما يعبدون الشمس والتي كانت تتخذ مبدأ الشورى مع وزرائها ..وهي القائلة بعد أن رد قومها أمر رسالة سليمان عليه السلام إليها بقولها ..إن الملوك إذا دخلوا قرية ..جعلوا أعزة أهلها أذلة ..أتذكر ذلك وأقول سبحان من منحها العقل والملك وكانت السبب في إيمان قومها بالله ..دون الدخول في حرب أو قتال …تطيش بي الذاكرة بعدها إلى الخنساء ..تلك الشاعرة العظيمة الذي ما زال شعرها خالدا في أسماع محبي الشعر ..المرأة التي لم يقطع والدها لسانها لقولها الشعر ولم يمنعها الرسول الكريم من قوله بعد إسلامها بحجة أنها (امرأة ).. أتذكر تلك الصحابية الجليلة التي أتت إلى الرسول الكريم تسأله أن يجعل للنساء يوما يفقههن في أمور الدين ..أتذكر عائشة رضي الله عنها وكيف كان يتجه كرام الصحابة إليها لسؤالها للتزود منها من علوم الدين التي وهبها الله إياها وأخذته هي من رسولنا الكريم .
أتذكر تلك التي جادلت عمر رضي الله عنه في مسألة تحديد المهور فغلب رأيها على رأيه وأقر لها رأيها … أتذكر شجرة الدر زوجة الملك الصالح أيوب التي أخفت موته عن الجميع بينما كان المسلمون على أبواب حرب مع المشركين ..ولم تعلن عن وفاته إلا بعد انتصار المسلمين كي لا يثير خبر موت الخليفة البلابل والفتن بين المسلمين ويكون ذلك سببا في هزيمة المسلمين ضد الكفار الذين كانوا ينتهزون مثل هذه الفرصة للقضاء على الإسلام ..أتذكر كل ذلك وأعود إلى صاحب (المقال) وأنا أقرأ له أنه لا يرضى لأخته( النقاش ) …أقرؤها بخيبة أمل كبيرة ترتسم على وجهي ..أنت إذن عندما تقرأ (النقاش ) تقرؤه وأنت تتخيل المرأة ..لا تقرأ النقاش من أجل النقاش ..من أجل التعلم والتعليم ..أمر عجيب!!! ..مع العلم أنك لا تدري عن صاحبة المقال شيئا ولا ترى لها صورة ..مع العلم أيضا أنها تكون هي محافظة على احترامها ونقاشها في حدود الأخذ والعطاء دون التعمق أو الدخول في مسائل ربما شخصية ..تقول أن كلامك نابع من خوفك على المرأة ..جميل منك هذا الشعور ..ولكن هل الخوف عليها يعطيك الحق من وأد أفكارها !!… تبيح لنفسك النقاش وتحرمه عليها ..ومع ذلك تقول الحقوق المشتركة بين الطرفين لا تنكرها ..ماذا بقي من حقوق إذن !!..ولتعلم أنه كما يوجد ذئاب من البشر الذكور ..يوجد مثلهن من الإناث أيضا ..تقول أن معيل المرأة بعد الله هو ولي الأمر ..وماذا عن المناطق التي تدور رحى الحرب فيها كالشيشان أو أفغانستان ..هل لك أن تخبرني في هذه الحالة أن معيلها هو ولي الأمر ..أم هيئة الصليب الأحمر التي تعمل تحت ستار حقوق الإنسان بينما يكون الأخ والابن والزوج غائبين ..من سيحميها في تلك الحالة إذا المرأة لم تعمل بالمثل القائل (إذا لم تكن ذئبا ..أكلتك الذئاب )
سؤالي الأخير ..إلى متى تظلون تقتلون الإنسان في المرأة ..إلى متى !!
أنتم بين متحررين تدعون إلى تجريدها من إنسانيتها ..أو متزمتون تدعون إلى خنق هذه الإنسانية ولكن لا أقول إلا (اللهم إني أِشكوا إليك ضعف قوتي …وقلة حيلتي …وهواني على الناس …وهواني على الناس …وهواني على الناس )
وفي النهاية أقول..ما قلته هو (قناعة ذاتية تعلمتها من الحياة ومن أسرتي الحبيبة التي أعتز بانتمائي إليها والتي منحتني كامل ثقتها وهي تعلم أي اتجاه أتجه ) ولك أن تتقبلها ولك أن ترفضها ..(وعن رأيك أقول أنت حر ..ما دمت لا تضر ).. …أختكم شجرة الدر ..أخشى أن يحيلني الأخ إلى (شجرة الضر) إن كان من تلك الفئة التي يستثير غضبها أدنى شيء .. وأنا أعلم أن هناك الكثير من هذه الفئة ..وأحسبه من طريقة كتابته كذلك ولكن أتمنى أن أكون مخطئة في فكرتي عنه ..ولنا وقفات أخرى إنشاء الله تعالى… تحياتي للجميع ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .