عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 20-09-2006, 05:32 PM
alaa_abes2 alaa_abes2 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 96
إفتراضي

وهذا كلام للشيخ القرضاوى
للأستاذ الشيخ القرضاوي كلمة نشرت في مجلة (( المجتمع )) العدد (( 1370 )) بتاريخ 25 / جمادى الآخرة / 1420هـ الموافق 5 / 10 / 1999م ، بمناسبة مرور سبعين عاما على الإخوان في الدعوة والتربية والجهاد ، والمقال بعنوان : (( خصائص دعوة الإخوان المسلمين ومميزاتها )) وقد تطرق إلى مسألة التكفير .. وآيات الصفات وأحاديثها ، ونقل من كلام الإمام البنا في باب الصفات ثم ذكر عنوانين اثنين

الأول :[ اتباع نهج القرآن في عدم التجميع ] :

وأريد أن أنبه هنا على حقيقة ذات أهمية كبيرة في قضية الصفات والإيمان بها ، وتعليمها للناس على مذهب السلف .
وتلك الحقيقة : أن تعرض هذه الصفات كما وردت في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أعني أن تذكر مفرقة لا مجموعة ، فكل مسلم يؤمن بها ويثبتها لله كما جاءت .
فليس مما يوافق الكتاب والسنة جمعها في نسق واحد يوهم تصور ما لا يليق بكمال الله تعالى ، كما يقول بعضهم : يجب أن تؤمن بأن لله تعالىوجها ، وأعينا ، ويدين ، وأصابع ، وقدما ، وساقا ، .. إلخ ، فإن سياقها مجتمعة بهذه الصورة قد يوهم بأن ذات الله تعالى وتقدس كلٌّ مركب من أجزاء ، أو جسم مكون من أعضاء ..
ولم يعرضها القرآن الكريم ولا الحديث الشريف بهذه الصورة ، ولم يشترط الرسول لدخول أحد في الإسلام أن يؤمن بالله تعالى بهذا التفصيل المذكور .
ولم يرد أن الصحابة وتابعيهم بإحسان كانوا يعلمون الناس العقيدة بجمع هذه الصفات .
ولكن المسلم إذا قرأ القرآن الكريم ، أو الحديث الصحيح ، وانتهى إلى آية مشتملة على صفة من هذه الصفات ، أو حديث من هذا النوع آمن به كما ورد ، دون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وبهذا يكون سلفيا حقا .

الثاني : [ الإخوان والأشاعرة ] :

واتهام الإخوان بأنهم من الأشاعرة ، لا ينتقص من قدرهم ، فالأمة الإسلامية في معظمها أشاعرة أو ماتريدية ، فالمالكية والشافعية أشاعرة ، والحنفية ما تريدية .
والجامعات الدينية في العالم الإسلامي أشعرية أو ماتريدية ، الأزهر في مصر ، والزيتونة في تونس ، والقرويين في المغرب ، وديوبند في الهند ، وغيرها من المدارس والجامعات الدينية .
فلو قلنا : إن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة !! لحكمنا بالضلال على الأمة كلها ، أو جلها ، ووقعنا فيما تقع فيه الفرق التي نتهمها بالانحراف !! .
ومن ذا الذي حمل لواء الدفاع عن السنة ومقاومة خصومها طوال العصور الماضية غير الشاعرة والماتريدية ؟؟ .
وكل علمائنا وأئمتنا الكبار كانوا من هؤلاء :
الباقلاني ، الإسفراييني ، إمام الحرمين الجويني ، أبو حامد الغزالي ، الفخر الرازي ، البيضاوي ، الآمدي ، الشهرستاني ، البغدادي ، ابن عبدالسلام ، ابن دقيق العيد ، ابن سيد الناس ، البلقيني ، العراقي ، النووي ، الرافعي ، ابن حجر العسقلاني ، السيوطي ، ( ومن المغرب ) : الطرطوشي ، والمازري ، والباجي ، وابن رشد (( الجد )) ، وابن العربي [ المالكي ] ، والقاضي عياض ، والقرطبي ، والقرافي ، والشاطبي ، وغيرهم .
( ومن الحنفية ) : الكرخي ، والجصاص ، والدبوسي ، والسرخسي ، والسمرقندي ، والكاساني ، وابن الهمام ، وابن نجيم ، والتفتازاني ، والبزدوي ، وغيرهم .
والإخوة الذين يذمون الأشاعرة بإطلاق مخطؤون متجاوزون ، فالأشاعرة فئة من أهل السنة والجماعة ، ارتضتهم الأمة ، لأنهم ارتضوا الكتاب والسنة مصدرا لهم ، ولا يضيرهم أن يخطئوا في بعض المسائل ، أو يختاروا الرأي المرجوح أو حتى الخطأ ، فهم بشر مجتهدون غير معصومين ، ولا توجد فئة سلمت من الزلل والخطأ فيما اجتهدت فيه ، سواء في مسائل الفروع أم في مسائل الأصول ، وكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم .
على أن الحقيقة أن الإخوان ـ في اتجاههم العام ـ ليسوا أشاعرة ، ولا ضد الأشاعرة ، إنهم يستمدون عقائدهم من القرآن أولا ، ثم من صحيح السنة ثانيا ، ويأخذون من كل طائفة أفضل ما عندهم ، مرجحين ما يرجحه الدليل ، وما يؤيده البرهان ، مؤثرين مذهب السلف على مذهب الخلف ، غير متعصبين ولا منغلقين ، داعين إلى التوحيد ، بريئين من الشرك كله ، أكبره وأصغره ، جليه وخفيه ، ولله الحمد أولا وآخرا . اهـ كلام الأستاذ القرضاوي