[أحمد الخالدي]

أمَّايه..وانتي بترحي بالرَّحى..
على مَفَارِقْ ضُحى..
-وحدِكْ- وبتْعَدِّدي
على كل حاجة حلوة مفقودةْ
ما تنسينيش يا امَّه في عَدُّودَة
عَدّودة مِن أقدم خيوط سودا في توب الحزن
لا تهللّي فيها ولا تولْولي..
وحُطِّي فيها إسم واحد مات
كان صاحبي يا امَّه..
واسمُه
ناجي العَلي.

يا قبر ناجي العلي.. وينك يا قبرْ
يا قبر معجون بشوك مطلي بصبرْ
الموت يقرّب عليك..يرتدّ خوفْ
واذا ما خافْش الموت..يرتدّ جبرْ

يا قبر ناجي العلي..يادي الضَّريح
كان مَيِّتَك للأسف وطني صريح
تحتَك فتى ناضر القلب..غضّ
كان قلبُه..أرض مخيمات الصفيح

الأرض متغَّربة..والحلم مِلْك
خريطة شِبْه الوطن محاصرها سِلك
واقف وراها شريد عاقد ايديه
حَنّ الوطن ذلك..للأرض..تِلْك

غشيم في حب الوطن..طبعا غشيم
ياللي تحب الوطن..من الصميم
على طريقة العرب في الحب..عيش
ولي..نقي..متَّقي..لكن لئيم

ناجي العلي في الأغنيَّة
هلّ عليّه
زي الغزالة البريّة
ماسكْ رسمةْ

كام قلت له: قولها خفايفْ
نُصّ شفايفْ
قاللي:يا شاعر لو خايفْ
شوف الرَّسْمة

والرَّسْمة فيها دمع وضحك
وأرضٍ مِلْك
وإبن واقف خلف السلك
قصاد رسمة

والرَّسْمة فيها يهود..بحاخام
والأنكل سام..
وعَرَب لطاف عايشين في سلام
جُوَّه الرسمة

رسَم الكفوف زيّ الصبّار
"حنظل"...بمرار
صبي قصير واقف محتار
قُدّام رسْمة

رسمة لا تعرف تتحادِق
ولا بتنافِق
عيب ناجي إنُّه عاش صادق
عاش للرسمة

كان زيِّي..يائس يأس مُميت
لكن عفريت
دخل لأعداؤه في البيت
شايل رسمة


والرسمة مافيهاش سما وبيوت
لكن لها صوت
يا ناجي..كان لا بد تموت
برَّة الرسمة



لو كان كل إنسان جزاتُه في الحياة..عملُه
أنا اللي سافر بلاد الانجليز..قتلُه

قتلت ناجي العلي لمّا رسَم صورة
يواجه الحزن فيها براية مكسورة

لمّا فضحني ورسمني صورة طبق الأصل
ما عرفشي يكذب ولا يطلع قليل الأصل
الناس بترسم بريشة وهوَّ ماسك نصل

فضح رموز الرواية وهيّه ع المسرح
قتلته بإيدي وإيد غيري في آخر الفصل
ويا بلادي..ما تزعجيش نفسك عشان صورةْ !