وأول ما أوصيك به : الالتفات الي ماجاء به محمد صلي الله عليه وسلم من عند الله تبارك وتعالي فاءنه جاء من عند الله بكل مايحتاج اليه الناس,فلم يترك شيئا يقربهم الي الله والي جنته الا أمرهم به،ولا شيء يبعدهم من الله ويقربهم الي عذابه الا نهاهم وحذرهم عنه.فأقام الله الحجة علي خلقه الي يوم القيامة،فليس لأحد حجة علي الله بعد بعثة محمدا صلي الله عليه وسلم.
منقول من دلائل التوحيد لشيخ الاسلام (محمد بن سليمان التميمي) رحمه الله
قال الله عز وجل فيه وفي اخوانه من المرسلين:{ انا اوحينا اليك كما أوحينا الي نوح والنبيين من بعده}. الي قوله تعالي: { لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما}.
فأعظم ماجاء به من عند الله وأول ما أمر الناس به توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له وخلاص الدين له وحده كما قال الله عزوجل :{ يا أيها المدثر(1) قم فأنذر(2) وربك فكبر } ومعني قوله تعالي:{ وربك فكبر} أي: عظم ربك بالتوحيد واخلاص العبادة له وحده لا شريك له وهذا قبل الأمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرهن من شعائر الاسلام.
ومعني{ قم فأنذر} أي :أنذر عن الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له. وهذا قبل الانذار عن الزنا والسرقة والربا وظلم الناس وغير ذلك من الذنوب الكبار.
وهذا الأصل هو أعظم أصول الدين وأفرضهانولأجله خلق الله الخلق ،كما قال تعالي: { وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون} .
ولأجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ،كما قال الله تعالي:{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
ولأجله تفرق الناس بين مسلم وكافر، فمن وافي الله يوم القيامة وهو موحد لايشرك به شيءا دخل الجنة ،ومن وافاه بالشرك دخل النار ،وان كان من أعبد الناس .
وهذا معني قولك (لا اله الا الله ) فاءن الاله هو الذي يدعي ويرجي لجلب الخير ودفع الشر ،ويخاف منه ويتوكل عليه.
|