عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 07-11-2002, 01:52 AM
الكثيري الكثيري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 193
إفتراضي مبارك عليكم الشهر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

الحمد لله القائل في كتابه:
{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون [البقرة: 183]
والصلاة والسلام علي رسوله القائل: <من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه> متفق عليه
أما بعد:


إن ربنا سبحانه قد شرع لنا من الأعمال ما نتقرب به إليه ومن أجلها وأفضلها الصوم، وعين لنا مواسم وأوقات مباركات نتعبد له فيها ومن أجلها وأعظمها شهر رمضان، هذا الشهر الكريم الذي أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وقد جعل الله ثواب الصوم له لعظم قدره عنده.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول الرب عز وجل: ((كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي)).
صحيح البخاري (5927)، صحيح مسلم (1151).

ومعنى قوله: ((إلا الصوم))
أن الحسنات تُضاعف في هذه العبادة أكثر من أي عبادة أخرى لأن الرب عز وجل يتولى هو بنفسه تقدير ثواب هذه العبادة وأجرها.

وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن في الجنة بابًا يسمى: الريان لا يدخل منه إلا الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه غيرهم فينادي منادي أين الصائمون، فيدخلون منه حتى إذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد)).
صحيح البخاري (1896)، صحيح مسلم (1152).

وعن أبي إمامة رضي الله عنه قال سألتُ رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فقلتُ: يا رسول الله مُرني بأمر آخذه عنه فقال: ((عليك بالصوم فإنه لا مثل له)).
مسند أحمد (5/249)، سنن النسائي (2220).

وهذه العبادة العظيمة قد شرع الله عز وجل لها أوقاتًا متعددة ومواسم متنوعة أجلها وأفضلها وأعظمها شهر رمضان المبارك، فصيام هذا الشهر الكريم هو أفضل وأعظم أنواع الصيام، وهذا الشهر الكريم هو أفضل وأجل مواسم الصيام يقول رسول الله : ((إذا دخل رمضان فُتحت أبواب السماء وغُلِّقت أبواب جهنم وسُلسلت الشياطين)).
صحيح البخاري (1899)، صحيح مسلم (1079).

وللترمذي في سننه(682) ، وابن ماجه(1642) ، قال : ((إذا كان أول ليلة من رمضان صُفدت الشياطين ومُردة الجن وغُلقت أبواب جهنم فلم يُفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب، وينادي منادي: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر اقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة)).

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه)).
صحيح البخاري (1901)، صحيح مسلم (760).

أما تصفيد الشياطين وسلسلتهم فليس معناه أنه لا يبقى شيطان ولا جني إلا وصُفد وسُلسل في هذا الشهر الكريم إنما المراد مردة الشياطين أي: رؤوسهم وطواغيتهم الذين هم أكثرهم خبثًا وشرًا وفسادًا وإفسادًا وإغواءً لبني آدم وتبقى بقية من الشياطين الصغار والجن الأتباع يوسوسون لكثير من الناس ولولا ذلك لم تر في رمضان أحدًا يعصى الله عز وجل.

فهذه العبادة العظيمة إذا أخلص الإنسان النية فيها واحتسبها عند الله عز وجل تُفتح فيه أبواب الجنة وأبواب السماء وتغلق فيه أبواب جهنم.

وقد كان رسول الله لذلك يبشر أصحابه بقدوم هذا الشهر فيقول: ((أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تُفتّح فيه أبواب الجنة - أو قال: أبواب السماء - وتُغلّق فيه أبواب النار وتُصفد فيه مردة الشياطين ولله فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم)).
مسند أحمد (2/230)، سنن النسائي (2106) سنن ابن ماجة (1644).

ومن صام رمضان وأتبعه بصيام ست من شوال فكأنما صام الدهر كله ..!!
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من صام رمضان واتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر)).
صحيح مسلم (1164).

وما أعظم أن يجمع المؤمن بين الجهادين جهاد النفس بالصيام وجهاد أعداء الله بالقتال في سبيل الله فإن هذا من أعظم المراتب وأفضل الأعمال.

نسأل الله العظيم أن يعيينا على صيام هذا الشهر الكريم وعلى قيامه وأن يجعلنا من عتقاء النار فيه وأن يوفقنا لفعل الخيرات في سائر الأوقات والمواسم المباركات إنه قريب مجيب الدعوات.