عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 21-02-2003, 03:47 PM
*اليشمـــك* *اليشمـــك* غير متصل
عـــابرة سبيـــل
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2002
المشاركات: 2,220
إفتراضي تأمُــــلات في خلق آدم وحواء

السلام عليكم

تأملوا معي ..

الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم مختلفين على قدر اختلاف الأرض في ألوانها وصفاتها... فمنهم الأصفر ومنهم الأبيض ومنهم القمحي ومنهم البني ومنهم الأسود ..
واختلفت صفاتهم.. فمنهم من جاء من تربة خصبة تعطيك بلا حدود .. ومنهم من جاء من تربة جافة وقاحلة لاتبنت مهما وضعت فيها .. فهي ناكرة .. ومنهم من جاء من ارض صخرية .. قاسية ..

كرم الله عز وجل آدم بقوله " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعّوا له ساجدين "
فجاء التكريم على ثلاث مراحل ..
سوّاه الله عز فأحسن خلقه ..
نفخ فيه نفخة من روحه الطاهرة..
أمر الملائكة فسجدوا له ..

فبالله عليكم من اكثر تكريما للإنسان .. الله رب العالمين .. أم قرد تطوّر فأصبح إنساناً؟!

قد تتسائلون لِم لَم يخلقنا الله فيقول كن فنكون .. لم جعل روحه فينا .. وفي ذلك حكمة لمن يتفكر في خلقه .. فالروح عدا عن انها كريمة وطاهرة تكرّم الإنسان .. فهي تجعله يحرص دائما على نقائها فلا تشوبها شائبة .. وذلك فقط لمن حافظ على كرامته وتدبّر في خلقه ..

خَلق الله عز وجل آدم من عنصرين لاثالث لهما .. الماء والتراب.. فلماذا ياترى؟
لانهما أطهر عنصرين على وجه الأرض .. الماء نشرب منه .. ونتوضأ منه ..
والتراب نتيمم به.. ونصلي في أي بقعة من الأرض فهي طاهرة..
قال تعالى: " وجعلت له الأرض مسجدا وطهورا " ...
لذلك تُعتبر نظرية داروين خطيرة فهي تجعل الانسان مستهينا بنفسه لمعرفته بأن اصله قرد !

خلق الله عز وجل آدم في مرتبة بين الملائكة والحيوانات.. أي بين الروحانيات والشهوة.. وذلك لحكمة..
فكلما صعد الإنسان بروحه وارتقى .. ارتفع ليُقارب الملائكة في نقائها ونورها ..
وكلما انساق وراء نداء الشهوة بطريقة مُشينة... نزل ليقترب من الحيوانات التي قال فيها عز وجل "إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا"

الله عز وجل خلق جميع المخلوقات العاقلة من عنصر واحد..
الملائكة من نور .. والشياطين من نار..
إلا الإنسان ..
فقد خلقه من جسد وهو الغلاف الخارجي وهو من تراب ..
والروح وهي التكوين الداخلي وخلقها عز وجل من نفخة كريمة منه ..
وكل عنصر يشتاق لأصله .. فسبحان الله ..
كما ان كل عنصر له تغذيته الخاصة ..
ولكننا للاسف نهتم بتغذية الجسد وكثيرا مانهمل تغذية الروح ... وذلك لأن الجسد يموت بسرعة فهو من الأرض .. على عكس الروح التي لاتموت إلا بطيئاً .. وتكون النتيجة أن نُصاب بالاكتئاب في حالة موتها ..
قال الحق عز وجل" يا ايها الذين آمنوا مالكم ان قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم " .. وهذا لأن الجسد خُلق من تراب فهو يتثاقل ويعود لأصله كلّما قيل له انفر في سبيل الله ..

خلق الله عز وجل حواء بعد ان خلق آدم ..
فلماذا ياترى سمّيت بحواء؟
حواء من الحياة ..فهي رمز للحياة .. وقيل لأنها خُلقت من شيئ حي ..
وآدم من أديم الأرض .. وهو وجه الأرض أي ترابها …

وعندما خُلقت حواء .. كان آدم نائما كما جاء في الحديث القدسي.. وفي هذا أيضا حكمة ..
لو أن آدم كان مستيقظا لشعر بألم أثناء خروج حواء من ضلعه .. وهذا الألم كان ليفقده الشعور بالعاطفة تجاه المرأة .. على عكس المرأة التي يزيد حنانها كلما زاد ألمها .. فسبحان الله ..

خلق الله عز وجل حواء من ضلع آدم .. وأي ضلع؟! .. الضلع الذي يحمي القلب من جميع الصدمات .. وليحقق هذا الهدف لابد أن يكون أعوجاً .. فيتحمل الصدمات الامامية والجانبية ..
ولو أردنا أن نقوّم هذا الطلع .. لكسرناه .. وهذا هو الحال مع المرأة .. وكسرها طلاقها كما اخبرنا الرسول ..

وذلك لأن الهدف الأساسي من خلق حواء من ضلع يحمي القلب .. هو لكي تكون أما .. حنونة .. صابرة .. تخشى على أبنائها وترعى اسرتها .. والطلاق يقضي على هذا الهدف ويبدده .. لذلك كان كسرا بالنسبة لها ..

فسبحان الله الذي أحسن خلقنا وأكرمنا .. لا إله إلا هو له الحمد وله الملك وهو على كل شيئ قدير ..

تحياتي
__________________