[السنونو المهاجر]

قد تعلم أو لا تعلم أني أحب الدفء في الشتاء والرغيف الساخن على الطوى، قد تجهل أني أيضا أحب الحب وأبغض الكراهية والمقت، قد لا تعلم أن البرد يلسع جلدي العاري كسياط جلادك في قريتي التي حولتها لسجن فسيح فضاق بأهله، لي قلب يعي تماما معنى الفرح الذي لم تسمح له بتذوقه ويكافح كاظما الغيظ والهم الذي اثقلت به كاهلي.
أحس بقشعريرة ورعدة سرت بجسدي.. فهل أنا على قيد الحياة يا سيدي..!
أشم رائحة الخيانة من أردانك، فهل في وجهك ماء حياء وقطرة دم ممزوجة بالشرف سيدي؟
تهش على جسدي بسوط حصانك، وتتلمظ كأرنب بحضرة الأجنبي، فهل أنت شجاع فقط عليّ يا سيدي؟
استنوقت بعيري ظننا منك التأنيث عكس الذكورة سيدي..
تفطر من دمي وتتعشى لحم أخي، إن نفقنا فهل تنتظر أن تطيعك الهوام يا مولاي؟
تقبح وجهي بالخجل عنك، فهل بك بعض مزق شرف ؟
أقول وكلاب الحي تنبحني:
لا نامت عينك الجبانة ولا رف لك جفن سيدي.
سيدي الكلب المحترم
كل هذه الأوصاف فيك وتترفع عن أناديك يا كلب والكلب أمين وفي.. ؟
ليتك بالوفاء كلب وفي الصبر حمار!!!
أما أن تكن كلبا ترعى أُسدا، فلا بوركت الكلاب وكذا الأسود
بم تفخر أسود أن راعيها سيدي ؟
أما وقد رضيت الكلب لي سيدا بدل سيادتك علي
فأنت كلب نبّاح وابن كلبة عَوَّاء والكلاب منكم براء سيدي..!