عرض مشاركة مفردة
  #54  
قديم 06-02-2004, 10:40 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

تكملة أولى للثمرة الأولى : نماذج

في الحلقة السابقة

تعرضنا للثمرة الأولى من ثمرات الصلاة على رسول الله

صلى الله عليه وسلم ..


وأنها تتلخص في الآتي :

أن من أقبل على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

مع بذله للجهد الشخصي في مجاهدة نفسه ،

من خلال الإقبال على الفرائض ، والإكثار من النوافل قدر الطاقة

فإن الله يكرمه بأن ييسر له الخروج من الظلمات إلى النور

جمعا بين الآية الكريمة والحديث الشريف

قال عز وجل:

( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور )

ويخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

أن من صلى عليه صلاة واحدة ، فإن الله يصلي عليه عشرا ،

ومن صلى عشرا ، فإن الله يصلي عليه مائة …. الخ


وفي هذه الحلقة نعرض لنماذج ساروا في هذا الطريق السالك ..

وإنما نعرض ما سمعناه ، ومبلغ علمنا أن هؤلاء أناس فضلاء

قال أحد الذين تفاعلوا مع هذا القضية :

.. كنت أشكو نفسي وما فيها من ترسبات من الضيق والكدر ..

غير أني استعنت بالله و بدأت في سلوك هذا الطريق ..

الإقبال بهمة على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولقد لاحظت أمرا واضحا في ذات نفسي ، عجبت منه ..

ما إن أمضي مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم شوطا

حتى أشعر بالفرج في قلبي يشع شعاعه ، والانشراح في صدري يتجلى

وكأن مساحات من الظلمات في نفسي يتبدد ظلامها ..

قد لا أستطيع أن أعبر عن ذلك بأكثر من هذه الكلمات ..

أمر يتجلى لي واضحا ، شعور يشبه الخروج من الضيق الى الفسحة ..

لاسيما وأنا أرى بين عيني الآية الكريمة ووعد الله بأن يحيل الظلمات نورا

ولهفتي الشديدة أن يتحقق لي ذلك ..

وإقبالي بقلبي على ربي أثناء الصلاة على رسول الله

لقد شعرت أن في داخلنا مثل الغرف المظلمة وتحتاج لإنارة..

وأدركت _ بالنسبة لي على الأقل _

أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، هي الإنارة وهي الكهرباء ..

هذا ما شعرت به حقا ..

لان الله في كتاب العزيز قد وعد ان يحيل الظلمات نورا في قلوبنا

اذا التزمنا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،

وجمعنا قلوبنا خلال ذلك .

وجاهدنا أنفسنا في خط مواز للاستقامة مع الله تعالى .

إن ذكر الله تعالى ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بشكل خاص

زاد للقلب وأي زاد ، و سبب توفيق الله للعبد في حياته ..

شخص آخر في بقعة أخرى .. يؤكد

أنه حين أقبل على الصلاة على رسول الله بهمة كبيرة

__ مع الحرص على الجهد الشخصي في دوائر الطاعات الأخرى __

يؤكد أنه أصبح يشعر بوضوح كأنه محمول إلى الطاعة حملا ..

بمعنى أنها خفت عليه ، وسهلت ، وتيسر أمر المبادرة إليها ،

والفرح وهو يقوم بها ، والانشراح خلالها ..

ونحو هذه المعاني الراقية ..

وكان من قبل لا يستشعر شيئا من هذا أبدا إلا نادرا جدا ،

رغم إقباله على الطاعات من قبل .

شخص ثالث ..

يؤكد .. أنه بعد الإقبال على الصلاة على رسول الله

لا سيما وقد كان حريصا أثناء الصلاة على رسول الله

أن يتمثل أنه بين يديه ومعه

كما قال القائل :

في ضميري دائماً صوت النبي *** آمراً : جاهدْ وكابدْ واتعبِ
صائحاً : غالبْ وطالبْ وأدأبِ *** صارخاً : كن أبداً خراً أبي

فأصبح يمتعض من صور المنكرات حتى بمجرد سماعها

يتقزز منها ، ويستنكف منها ،

ويشعر بالتسامي فوقها ، والاستخفاف بها

وكان من قبل لا يشعر بشيء من ذلك ألبته ..

لكنا نضيف ملاحظة مهمة :

نقطة احتراس :

ليس معنى هذا أن تبقى حالة هذين الشخصين دائما وأبدا

على هذا الحال الراقي الذي هما فيه الآن ..

ولكن الأصل هو هذا ،

وقد يتعرضا لغفلة فتزل بهما قدم ..

ولكن الشخص الرابع سيعطينا فائدة جليلة وجدها من نفسه حين أقبل على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فائدة ندرك من خلالها أنه حتى في حال الزلل الذي قد يعرض

ماذا يمكن أن يكون صدى الصلاة على رسول الله

صلى الله عليه وسلم

قال .. أصبحت أشعر بوضوح أن عودتي إلى الله تعالى ،

بعد أية زلة أقع فيها ،

رغم مجاهدتي لنفسي ، أن أبقى مستقيما ...

تكون عودة سريعة ، وبشكل لم يسبق أن وجدته من نفسي

عودة يصاحبها انكسار ، ودموع ، وندم شديد وحسرة وبكاء ونحو هذا ..

وهذا لم يكن حالي من قبل ..

كنت أكتفي بمجرد الاستغفار فحسب ..

دون مرارة أشعر بها ، أو حرقة تلتهب في قلبي

أما الآن فلا ..

شخص آخر يؤكد أنه قرر أن يقطع مسافة الطريق بين بيته والمسجد

بالإقبال بهمة على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وخلال ذلك كان يدير فكره كيف كانت صلاة رسول الله

__ لأنه الآن ينوي الصلاة وهاهو في الطريق إليها _

فكان لسانه يدور بالصلاة على رسول الله ،

وفكره يستحضر صلاة رسول الله ، وقلبه مجموع معه ..

يقول :

ودخلت إلى رحاب المسجد ، وشرعت أصلى النافلة

فإذا بي في أجواء أخرى

حالة من خشوع لم أعهدها ..

وخفت أن يكون هذا نصيبي فحسب

ولا يكون لي حظ من ذلك في صلاة الفريضة نفسها ..

غير أن الأمر كان أروع في الفريضة ..

وعللته بما كنت فيه من صلاة على رسول الله ،

لا سيما وقد تكرر معي هذا الأمر عدة مرات ..

صحيح .. لا أزعم أن هذا يلازمني في كل مرة ..ولكن الغالب هو هذا..

ويقول المتكلم نفسه ..

كذلك حين أكون متجها لألقي درسا ،

أنشغل طوال الطريق بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

طبعا بعد أن أعد الدرس إعدادا جيدا عملا بالأسباب

وبينما لساني يدور بالصلاة على رسول الله ،

أحرص أن أدير فكري في كيفية كلامه صلى الله عليه وسلم ،

وكيف كان يخاطب الآخرين ، ويقبل عليهم ،

وطريقته وأسلوبه ونحو هذا

يقول مؤكدا..

اليوم الذي أفعل فيه ذلك ..

أجد صدى عجيبا لكلامي على قلوب الآخرين

لا أجده حين أنسى سلوك هذا الطريق ،

وأخذ هذا الزاد ، والاستعداد بهذه العدة ..

ويقول آخر لكثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وما أصبحت أجده في قلبي من معاني ما كنت أعرفها من قبل

أصبحت أرى من نفسي أمورا عجيبة

مثلا كنت أضيق ذرعا إذا كلفني أهلي بقضاء أمور للبيت

أو بأن أنقلهم إلى هنا وهناك بالسيارة ، كنت أتضايق للغاية

كأنما هم يحملونني هما لا أستطيعه

الآن انعكس الأمر تماما ..

صرت أفرح بمثل هذه التكليفات ، لأني أجد فيها فرصة

للإقبال على الصلاة على رسول الله خلال الطريق ذهابا وإيابا

وقد لاحظ أهلي هذا بوضوح وتعجبوا

لقد أصبح لساني يجري بالصلاة على رسول الله بشكل عجيب مبهر

وأخر يقول ..

كنت أستصعب أن يصلي الإنسان مائة مرة على رسول الله

صلى الله عليه وسلم

غير أني حين جمعت همتي ، وشمرت في الطريق ،

أتعجب الآن كيف كنت غافلا عن هذا الطريق الرائع العجيب

وكيف سهل علي الأمر بحيث أني الآن أصبحت أصلي على رسول الله

في اليوم الواحد مرات لا أحصيها ..

مع عدم نسيان الواجبات الأخرى ..

وغير هؤلاء كثير .. نكتفي بهذا القدر

سنسوق المشهد الأعجب في موضوع مستغل

لبعض المعلمين ساروا في هذا الطريق ووجدوا ثمرته مع طلابهم ..

ولكن يرد هاهنا سؤال كبير وهام ..

قد يقول شخص فينا ..

هذا الذي يقوله هؤلاء لا أستطيع أن أكذبهم فيه

ولكني أقول .. فلماذا لا أجد هذه الأمور من نفسي

وأنا أرى أنني مقبل على الصلاة على رسول الله منذ فترة ليست قصيرة

كيف يمكن أن نفسر هذا الأمر ..

هذه القضية هي محور حديثنا في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى .