عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 03-08-2007, 04:56 PM
ذوالفغار ذوالفغار غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 277
إفتراضي

المصنفيين المتأخرين هم المنحرفون عن العقيدة الصحيحة التي تتلخص في الإيمان بالله وملائكتة وكتبة ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره فهذه الأمور الستة هي اصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز وبعث الله بها رسوله محمد عليه الصلاة والسلام .

واما المنحرفون عن هذه العقيدة والسائرون على ضدها الواقعين في شرك العبادة فهم اصناف كثيرة فمنهم عباد الأصنام والأوثان والملائكة والأولياء والجن والأشجار والأحجار وغيرها فهؤلاء لم يستجيبوا لدعوة الرسل بل خالفوهم وعاندوهم كما فعلت قريش واصناف العرب مع نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)
وكانوا يسألون معبوداتهم قضاء الحاجات وشفاء المرضى والنصر على الأعداء ويذبحون لهم وينذرون لهم فلما انكر عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذلك وامرهم بإخلاص العبادة لله وحده استغربوا ذلك وانكروه وقالوا ( اجعل الآلهة إلهاً واحداً ان هذا لشيء عجاب) فلم يزل (صلى الله عليه وسلم) يدعوهم الى الله وينذرهم من الشرك ويشرح لهم حقيقة ما يدعو اليه حتى هدى الله منهم من هدى ثم دخلوا بعد ذلك في دين الله افواجاً

فظهر دين الله على سائر الأديان بعد دعوة متواصلة وجهاد طويل من رسول الله(صلى الله عليه وسلم) واصحابه رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان
ثم تغيرت الأحوال وغلب الجهل على اكثر الخلق حتى عاد الأكثرون الى دين الجاهلية بالغلو في الأنبياء والأولياء ودعائهم والاستغاثة بهم وغير ذلك من انواع الشرك ولم يعرفوا معنى لا إله إلا الله كما عرف معناها كفار العرب فالله المستعان

ولم يزل هذا الشرك يتفشى في الناس الى عصرنا هذا بسبب غلبة الجهل وبعد العهد بعصر النبوة
وشبهة هؤلاء المتأخرين هي شبهة الأولين وهي قولهم (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى)
وقد ابطل الله هذه الشبهة بين ان من عبد غيره كائنا من كان فقد اشرك به وكفر كما قال تعالى (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)فرد الله عليهم سبحانه بقوله (قل اتنبؤن الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون)

ومن العقائد المضادة للحق ما يعتقده بعض الباطنية وبعض المتصوفة من ان بعض من يسمونهم بالأولياء يشاركون الله في التدبير ويتصرفون في شئون العالم ويسمونهم بالأقطاب والأوتاد والأغواث وغير ذلك من الأسماء التي اخترعوها لألهتهم وهذا من اقبح الشرك في الربوبية وهو شر من شرك جاهلية العرب لأن كفار العرب لم يشركوا في الربوبية وانما اشركوا في العبادة وكان شركهم في حال الرخاء اما في حال الشدة فيخلصون لله العبادة كما قال الله سبحانه (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون)اما الربوبية فكانوا معترفين بها لله وحده

واما المشركون المصنفين والمتأخرين فزادوا على الأولين من جهتين احداهما شرك بعضهم في الربوبية والثانية شركهم في الرخاء والشدة كما يعلم ذلك من خالطهم وسبر احوالهم ورأى ما يفعلون عند قبرالحسين والبدوي وغيرهما في مصر وعند قبر العيدروس في عدن واهادي في اليمن وابن عربي في الشام والشيخ عبد القادر الجيلاني في العراق وغيرها من القبور المشهورة التي غلب فيها العامة وصرفوا لها الكثير من حق الله عز وجل وقل من ينكر عليهم ذلك ويبين لهم حقيقة التوحيد الذي بعث الله نبية محمد (صلى الله عليه وسلم) ومن قبله من الرسل عليهم الصلاة والسلام فإن لله وإنا إليه راجعون .

ومن العقائد المضادة للعقيدة الصحيحة في باب الأسماء والصفات عقيدة اهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم في نفي صفات الله عز وجل وتعطيله سبحانه من صفات الكمال ووصفه عز وجل بصفة المعدومات والجمادات والمستحيلات تعالى الله عن قولهم علوا كبيراً

نسأله سبحانه ان يردهم الى رشدهم وان يكثر بينهم دعاة الهدى وان يوفق قادة المسلمين وعلماءهم لمحاربة هذا الشرك والقضاء عليه انه سميع قريب .