عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 07-09-2001, 08:53 PM
issam issam غير متصل
اهبل تربح
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 409
Post

السلام عليكم
موضوعك عن الإنفتاح السياسي في ضل العولمة أو بفضل العولمة بتعبير آخر ...

إعلم يا أخي أنك مخطئ تماما
فمن الناحية السياسية يمكن التأكد أن العولمة و الديكتاتورية وجهان لعملة واحدة..
إن ظاهرة العولمة بصرف النظر عن المقاربات و التأويلات هي مرحلة من مراحل الإستعمار الجديد التي تعمل القوى الكبرى و في مقدمتها الولايات المتحدة على على التأسيس و الترويج لها,ليس
فقط على مستوى الممارسة و التطبيق و لكن أيضا على مستوى الثقافة و الفكر
إن العولمة القائمة هي فرض لنمط معين من القيم من لدن دول الشمال على دول الجنوب بتزكية و مباركة من أنظمة و حكومات هذه
الأخيرة و كذا بواسطة أقلام مرتزقة رهنت فكرها و تحليلها لفائدة حكام متواطئين -في مرحلة ما بعد الإستعمار-مع مستعمريهم القدامى .هذا التحليل يطال طبعا حكام العالم العربي و الإسلامي و مثقفيه لكونهم لم يتكلفوا بخلق و ضمان سبل المناعة ضد الإستهداف الثقافي و الحضاري الذي كانت أممهم و شعوبهم و ما
تزال هدفه و مادته لزمن طويل إن رفض العولمة السائدة هو رفض لحمولتها الإستعمارية على وجه
الخصوص ,لبعدها الإقتصادي الإقصائي,لمحتواها الفكري المتمركز حول المنضومة الغربية ذات المرجعية المسيحية اليهودية,لتطلعها
لصهر كل ثقافات العالم في المهيمنةمنها,لتكريسها لقوة النار
و الحديد(كما في العراق و يوغسلافيا و غيره) ولرفضها لمبدأي التعدد و التنوع الذين لا مستقبل للبشرية ندونهماإن رفض العولمة هو رفض لفكرة أن يستمر الشمال في التواصل معنا
بالآلات و البضائع و الكلام السياسي الفارغ,حيث أنه يجب عليه بدل ذلك أن ينخرط معنا في مشروع تواصل ثقافي و حضاري مبني على
احترام القيم الإنسانية و على مبدأ قبول التعدد الحضاري و الثقافي إن أولئك الذين يريدون منا أن نثق بالعولمة بنوع من السداجة قد احتجزوا الكوكب الأرضي و جعلوا الفضاء خاضعا للهيمنةالعسكرية و احتلوا البلدان و رشوا الحكومات و اشتروا عقول و أقلام جزء لا يستهان به من أنتلجنسيا العالم الثالث بما
فيه نحن,وعبدوا الطريق أمام شركاتهم المتعددة الجنسية للإستحواذ على جزء هام من المقاولات العمومية و بالتالي إضعاف الإقتصادات الوطنية لبلدان الجنوب و الدول العربية مع تعميق
التفاوتات السوسيو إقتصادية بها,علاوة على ذلك فهم قد وقعوا لفائدة الحكومات غير الديمقراطية و التي لا تمثيلية لها على عقد تأمين للحياة ضد إرادة شعوبهم نفسها(وتأمل الواقع يا أخي

إن العولمة معناها منذ الآن العملية التي يتم بواسطتهابمساعدة
صندوق النقد الدولي و البنك العالمي ,تنظيم نزع ملكية الشعوب بمباركة الزعامة المحلية التي لا يفوتها الإغتناء بالمناسبة
و بالفعل فإن ما تمت عولمته حاليا هو بكل تأكيد الفقر و الظلم الإجتماعي و الرشوة و الإستلاب الثقافي و أيضا التضييق على
الحريات و الحقوق المدنية ,فما هو الحيز المتبقي للديمقراطية في نظرك,في مجال غير ملائم ,مجال تم تشكيله و رعايته من لدن
القوة العظمى الوحيدة و أتباعها,ذلك هو السؤال الذي يطرح نفسه...
و دمتم...
__________________
حـسـب الـواجـد إفـراد الـواحـد لـه ...
حـسـب الـعاشـق تـلـمـيـح الـمـعـشـوق دلالا ...
و أنـا حـسـبـي انـي ولـدتـنـي كـل نـسـاء الأرض و أن امـرأتـي لا تـلـد ...