حين تقول يا عربي بوجه عام "الفلسطيني أساء" فهذا هو الإساءة بعينها ليس للفلسطيني بل للإنسانية لأنك عممت.
قل إن كنت حقا لا تريد الدخول في صراعات إقليمية: فلان أساء.وإلا فهل تحب أن نحاسب الشعب اللبناني على إساءات القوات اللبنانية مثلاً أو إساءات المرابطين أو أمل أو من شئت؟
أم نحاسب الشعب الأردني على إساءات الحكومة؟
أم ستحاسب الشعب السوري على مجزرة تل الزعتر؟
أم ستحاسب الشعب المصري على خيانة السادات؟
لذلك حدد أشخاصاً وقل: هؤلاء أساؤوا ولا تعمم والخطأ في حق الشعب الفلسطيني هو أقبح بعد من الخطأ في حق غيره إذ نحن حيال شعب ظلم ظلماً لم يكد يسجل التاريخ مثيلاً له إلا-ربما-ظلم شعوب أمريكا الأصلية التي سماها الغزاة "الهنود الحمر" وأبادوها ولم يكتفوا بحرمانها من وطنها.
وكما تذكر المسيئين في كل شعب اذكر المحسنين وفي الأردنيين وفي اللبنانيين وفي الفلسطينيين وفي كل شعب آخر عناصر ترقى في النبل إلى مستوى رفيع.وليكن لكل منا ضمير يمنعه من التعميم لأن كل تعميم يظلم أناساً دخلوا تحته وهم أبرياء من الصفة المعممة التي نسبت إليهم.
وما من جماعة سكانية إلا وفيها من يمكن ضربه مثلاً على السوء.وهذا مجرب فكر فيه فستراه. والعنصرية تبدأ بالذات من هذه النقطة فالعنصري يأخذ أمثلة جزئية ويعممها على جماعة بشرية .ولكن هناك شيء اسمه ضمير يجب أن يمنعنا من ذلك إن لم يمنعنا الدين الذي يحرم صراحة كل دعوى قبلية أو مناطقية.
"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"!
|